تَفاصيلي .. [ أبْعَد مِنْ سَمَاء ] ..

[سمية عبد الله]

وَإلى أقْرَبَ مِنْ ذَاكِرَة الْتَقِطُ ذَاكَ الرَّسْم
هَذه الصَّغيرَة كَانَتْ تُرَافِقُني كَثيراً .. رُبَّما لأنِّي أرَدْتُ أنْ أشْبَهَهَا
لازِلْتُ أحِبُّ لُعْبَةَ البَطَاريق.. وَدُمْيَتي التي اشْتَرَيْتُها مِن البَقَّالةِ المُجَاوِرَة لِبَيْتنَا
أخيطُ لهَا وِسَادةً وَمَلابِساً بِبَقايا القُمَاش الذي كَانَت أمِّي تَجْلِبُهُ لي منَ الخَيَّاط
لَمْ أكُن أحْلُم.. وَيَالها مِنْ نِعْمَة !!
كُنْتُ ألْعَبُ.. وَأصْمِت
كَمْ أنَا مُخْطِئة..
ذَاكرَتي أخْفَت كُلَّ شَيْء هُنَاك.. في جُيُوبِهَا التي بَدَأت تَتَعفَّن
أخْفَت إخْفَاقاتي.. وَغُيُوماً كَثيرَة لَمْ تُمْطِر حينَ كُنْتُ صَغيرَة
كَبُرَت مَعي
الآنَ هِيَ لا تَتوَقَّف
أنَا أريدُ لُعْبَتي ..
أريدُ أنْ انْسَحِبَ مِنَّي إلَى هُنَاك
هُنَاك..
حَيْثُ أحَلِّقُ بِلا أجْنِحَة
وَالغُيُومُ أمْنِياتٌ بِقٌلوبٍ زَرْقاء
وَأرْجُوحَتي تَدْفَعُني إلَى قَلْبي عَالياً..
الهَواءُ لازَال بارداً
نَقياًّ
لازَالَ يُشْبِهُ المَطَر

 

[سمية عبد الله]

.
.
لَمْ تَكُنْ لي يَوْماً خُطُوات
كَانَت [ فَقَطْ ] آثارَ ذَاكِرَةٍ
نَسِيَت عَجَلاتُ الكُرْسيّ المُتَحَرِّكِ شَكْلَها
فَمَشَت عَلَيْهَا دُونَ اكْتِرَاث

 

[سمية عبد الله]

وَ يَبْقى الصَّمْتُ
.
.
هُدوءاً أجْوَف
هُدوءاً أجْوَف
هُدوءاً أخْرَس

 

[سمية عبد الله]

مُنْذُ زَمَنٍ.. كَانَ العيدُ لَهُ طَعْمُ الحُلُم
وَمُنْذُ ثَلاثِ سَنَواتٍ أصْبَحَ الحُلُمُ مَوْتاً
اعْتَدْتُ غِيَابَ أمّي.. لكِنّي لازِلُتُ أبْكي في صَبَاحِ كُلِّ عيد وَأنَا تَحْتَ الغِطَاء كَطِفْلَة
هَذَا العيدُ بِلا أمّي وَلا أصْدِقاء



26/11/2009م

 

[سمية عبد الله]

- صَالِح الحَرْبي

صَديقٌ أجْهَلُهُ .. لَكنّني أحِبُّ رِسَالَتَهُ وَأقْرَؤُها حِينَ ابْتِسامَة
حَرْفُكَ يا صَالِح تَسْتَفيقُ لَهُ جُثَّةُ الهَواءِ المُتَعَفِّنَة في مَدَى الأمْنِياتِ الجافَّة
.....
وَلازِلْتُ مُتَأكِّدَة بأنَّكَ مِحْراثٌ مِنْ نُور
أمْنِيَة أنْ تَكُونَ بِخَيْر

- سَعْد اليَاسِريّ

وَلَمْ يَحْمِل لي المَطَرُ مَا يُشْبِهُكَ .. أنْتَ فَقَطْ في حَرْفِكَ المُتَعَبِّدِ دَائماً

- إبْرَاهيم زولي

وَحِكَاياتُ البنَفْسَجِ تَمْتَدُّ بَيْنَ أصابِعِكَ وَالسَّماءِ المُعَلَّقةِ عَلَى أوْرَاقِكَ البَيْضَاء

- حَسَن اللواتي

الشمْسُ تَكْتُب شِعْراً .. وَالضَّوْءُ لازَالَ يَغارُ مِنْهَا
كُنْ بِخَيْر

- عَبْد السَّلام مِصْباح

لي خُطُواتٌ.. أنْتَ مِنْها تُوَضِّبُ مَا تَعَثَّر

 

[سمية عبد الله]

لَمْ أكُنْ أنَا
وَلَنْ أكُونَ هيَ
مَاتَتْ كُلُّ المساحَاتِ التي اخْتَزَلَتْها خُطوطُ يَدي القاحِلَة
...... مَرَّرْتُ بَيْني وَبَيْني
خَيْطاً مِنْ حُلُم انْقَطَع
وَاشْتَعَلَتِ الَّاكِرَةُ مِنْ بَعْدِهِ حَنيناً
لا يَكْفي ألا أتَذَكَّرَ كَيْ أنْسَى
يَجِبُ أنْ أتَذَكَّرَ لأتَجَاوَزَ النِّسْيان
لـِ أتَجاوَزَ [ هُمْ ] وَأمْضي بَعيداً
عَنْ ثُقوبِ [ مُجَامَلَة ]
وَشُقوقِ [ مُبَرِّرات ]

 

[سمية عبد الله]

في الافْتِقاد / الغِيَاب أكُونُ اللاشَيْءَ في ذَاكِرَتِهم..
حتّى أنَّني لا أمُرُّ مُرورَ الكِرَام
لا أدْري لمَاذا يَضيقُ بِهِم كُلُّ شَيْء .. يُضطَرونَ حَتْماً لِرَمْيي خَارِجَ نِطَاقِ تَنَفُّسِهم كَيْ يَبْقَوا عَلَى قَيْدِ الحَيَاةِ / احْتمالاً
وفي كُلِّ الأيَّامِ التي تتَجَاهَلُني حُضوراً
يَكْمُنُ سِرُّ بَقَائي .. السَّماء
النَّافِذَةُ المُعلقَةُ هُناك تَمْنَحُني خُطُواتٍ لأفْقِدَ حُزْني مُؤَقَّتاً
وَأتَوَقَّفَ عَنِ التَّكْفيرِ بالأغْبيَاء
في أصَابِعي الآنَ يَنْمُو حَرْفٌ .. وَتُولَدُ دَمْعَة
وَيَجِفُّ حَنينٌ .. وَيَتشَظَّى حُلُم
وَتَنْتَحِرُ تَأويلاتٌ .. وَتَتَقازَمُ مَلامِح
وَأبْقى أُحِبُّنِي .. وَأسْخَرُ مِنَ التَّفْكيرِ بالهَواءِ البَارِدِ الذي يَمْتَطُونهُ كَأنَّهُم اسْطُواناتٌ مكْسورَة

....
تَقَبُّلُ الأعْذَارِ أمْرٌ حَسَن
كَثْرَتُها أمْرٌ مُملّ .. مَدْعَاةٌ للقَفْزِ مِنْ أعْلَى نَاطِحَةِ صَمْت
لِنَتَوقَّف قليلاً مَعَنا .. وَنَمْنَحنا فُرْصَة مُعاقَبَةِ حَماقاتِنَا
اعْتَرِفُ بأخْطائي وَلا أخْجَل
فَقَطْ اعرِفُوا أخْطاءِكُم .. عَاقبُوكُم وَلوْ قَليلاً
تَذَكَّرُا فَقَط أنَّه بِغِيَابِكُم تَوَقَّفَتِ الأغْنِيَات
لَمْ تَشْعُروا بِمَدَى وَحْشَةِ الفَراغ
وَشَعُرْتُ أَنا

لا تُسْدوا النَّصائِح لِي
رَتِّبُوها وَامْنَحُوهَا لِعُقولِكُم / قُلُوبِكُم النَّائمَة

هه .. أسْخَرُ مِنْكُم أنَا !!!

 

[سمية عبد الله]

لِوَحْدي تمَاماً ..
أقَلَّصُ الكَثيرَ مِنَ الفُرَص .. وَأحْفَظُها في وَرَقةٍ مُبْتَلَّةٍ بِسُطورٍ كَثيرَة
لازَالَ يَقْرَاُ صَمْتي عَلَى خُطوطِ كَفِّه
صَمْتٌ سَيُعَلِّمُ العَيْنَ يَوْماً مَا أنْ تَفْتَعِلَ العَمَى
حَتّى
حَتّى
حَتّى يَمُوتَ الحَنينُ إلَى الأبَد

]