كتابة [ وجع ] !!

[سعيد الموسى]

أنظر بعينك من ثيابي تمللت
طيري بصدري للمحبين ساجع

ياكم من همومك بعيني تكحلت
عين ٍ سهيره وخد ماله مضاجع


قسمت حالي للهوى كم تحملت
واللي جنيته بالمحبه مواجع

كد قلتها تدري وش اللي انا قلت
لابد ياتي للمحبين فاجع

كل ما لمست الجرح صحت وتهللت
حتى جروحي من يديني تفاجع

شفني من غيابك وجع كم تشكلت
كلي ملامح طين ليه انت راجع
*
ـــــــــ
*
شفني من غيابك وجع كم تشكلت
كلي ملامح طين ليه انت راجع
*
ـــــــ
هذا البيت تحديداً مشهداً درامياً سينمائياً مذهلاً لايمكن التغافل عن مافيه !
بلورة الهيئة الخارجية والداخلية للحزن وتصويرها للمتلقي بهذا الربط لايتقنه أي شاعر
إذ أنك لم تكتفي بــ أن تعبّر عن الحزن الداخلي فقط بل ربطت ثمرة الحزن الخارجي والنتيجة لتكون / كم تشكّلت !
لتستكمل / كلّي ملامح طين ! , الطين هو اللبنة الأساسية للبشرية الأستشهاد به هو ومضة لنقل المشهد الحي بصورة أعظم
حيث أن كلمة تشكلّت أستطيع الاستدارك فيها : بخلق الإنسان ... ملامح طين : الشيئ الذي يُخلق منه الإنسان !
إلا أن الفكرة لما تكن هكذا بل كانت إحالة الصورة لإستعارة ثقافة خلق البشرية لتحويلها إلى أي مدى وصل المتحدث من الحزن إذ
أنه بدأ فيه الحزن ينمو من إنساناً داخلياً حتى إنساناً شعورياً آخراً مستسخاً منه ...
ثم تأتي الوقفه والإستدراك : ليه إنت راجع ؟
هنا نعود لكل ماذكر قبل البدء والنهاية : إذ أن الإنسان خلق من تراب ويعود للتراب وبعد إنتهاءه لايفيد أي شيئ !
فقد تحول من حيّاً إلى ميتاً ـــ الكناية هنا واستعارة التشبيه : موت الشعور الذي لايمكن أن يعود .

*
هكذا يكون للشِعر هيبه !
وهكذا يكون للحزن لذّه !
وهكذا تنمو الكلمة لتصبح جُملة والجُملة شطر , والشطر يصبح بيتاً
والبيت يصبح سماءاً لوطن القصيدة !
إختصارك ــــ هو ذاته إنتصارك !
إنتصارك ـــــ هو ذاته إخضرارك !
إذ أن الومضة الأولى يجب أن تعانق الومضة الأخرى !
حتى تتشكل فــتنمو وتكبُر لتنتج لنا بعد ذلك ضوءاً شعريّاً دُريّاً ....
باإستطاعتي الآن أن [ أهديك لشكراً وباإستطاعة شكراً ذاتها أن تشكرني عليك وتقبّل يديك اللتان تكتبان كل هذا الشعر والشعور ]
*
ــــــ
*
تقديري يامحمّد وإحترامي