ينسى الواحد منا وهو يمضى منهمكاً فى دوامة الحياة أن حدود العالم هى أكثر رحابة واتساعاً من عالمه اليومى الصغير المحدود، وأن من حوله كوناً شاسعاً بلا نهاية، وأن هناك سماء كبيرة زرقاء تقع تماماً فوق رأسه، وأن هناك مشاهد بديعة تصنعها الشمس لحظة الشروق والغروب، وأن هناك نجوماً لا تحصى تبزغ كل ليلة فى السماء، وأن فى الدنيا أشياء أكثر جلالاً وجمالاً وشموخاً وسمواً من تلك الهموم والمشاغل الصغيرة، وأن نهاية الكون لا تقع عند نهاية الطريق بين البيت والعمل، وأن سقف بيته ليس هو تماما سقف العالم، وأن الإنسان لا يكون إنساناً إلا إذا احتوى كل هذا الكون بجلاله وشموخه وسموه، وجعل صلته وثيقة بهذا الجمال والجلال والشموخ الذى يعمر به العالم، وأنه إذا تخلى عن ذلك للحظة واحدة فهو بذلك يتخلى عن شىء أصيل وجوهرى فى طبيعته كإنسان.
أحمد إبراهيم الفقيه - السحب التى تمر هناك