
وأنا أتبضعُ الأحلامَ من سلالِ الفجرِ
وأقطفُ الزهورَ من حقولِ التعبِ
أمشطُ شمسَ الأمنياتِ
وأرتقُ أهدابَ أحلامي
لتخلقَ أنثىً
تسقيكَ من كؤوسِ الهوى
تسحقُ صدرَها لتبني عشقًا موشومًا بالأنا
تعزفُ لكَ ألحانَ الودادِ
وعلى وقعِ خلخالِها تنبتُ رياحينَ الحبِّ والرجاء
---
طفتُ بكَ في رحمِ كلماتٍ
اشتهى لها ألفُ مخاضٍ
وتعذرت أن تولدَ وفي عينيكَ ألفُ معنى يكتبها
---
قابلتُ عزّةَ وكثيرً،
قصصتُ أثرَ ليلى وخضابَها،
وامرؤ القيسِ ونارَهُ.
سِحْتُ في قصصِ الخالدِ ذِكرَهم،
حفظتُ تراجمَ العشاقِ، فإذا بألفِ شهرزادٍ تسكنُ خيالي.
---
ارتحلتُ معكَ في قصصِ الوصلِ،
فكنتَ السرابَ الذي أشبعَني لهثًا،
وفي بضعِ خطواتِكَ يغيثني المطرُ فيسقي جفافَ فؤادي.
---
وأنا بين الطوافِ والسعيِ،
بين لهثي وكبريائي،
أستجدي مشاعركَ أن تكتمل،
فأرى عينَك ألفَ عنوانٍ
لقصةِ خالدةٍ وقصيدةٍ عصماء.
---
ورجعتُ منكَ خائبةً،
أدثُّر مهجتي،
عدتُ بعطشِ الكلماتِ،
بأبجديةٍ خرساء،
وسنينٍ من الجدبِ لشعورٍ روَيتُه في أحضانِكَ لعله يزهر.
أشجارُكَ مرداءُ كأنَّ الحبَّ ما زادها إلا جفافًا،
وكأن ما مرَّ بكَ إلا الخريفُ فاصفرتْ عواطفُكَ.
---
لكنها...
أضغاثُ أحلامِ أنثى عشقتِ البكاءَ،
وفي المدينةِ وجهٌ واحدٌ
يزملُ دمعَها إذا انسكبَ.
---
من يربّتُ على كتفِ أيّامِها،
لربما غرفتُ من بئرِ الحياةِ
جرعاتِ أمل غسلت بها قلبَها.
---
طرقتُ بابَ السماءِ طرقًا حثيثًا،
فما زادني إلا أملًا،
وما زادكَ إلا عنادًا.
ضفرتُ حبالَ الشوقِ
لأصنعَ منها نهاياتٍ أكثرَ حرارةً
وأقلَّ وجدًا.
---
ثم سافرتُ عنكَ،
عن نفسي.
لعلَّ سهامَ الليلِ يتلوْنُ في محرابِكَ آخرَ ابتهالاتي.
كفنتُ النهاياتَ،
وأدتُ صبري،
صارت كلماتي رميمًا،
وصار قلبي قبرًا لها.
انطفأتُ كانطفاءِ النجومِ قبلَ الفجر،
وأطبقتُ على فؤادي
ليبقى وجعُه شاهدًا على موتي فيكَ.
وأرسلتُ برقيةَ عزاءٍ:
أن القلوبَ تموت،
وأنَّ الكلماتِ تموت،
ويفنى أصحابُها.
Asrar mansia