( .... !؟)

أ رأيتِ ..!!؟
لم يبقَ إلا أربع نقاط يتيمة ..!
تعتنق السكوت بليلة تائهة بمدارات الكلام ...!
تضمُ خلف ظلال التعجب متاهات الإستفهامـ ..!
فبأي كلمة نملأ الفراغ..؟
وما بداخلي أشباح ثقوب لا تنامـ ...!
مبعثرٌ أنا كدقيقٍ تعبث به رياح الظنون الغاضبة ...
فتُسكِنهُ شقوق الفقد الداكنة ..!
فلا حياة ...
والفقدُ يجتاحني ..!!
*****
لا يـ سيدتي..
لم يعد هناك سطرٌ راقص ..
أو حرفٌ يجيد العزف على أوتار السطور ..
باتت أوراقي تئن بأجيجِ أيقظ سبات الغربة الأليمـ ..!
فلا وطن يضمني ..
ولا منفى يستقبلُ شظايا أقلامي ...!
فقط أنا وعجوز الوحدة التي تُقبّل جبين خلوتي ..
تداعبُ بأصابع الشيخوخة جذور أحاسيسي المتساقطة حسرة ...!
على أيامٍ كنتُ فيها أجلدُ ظهر اشتياقي بسوط غيابكِ ..
فتنسابُ قطراتُ دمي ..
كقربانٍ يسقي حنجرة الفراغ ...!
فيجتاحني الذبول كلونٍ خريفي شاحب ...
يرسمُ الحكاية لوحة باكية يحتضنها برواز صمتكِ
كليلٍ داكن يتشحُ بعباءة الهدوء بزوايا الذكريات الموءودة بعمر قراراتكِ ..!
***
سأمضي ...
تاركاً خلفي تلك النقاط ...
كمقبرة لكل الاحتمالات العابرة بخيالكِ ..!!
فصلّي على قلبكِ صلاةُ الغائب فلا حضور لجمهور حبّكِ ..!!
حتى تلك الراقصة بليلة جحودكِ ...
تهديكِ السلام ..
كعزاء لوفاة مشاعركِ ..!!
******
نعمـ يــ أنتِ ..!!
كل الفراغات يزورها قسيسي الحيرة ..
يمارسوا طقوس التساؤلات المعلّقة بشجرة الأجوبة ...!
ولسان الحقيقة يصيحُ بصوتٍ فصيح ...
أكتبني أيها الوريث ..
قصة هاربة بساحات الكتابة ...!
ليقرأ رموز غموضها كاتبٌ آخر ...
غرق بأول السطر حين كان السطرُ نهر جحيمـ ..!
* * *
سأجيب ..
وأملأ تلك الفراغات بنبضي ...
سأزرع بكف خاطري أغنية لا شيء ...
ثم أتلو على مارد النصوص تعاويذ النجاة لقلبينا ...!
فلم يعد هناك مجالاً للصمت والفراغُ شبحٌ يغتال طفولة أحلامي ...
فما تلك النقاط " . . . . " إلا شفرة لكلمة تخشى الشنقُ بجذع النكران ..
تختبئ بظلال أضلعي كيمامة ترمقُ من بين أوراق الخوف نظرات صيّاد أبيض بقلبٍ أسود ..!
فأي كلمة الآن قادرة تملأ تلك الفراغات ...
المصلوبة تحت نقاط أربع ...!
ككلمة قادرة أن تملأ كل الفراغات ...!
فهل بعد الحب فراغ ..!؟
همسة ...
كُتبت قبل العيد وشنقت بعده...
ككبش فداء لحرف لم يكفر بعقيدة الولاء ...!
تحياتي