[حروفهم معنا ] - الصفحة 6 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
؛ على عَتباتِ اللّيل ؛ (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 2077 - )           »          اليوم دعنا نفترق (الكاتـب : أسرار - مشاركات : 10 - )           »          وللحديث بقيه (الكاتـب : ساره عبدالمنعم - آخر مشاركة : أسرار - مشاركات : 114 - )           »          (توفّت ما لقت فرحة... (الكاتـب : فهد ضيف الله البيضاني - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 3 - )           »          ( ◊◊ بــدر لا يأفـل بـكِ ◊◊ ) (الكاتـب : بدر الحربي - مشاركات : 328 - )           »          أَعـتَــرِف .! (الكاتـب : سُرَى - آخر مشاركة : أسرار - مشاركات : 73 - )           »          ~ وش يقول الشاعر 🍺 (الكاتـب : رحيل - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 255 - )           »          جِدَارِيّات..! (الكاتـب : خالد صالح الحربي - آخر مشاركة : نايف الروقي - مشاركات : 393 - )           »          صباح الـ إيش !!!!! (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : جليله ماجد - مشاركات : 1398 - )           »          على ذاك الـرصـيــف . . . ! (الكاتـب : فيصل الحلبوص - آخر مشاركة : أسرار - مشاركات : 3905 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات العامة > أبعاد العام

أبعاد العام لِلْمَوَاضِيْعِ غَيْرِ الْمُصَنّفَةِ وَ الْمَنْقُوْلَةِ .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-25-2008, 12:49 PM   #41
عطْرٌ وَ جَنَّة

كاتبة

مؤسس

الصورة الرمزية عطْرٌ وَ جَنَّة

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 245

عطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعةعطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعةعطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعةعطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعةعطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعةعطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعةعطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعةعطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعةعطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعةعطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعةعطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اقتباس:




خرج من التيه كأنه قد خرج من بين فكي الموت .!

كان ما زال يبكي عندما هرعت النسوة للقائه و هن ّ يملأن الدنيا بالزغاريد فهدهدنه ظنّا ً منهن ّ أنّه يبكي وجعا ً من قساوة التيه و لم يخطر ببالهن ّ أنه يبكي ألما ً لفراق الأثر .. لفراق التيه .!
سمع إحداهن ّ تتكلم بلسان النبوة قائلة ..:
- لو لم تنجدك َ الثريا بالصقيع .. يا شقي ّ .. لأهلكتك الصحراء بأنياب الذئاب .!
و لكن ّ كاهنة ً أخرى كانت تتابعه بوجوم طوال الوقا رفعت صوتها بآهة ٍ موجعة ٍ كأنها زفرة ٌ من لحن ٍ مميت قبل أن تتكلم بنبوءة خاطبت بها الخلاء لا الخلق ..:

الويل لمن ذاق طعم التيه يوما ً .. لأنه لن يسكن في أرض ٍ يوما ً ! *



* إبراهيم الكوني – مراثي أوليسنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة .!

 

التوقيع




مِن الْبَدِيهي أن أحْيا
هَذِه الْحَياة بَعثِي , كنتُ فِي الْمَوت .
- كُنْتُ وَحِيدة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عطْرٌ وَ جَنَّة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-25-2008, 12:51 PM   #42
عبدالعزيز رشيد
( شاعر وكاتب )

افتراضي روعة التأمّل في طريقة التفكير


الكاتب:عقلي هو فلسفتي
العنوان:أطلالي من هنا وهناك


هنا سأضع بعض أطلالي التي لا زلت أقف عليها متأملاً .. أطلالي المتناثرة هنا وهناك لكنها رغم هذا التناثر موجودة بداخلي تلتصق بي مرة وتهرب مني واعتنقها مره وادفعها عني مرات .. أطلالي حول الحياة والدين والحب والصداقة والفن والنفس البشرية وكل ما عشته وأعيشه واقف عليه حائراً متأملاً (معتنقاً له مرة وشاكاً به مرات لان الشك هو القانون الذي يحرك هذه الحياة )


عندما يؤمن الإنسان بقضية تصبح هي المنطق لديه ..
***
الشك الصادق ..إيمان صادق .
***
الحقيقة المطلقة لا تختلف كثيراً عن تعاطي الحشيش..

لا وجود للحقيقة الفعلية او المطلقة في أذهان بشر ترى الأشياء من نشوتها التي تنطلق من مفاهيمها ورؤيتها وثقافتها واعتقاداتها الشخصية .. لا وجود للحقيقة المطلقة في رؤية البشر للأشياء والتفاصيل من خلال مبدأ واعي ولا واعي في نفوسهم يقول " أن الأشياء والتفاصيل هي في كيف يرونها او يريدون رؤيتها وليست في كيف تبدو فعلاً "
***
اليقين المطلق غباء ..والنكران المطلق غباء أيضاً ..
***
ليس ذنبنا أبداً أن نولد أغبياء ثم نحاسب على غبائنا.. وعجز عقولنا ليس كفراً لان الكفر هو أن نرفض ما نعلم حقيقته ..
***
لطالما كانت حاجات البشر هي سر معظم إيمانياتهم ..فيؤمن الغالبية لأنهم بحاجة إلى الإيمان..

كحاجة الإنسان إلى سبب ومبرر لوجوده ..
وحاجته إلى مؤنس لوحدته ..
وحاجته إلى شيء يمتص كل ما يصيبه ..
وحاجته الى مبرر لكل ما يقع له

كان الخوف والضعف هو اكبر الحاجات التي لجئ إليها معظم البشر إلى الإيمان .. الإيمان حتى بالأموات والأحجار
***
أتساءل دائماً ..كيف يكون الناس دائماً راضيين شاكرين لأقدارهم ..كانوا تعساء او سعداء ..أليس من حق التعساء أن يعاتبوا القدر على شقائهم ..؟ أليس من حق التعساء أن يسألوا لمَ قدر لهم هذا الشقاء ؟ ام هو مجرد تخدير والسلام ..
***
الناس لا تحب الحقيقة لأنها غالباً تسلبهم هويتهم ..وتقوم بتعرية معظم ما يعتقدونه..
الحياة مملوءة بالعبث .. لكن البشر يحاولون صنع وتطريز معناها اللاعبثي من خلال معظم ما يمارسونه من اعتقاد ..
***
الحياة مليئة بالصدمات لأولئك الذين لا يستعدون لها او يتجاهلون ويرفضون حقيقتها .. أولئك الغارقون في أحلامهم وأوهامهم ..




يتبع


*


الشوك في الورود يخبرنا بأن الجمال من حقه أن يبقى ..

اننا نخاف من الجمال أحياناً أكثر من خوفنا من القبح



العلم الدماغي والمادي يؤمن بأن الواقع مختلف عن ما بأدمغتنا وخلف حواسنا وان الواقع هو ذلك الكم الذي يكمن بداخلنا ونقوم بترجمته وتفسيره وتحليله بداخلنا
**
الحقيقة كثيراً ما تكون هي نتاج روح فكرنا الذي نحمله وروح تلك العقلية التي نحملها ونحمل تراكماتها الثقافية والتقليدية والسلوكية والتي من خلالها تبدو لنا الأشياء ومضامينها ..
**
الحقيقة هي حالات نفسية تخلقها عوامل كثيرة تتراكم على شخصياتنا وعلى أذهاننا فتتحول إلى سلوك ورؤية..
**
يقال" بأن الجنون هو أن تكون عاقلاً بين مجموعة من المجانين" .. أي أن تكون شاذاً بعقلك ومنطقك حتى وان كان هو الأصح .. لذلك سيظل العقلاء والفلاسفة والمفكرين والمبدعين في نظر الناس مجانين مرضى يعانون اتهاماتهم حتى يرتقي الناس إلى عقلياتهم .. او العكس
**
أحياناً يجب على المجنون بالعبقرية والمجنون بالسبق العقلي أن ينتظر زمن عاقل ليبرهن ما يريد من حقيقة عاقلة ..
**
اني أعجب من شعوب ترعبها الكتب والمعرفة والاطلاع .. حقاً هم مهووسون بالخوف والتخويف ..مهووسين بالانطواء على ما يعتقدون وعلى ما يعيشون ويفكرون ..ويخافون المرتفعات المعرفية التي تطل على الآخر وفكر الآخر وتطل على العلوم التي تفجعهم أحياناً ..

**
هنالك عادة بشرية لا يستطيع الكثير التخلص منها وهي التصاقهم بمبادئهم واعتقاداتهم بقوة من ما يجعلهم يشعرون أن المبدأ هو جزء من ذواتهم فينتقلون من حالة النقاش او الحوار من اجل المبدأ إلى حالة من الدفاع من اجل الذات
**
لو سألت شخص يعتنق بدع دينية غير منطقية ومعقولة بالنسبة لك لماذا تفعل كل هذه الأشياء الغير منطقية؟ فسيجيبك لأنني أرها هي المنطق وربما سيجادلك بكل قوته .. والسبب هنا لأنة لم يفصل نفسه وشعوره منها ليفكر من الخارج بصواب الشيء او عدم صحته بل توحد معها بشكل تقليدي وغير واعي
**
الاستقرار ليس النهاية الفعلية للبحث او التغيير الفكري بل هو حالة من الاستسلام وطلب الراحة من تعب ذلك التغير الذي يخلق فيه كل يوم .. الإنسان الحقيقي لا يستطيع إلا أن يتغير ما دامت المعارف والحياة من حوله تمارس التغير وتمارس النسبية والغموض
**
أن أولئك الذين لا يتغيرون هم أناس جامدون لا يمكن أن يبدعوا الحياة ولا يمكن أن يبدعوا أنفسهم فكيف يبدعون وهم يعتبرون الإبداع بدعه محرمه وكل بدعة ظلاله

**
الإنسان في معظم حالاته فضل راحة البال على الحركة الشكية التي يبني من خلالها معارفه وأفكاره وحضارته.. لذلك كان الصراع الأزلي بين الشك واليقين هو صراع من اجل الحركة واللاحركة .. من اجل الاطمئنان.. ومن اجل الثورة بهذه الطمأنينة من اجل الحقيقة والإبداع ..
**
الشك حركة واليقين سكون .. فإما نتحرك نحو إبداع ذواتنا وإبداع الحضارة بشك مؤلم ومفجع أحياناً واما نقبع باطمئنان بداخل يقيننا دون حركة ..اما التفكير واما التخدير
**
يصبح العقل غير قابل للتعلم عندما يتوقف عن النقد والشك والتحليل
ومن جهة أخرى سيظل العقل غير قابل للتعلم ما دامنا نلتزم بتسميته اللغوية بشكل حرفي " العقل " أي ما دام يعقل أفكار أصحابه ويلجمها ..دون أن يفك له العنان ليتعلم بحرية

**
أجد اننا دفنا أجسادنا وحقيقتنا حتى أصبحنا نستحي منها ونحرم وجودها كما هي وكأنها شيطان يتلبسنا

**

أجد الكثير من البشر يجعلون أسماء آلهتهم تعبيراً آخر لآهاتهم!! فيرمون عليها كل أوجاعهم وآلامهم وفجائعهم .. حتى انهم لا يترددون بتحميلها كل ما يحصل لهم من شقاء وظلم وعناء .. !!
**
البشر يرقصون منذ البدء .. فجميع ما يمارسونه من الم وصراخ وطبول وفنون وصلوات وطقوس وأناشيد وتقاليد والمزيد من ذلك .. لم يكن إلا عبارة عن ممارسات راقصه تحمل تعبيراً وجودياً عن وجودهم وتعبيرا عن مشاعرهم السعيدة والمؤلمة والخائفة والحائرة في هذا الوجود..
**
اني أتساءل هل وجدت الأديان لتقوم بكل هذا التمزيق والتفريق الذي نعيشه ؟ هل وجدت ليدعي الجميع تلك الأحقية ويمارس الجميع تلك الأحقية بذلك الشكل العنصري الساذج .. هل يراقبنا الله ونحن نتقاتل ونتقاذف العنصرية ونتجادل من اجله ؟ هل يرضيه كل هذا..!

**
هنالك حالات كثيرة من القتل والتفجير والانتحار والكره والبغض والصراع والأخلاق الهستيرية .. في معظمها ليست إلا نتيجة لذلك التهيج الذي تخلقه فيهم تلك المخاوف والإطماع الميتافيزيفية التي بدورها تصنع سلوكهم ..
!


يتبع


*



ليس الحب الحقيقي مجرد مغامرة عابرة..بل هو أن تحب فعلاً وتلتزم بكل مسئوليات هذا الحب او لا تحب أبدا ً..
**
يبقى في الحب تفاصيل لا يمكن أن نتصورها ..لأننا لا نملك قلوب من أحبونا
**
يبحث الإنسان دائماً عن ما يشعره بوجوده فيلجئ للحب لأن الحب هو من أعمق الأشياء التي تشعرنا بوجودنا ..
**
من يحب فعلاً هو ذلك الذي يدافع عن من يحبه أكثر من دفاعه عن نفسه ..
**
هنالك أنانية يتبادلها الناس يسمونها أحياناً حب !
**
أعمق واصدق الحب هو ذلك الذي يتبادله الناس دون أي وساطة - ميتافيزيقية - تدفعهم لحب بعظهم خوفاً او طمعاً ...

**


الحب أولاً وأخراً اعتراف ..قبل أن يكون طقوس ومراسيم زفاف ..

**
الحب في أوطاننا يولد مخنوق بالعادات والمعتقدات والتقاليد التي تساق ضده .. وان نجئ فأنه يعيش مشوه مختبئ لا يظهر إلا في انصاص الليالي ..
**
الحب يرجم كل يوم لأنهم يعلمون أن القلوب المحبة هي وحدها من تعيش ووحدها من تصنع ثورة الحياة ..ووحدها من تناضل من اجل البقاء ..





يتبع.. في إطلالات تحمل أجزاء أخرى

 

عبدالعزيز رشيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-25-2008, 12:54 PM   #43
عطْرٌ وَ جَنَّة

كاتبة

مؤسس

افتراضي


اقتباس:



ذهب إلى السهول المفروشة بالنبوت .. استلقى هناك و تأمل سماء زرقاء كأنها تعرّت من الغيوم كي تريه وجهها .. تعرّت من ستورها كي تكشف له عن وجه ٍ لم ير له مثيلا ً في الصفاء منذ خرج من ربوع صحرائه الكبرى لتقول له أن إنما اغترب عن الأرض في رحلته إلى الصحراء .. و لكن هيهات أن يغترب عن معشوقته السماء .. لأنه يستطيع أن يستبدل الوطن بوطن ٍ آخر .. و لكنه لا يستطيع أن يستبدل السماء بسماء أخرى .. و هذا هو العزاء .. هذه هي الهبة .. هذه هي النبوءة .. لأن الأرض وطن الناس .. و لكن ّ السماء وطن الخفاء .!

و لكن الإنسان يغترب عن السماء .. عن الخفاء .. عن النبوءة .. عن الحقيقة " تيدت " .. يوم يتنكّر للوصية المبثوثة في وجدانه الإنسان يفقد وجدانه ذاته يوم يستبدل في وجدانه حبه للسماء .. بحب أهل ٍ أو حب خل ٍ أو حب قرينة أو حب سليل .. أو حب غنيمة .. أو حب أرض .. أو حب حتى وطن .. لأن الحب الوحيد الجدير بأن ينعت بالخلود هو حب السماء .. و كل حب ٍ عداه وهم ٌ و وحل ٌ و بهتان .! *






* إبراهيم الكوني – مراثي أوليسنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة .!

 

التوقيع




مِن الْبَدِيهي أن أحْيا
هَذِه الْحَياة بَعثِي , كنتُ فِي الْمَوت .
- كُنْتُ وَحِيدة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عطْرٌ وَ جَنَّة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-25-2008, 01:02 PM   #44
عبدالعزيز رشيد
( شاعر وكاتب )

افتراضي


عطر وجنّة
شكرا لبساتينك المغروسة هنا عن ابراهيم الكونيّ أتذكّر هذا الاسم جيّدا كوني قد نُصحت به
تحيّتي لـ روحك

 

عبدالعزيز رشيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-25-2008, 01:06 PM   #45
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

الصورة الرمزية د. منال عبدالرحمن

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 461

د. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


يقتلني إبداعكِ حبيبتي , بقلم القاصّ و الأديب خيري حمدان :

كان يعتبر نفسه أكبر مدافعٍ عن النساء، ولم يكن يترك مناسبة أو محفل دون أن يدلي برأيه ويصرخ بملء صوته دفاعاً عن المرأة!. هي الوردة والحلم المنشود. هي الفرح القادم من صمت الحياة الثقيل.
سألته عن اسمه فَرِحَة، فأجاب:
- سامِر. ودسّ في يدها بطاقة صغيرة تحمل رقم هاتفه.
لم تمانع بالطبع من أخذها وبخجل شديد أخفتها في حقيبتها الصغيرة.
- أرجو أن تستخدمي المعلومات الموجودة في البطاقة .. المرأة يجب أن تتمتّع بكامل حقوقها وأن تختار طريقة حياتها بحريّة مطلقة. لا تتركي قلبك وحيداً في زخم العواطف يا زينب. هذا هو اسمك على ما أظن. أليس كذلك؟
هزّت رأسها موافقة، ما أجمل حديثه؟ هذا رجلٌ مختلف تماماً.
كانت زينب شجاعة ومرحة وتفكّر بطريقة مختلفة عن قريناتها، وقرّرت سبر أغوار هذا الرجل .. قرّرت قراءة روحه والسباحة في مياهه العذبة. كانت تتوق للتواصل معه ومجادلته ومقارعته والنظر الى عينيه طويلاً. وكانت تتوق أن تضيع يداها الصغيرتين بين كفّيه القويّتين. كانت تتطلّع الى شفتيه وكأنّها نجم صباح تهتدي بنوره الى عالم اللّذة والإبداع والتألّق.
- ما أعذب حديثك .. أنت رجلٌ مميّز.
طوّقها بذراعه ومسّد شعرها طويلاً ولامست أصابعه ثدييها الناهدين .. وعندها أخذ الرجل يتحدّث عِوَضاً عن سامر.
- سحرك لا يقاوم يا زينب. وغرقت شفتاه في فمها.
تراجعت قليلاً .. أصابتها الدهشة حين شعرت بعالم الرجل يحتويها دون مقدّمات أو إشارات أو حتّى ..
- كنت أظنّك مستقلّة! هل تخشين من الحريّة يا زينب؟
- لا .. أنا لا أخشى حريّتي ولكنّي لا أرغب المضيّ الى السرير بهذه السرعة.
أدرك سامِر بغريزته أنّ الوقت لم يَحِنْ بعد لامتلاكها. لقد تسرّع بعض الشيء. إنّه اللقاء الأوّل. بعد بضعة أيام دعاها لمشاهدة إحدى المسرحيات الفكاهية. لبّت دعوته على عجل، ولم تسمح له بعد ذلك سوى الامساك بيدها. طبعت قبلة على خدّه قبل أن يغيّبها الظلام ليس بعيداً عن المنزل. لم يهاتفها خلال الأيام القليلة القادمة، ولم يتواجد في الأماكن المألوفة حتى لا يصادفها أو يقابلها على عجل. شعرت بالإهانة واحتارت في تصرّفاته. وقرّرت الاتصال به فربّما كان مريضاً.
- لا يا زينب .. أنا بخير. ولكنّي بصراحة .. أشعر بأنّك تهضمين حقّي معك كرجل. أنا أحبّك وأعشق كلّ ما فيك حتّى غضبك ومشاكساتك ورفضك الخجول.
- لقاءنا الليلة .. لا الآن .. هذه اللحظة. قالت زينب وقد أسقط في يدها.
أخذها بين ذراعيه وضغط جسدها ملهوفاً وسرعان ما تعرّى الجزء العلويّ من جسدها. كان يعصر ثدييها وينتقم للجوع الكامن في كلّ خلاياه الشرقيّة. كان يقبّل وجهها وشفتيها ..
ارتدّت الى الخلف فَزِعَة وصاحت قائلة وقد ضمّت يديها الى صدرها:
- انا عذراء يا سامِر .. أنت مسؤول عنّي الآن. هل نسيت بأنّي امرأة شرقيّة؟ ماذا سأفعل دون عذريتي في هذه الغابة؟
- وحريّة المرأة المنشودة، والتمرّد والارتقاء ..
- لا .. هذا كثير يا سامِر .. تزوّجني أرجوك.
- حسناً .. ولكنّي سأمتلكك قبل ذلك.
- هل ستقدم على الزواج منّي حقّاً؟
- نعم .. أنا أحبّك وهذا جلّ ما أريد.
وكان له ما أراد. امتلكها تلك الليلة وفضّ بكارتها وأشبع رغبته، وفي اليوم التالي سارع لانجاز معاملات الزواج بعد أن حصل على موافقة أهلها. وبعد شهرٍ من الزمان أصبحت زوجته رسميّاً.
شعرت زينب بالراحة فقد تزوّجت الرجل الذي كانت تتمنّى ان تمضي ما تبقّى من حياتها برفقته. وأخذت تكتبّ القصص وتنظم الشعر. وكانت مفاجأته كبيرة حين أدرك بأنّ زينب أصبحت سيّدة المنابر وأخذت صورتها وقصصها تتصدّر الصفحات الأولى للصحف واسعة الانتشار.
- لماذا أجدك يا سامر حزيناً؟ أنت ستصبح أباً بعد بضعة أشهر.
- آه .. هذا ابني الذي تحملينه في بطنك وأحشاءك!
وكأنّه يعني عكس ما يقول. شعرت بالحزن والخوف يسيطر على روحها وكيانها .. إنّه يشكّ في إخلاصي له .. إنّه يظنّ بأنّ الطفل الذي أحمله بين أحشاءي ليس من مياهه. ربّما كانت مشاعرها خاطئة ولكنّه صاح في وجهها يوماً:
- حان الوقت ان تختاري ما بيني وبين المنابر والصحف. عليك أن تتخلّي عن كلّ هذا البريق الكاذب الذي اختلقته حول شخصك التافه يا زينب؟.
يا لها من صفعة .. سامر يخشى حريّتها وقدرتها على البقاء بعيداً عنه وعن عالمه. هي التي كانت وما تزال ترافقه الى قاعات المحاضرات وصالات المراكز الثقافية بالرغم من التعب الذي كان يُنْهِكها كانت تسارع الى المطبخ بعد ذلك لتعدّ له الطعام بينما يقضي هو ساعات طويلة في إجراء مكاملات مع أصدقاءه ليستمع الى كلمات منمّقة تعظّم شخصه وعبقريته. والآن تصبح زينب المرأة الضعيفة المتعبة والحامل في شهرها الخامس نجماً ساطعاً في سماء الأدب والإعلام.
- أريد مشاهدة بريدك الإلكتروني الخاصّ.
نظرت الى عينيه بازدراء وقالت بحزم واضح:
- لك ذلك. وسأذهب لأحضّر لك القهوة.
كتبت كلمة السرّ على عجل وظهر الرقم الذي يشير الى عدد الرسائل التي تنتظر القراءة والردّ. 120 رسالة وبعد ثوانٍ أصبح العدد 122 رسالة. تركته وذهبت لتحضّر القهوة. عادت إليه بعد بصف ساعة ووجدته واضعاً يديه على خدّيه وكأنّ نهاية الدنيا قد حانت.
- من هو عوض عبد الفتاح. من يكون سمير طبيل وأبو فريد والاستاذ سنان؟
- لا أدري يا سامِر. بعضهم كتّاب ومثقفين ومنهم المعجبين والمنافقين.
- وكيف حصلوا على عنوانك البريدي؟.
- نشرته في بعض المواقع من أجل التواصل الإبداعي .. ولكن كما ترى فأنا الآن لا أفتح الرسائل أو أرمي بمعظمها الى سلّة النفايات الإلكترونية. أردّ على جزء صغير منها فقط. أردّ على الرسائل المتعلّقة بكتاباتي وأقرأ العروض المقدّمة من دور النشر والصحف والمجلات.
لم يشرب قهوتها ذلك المساء، ومضى الى الفراش وحيداً دون ان يحادثها وأدار لها ظهره الليل كلّه. لم يهنأ بنومٍ هادئ تلك الليلة وكان يتقلّب كالملدوغ في الفراش .. وشخر وضرب حافّة السرير في حلمه وشتم وعربد واستيقظ والعرق يتساقط من جبينه.
- كان من السهل عليك التخلّي عن عذريتك دون زواج يا..... .. اليس كذلك؟
- لا .. لم يكن من السهل التخلّي عن حياتي وخياراتي يا سامر. وانا لست ....... هو الخيار الأول والأخير الذي اتّخذته في حياتي. خيار أن أكرّس حياتي من اجلك. كنت وما أزال لك وَحْدَك، لم انظر الى رجل آخر ولم اعرف سوى شفتيك وعالمك.
لطمها على وجهها وصاح:
- لا منابر، لا رجال، لا قصص ولا إبداع زائف .. هل هذا مفهوم؟
- عند المساء سنتحدّث.
- لا يوجد هناك مساء ولن اعود عن كلامي.
ومضى غاضباً مزمجراً. تركها شاحبة وحيدة كما لم تكن في يومٍ من الأيام، كانت كالغريق الذي يبحث عن قشّة في خضم المياه العاتية. كيف تقنعه بأنّها إنسان يعشق البيت الذي بناه ولن تحيد عن عشّ الزوجية؟ كيف تقنعه بأنّ الكتابة والإبداع هو حقّها الطبيعي وجميع هذه الرسائل لا تعني شيئاً. إنّه التواصل البسيط والحديث مع عوالم تحلم هي الأخرى في خلق جسرٍ من تبادل الآراء والتجارب؟ إنّها الحياة بيومياتها الحلوة والمرّة. هل هذا هو الرجل الذي عرفته قبل بضعة سنوات .. المدافع عن حريّة المرأة وحقّها في الوجود؟
لقد قرر وضعها في جحرٍ ضيّق وحكم عليها بالوحدة والعزلة المطلقة. ويحاول الآن انتزاع غذاء الروح من بين يديها. إذا كانت خطيئتها أنّها وافقت على معاشرته قبل وضع توقيعها رسميّا على وثيقة الزواج، فهي على استعدادٍ تامّ للذهاب الى مكّة وطلب الغفران والتوبة برفقته. لكنّها ليست على استعداد للتخلّي عن عالمها وأدبها مهما كلّفها ذلك من ثمن باهظ والذي قد يكون حياتها الزوجية.
عند المساء وجد ورقة على الطاولة وبجانبها وردة. كانت قد كتبت له بالبنط العريض:
- أرجو يا زوجي العزيز ان ترسل هذه الوردة الى حبيبي سامر .

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ


التعديل الأخير تم بواسطة د. منال عبدالرحمن ; 07-25-2008 الساعة 01:23 PM.

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-25-2008, 01:17 PM   #46
عطْرٌ وَ جَنَّة

كاتبة

مؤسس

الصورة الرمزية عطْرٌ وَ جَنَّة

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 245

عطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعةعطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعةعطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعةعطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعةعطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعةعطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعةعطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعةعطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعةعطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعةعطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعةعطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اقتباس:






إذا أومت اليكم المحبة فاتبعوها, وإن كانت مسالكها منحدره..
إذا ضمتكم بجناحيها فاطيعوها, وإن جرحكم السيف المستور بين ريشها..
إذا المحبه خاطبتكم فصدقوها,
وإن عطل صوتها أحلامكم وبددها كما تجعل الريح الشماليه البستان قاعا صفصفا



لأنه كما أن المحبه تكللكم, فهي أيضا تصلبكم..
وكما تعمل على نموكم, هكذا تعلمكم وتستأصل الفاسد منكم..
وكما ترتفع الى أعلى شجرة حياتكم فتعانق أغصانها اللطيفه المرتعشه أمام وجه الشمس,
هكذا تنحدر الى جذورها الملتصقه بالتراب وتهزها في سكينة الليل..



المحبة تضمكم الى قلبها كاغمار حنطه.
المحبة على بيادرها تدرسكم لتظهر عريكم.
المحبة تغربلكم لتحرركم من قشوركم.
المحبة تطحنكم فتجعلكم كالثلج انقياء.
المحبة تعجنكم بدموعها حتى تلينو,ثم تعدكم لنارها المقدسه لكي تصيرو خبزا مقدسا يقرب الى مائدة الرب المقدسة...
كل هذا تصنعه بكم لكي تدركو اسرار قلوبكم,فتصبحو بهذا الادراك جزءا من قلب الحياة..
غير انكم اذا خفتم وقصرتم سعيكم على الطمانينه واللذه في المحبة,
فالأجدر بكم أن تسترو عريّكم وتخرجو من بيدر المحبة الى العالم البعيد حيثما تضحكون,
ولكن ليس كل ضحككم.. وتبكون ولكن ليس كل ما في ماقيكم من الدموع..
المحبة لا تعطي الا ذاتها,المحبه لا تاخذ الا من ذاتها.
لا تملك المحبة شيئا , ولا تريد أن أحد يملكها..
لأن المحبه مكتفية بالمحبة



أما أنت إذا أحببت فلا تقل:
إن الله في قلبي بل قل بالأحرى انا في قلب الله
ولا يخطر لك البتة أنك تستطيع أن تتسلط على مسالك المحبه ,
لأن المحبة إن رأت فيك استحقاقا لنعمتها, تتسلط هي على مسالكك..
والمحبة لا رغبة لها إلا في ان تكمل نفسها..
ولكن إذا أحببت,.
وكان لابد من ان تكون لك رغبات خاصه بك, فلتكن هذه رغباتك:
أن تذوب وتكون كجدول متدفق يشنق أذان الليل بأنغامه..
أن تخبر الألام التي في العطف المتناهي..
أن يجرحك ادراكك الحقيقي للمحبه في حبة قلبك, وان تنزف دماؤك وانت راض مغتبط..
أن تنهض عند الفجر بقلب مجنح خفوق, فتؤدي واجب الشكر ملتمسا يوم محبه اخر..
أن تستريح عند الظهيرة وتناجي نفسك بوجد المحبة..
أن تعود مساء الى منزلك شاكراً:
فتنام حينئذ والصلاة لأجل من أحببت تتردد في قلبك
وأنشودة الحمد والثناء مرتسمة على شفتيك *




* جُبْران خَليل جُبران نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع




مِن الْبَدِيهي أن أحْيا
هَذِه الْحَياة بَعثِي , كنتُ فِي الْمَوت .
- كُنْتُ وَحِيدة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عطْرٌ وَ جَنَّة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-25-2008, 01:19 PM   #47
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

الصورة الرمزية د. منال عبدالرحمن

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 461

د. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


الفاعل قصة قصيرة جدّاً بقلم الأديب و الصّحفي طلعت سقيرق :

اصطف الطلاب .. دخلوا بنظام .. جلسوا على مقاعدهم بهدوء .. قال المعلم : درسنا اليوم عن الفاعل.. من منكم يعرف الفاعل .. ؟؟ رفع أحد الطلاب إصبعه .. وقف .. تثاءب .. قال : الفاعل هو ذلك الذي لم يعد موجوداً بيننا .. ضحك الطلاب .. وبكى المعلم ..

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-25-2008, 01:40 PM   #48
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

الصورة الرمزية د. منال عبدالرحمن

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 461

د. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


الفن السابع أم الفنّ الضّائع , سينما عربية كقمة عربية , بقلم نصيرة تختوخ

أظن السينما أكثر الفنون قابلية لاحتواء فنون أخرى و دمجها بشكل متماسك ومتناغم، فالسيناريو هو نص قد يكتب بلغة أدبية إبداعية دقيقة (كما قد يكون غير ذي قيمة طبعا) و الموسيقى التصويرية قد تصير معزوفة خالدة و الأداء قد يفوق تأثيره الأداء المسرحي نظرا لتنظيم المشاهد و خلفياتها الصورية الأمر الذي يمنح صبغة الحيوية و الواقعية التي قد تفقد على الخشبة..
إذا سألت المشاهد العربي عفويا, مفترضا أن غدا عيد ديني, عن تنبؤه بالفيلم الذي سيعرض ؟
فأظن أن إجابة الغالبية ستكون بجدارة و تلقائية:"فيلم الرسالة" للمخرج السوري مصطفى العقاد رحمه الله.
طبعا لا أستطيع هنا أن أنتقل إلى النقطة الموالية قبل أن أعبر عن مأساة نهاية هذا الرجل ,لمغادرته هذا العالم نتيجة تفجيرات فنادق عمان التي حولت فرحة حفل زفاف إلى لوحة دماء و عزاء والتي أوقفت عطاء فنان أثرى السينما العربية بفيلمين منقطعي النظير في تاريخها وهما الرسالة وعمر المختار.
في إحدى المقابلات التي أجريت معه قال مصطفى العقاد:"«لقد عملت الفيلم لأنه كان موضوع شخصي بالنسبة لي، شعرت بواجبي كمسلم عاش في الغرب بأن أقوم بذكر الحقيقة عن الإسلام. أنه دين لديه 700 مليون تابع في العالم، هناك فقط القليل المعروف عنه، مما فاجأني. لقد رأيت الحاجة بأن أخبر القصة التي ستصل هذا الجسر، هذه الثغرة إلى الغرب.»
ولاأحد يستطيع أن ينكر له الجودة التي رسم بها الصورة والرسالة التواصلية التي أوصلها عبر "الرسالة".
قلت أن احتمال أن يتوقع أغلبية المجيبين عرض هذا الفيلم كبير جدا لأن السينما العربية تكاد تفتقر لكم مشرف من الأفلام الدينية الصحيحة لغويا و الخالية من مشاهد تنافي طبائع الأحداث و الأشياء وسأذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر وجوه الممثلين المصبوغة بسواد تكشفه عيون المشاهد بمجرد رؤيته و اللباس الذي قد لا يناسب الحقبة التاريخية أو الماكياج الذي ينم عن تناقض مع ماكان متوفرا في عصور مضت..
وقد يبدو هنا ان الفيلم الديني هو الوحيد الذي يستحق إعادة النظر فيه و إحياءه أو الإهتمام به لكن الاستنتاج شمولي إلى أبعد الحدود فالفيلم التاريخي بشكل عام يكاد يكون مغيبا على الساحة الفنية العربية.
أعتقد أن الكثير منا سمع عن مشاهدة رجال البنتاغون الأمريكي لفيلم "معركة الجزائر" للتعرف على تجربة المقاومة الجزائرية كمقاومة عربية و محاولة إسقاطها على العراق للإستفادة ومحاولة إكساب المارينزمالم يستطع أن يكسبه أبناء دوغول.
هذه التحفة الفنية للمخرج الإيطالي جيلو بونتيكورفو" التي أتيح للجمهور فرصة مشاهدتها لأول مرة عام 1966تظل خالدة حتى اليوم بل وقيد الدراسة و تحت المجهر الأمريكي بالتحديد.
فياسف سعدي الذي كان قد حكم عليه بالإعدام أثناء الإحتلال ثم أفرج عنه و أحد أبطال الفيلم الرئيسيين روى كيف أنه فوجئ برجال استخبارات أمريكيين يزورنه منتحلين شخصية صحفيين في البداية ليطرحوا عليه مجموعة إستفسارات عن اسرارومظاهر المقاومة لينتهى به المطاف ليقدم لهم الخلاصة الصريحة الناجعة:"لو أن كل جيوش العالم تحالفت على العراق لن تفلح لأن أي بلد يسعى إلى حريته سيظل يقاوم حتى يسترجعها وهذه قاعدة".
وبونتيكورفو الذي أنتج الفيلم ثلاث سنوات بعد تحرير الجزائر رأى فيلمه يمنع في فرنسا ويتوج في البندقية وأكابولكو وكان.
أما هو نفسه فيقول أن أكثر ما يروقه في الفيلم هو ذلك البناء السمفوني و القوة الأوركسترالية في فيلم معركة ينبثق فيه كفاح شعب قمع طويلا من أجل الحرية مثل "تيار عظيم" حتمي وظافر لا يستطيع شيء رده أو كبح جماحه.
مخرج إيطالي يصور كفاحا عربيا أمر بديع جدا تتجلى فيه تلك الروح الإنسانية الطيبة التي تهدف لكشف الحقيقة وإسدال الستار على الظلم و الأذى لكن أين مخرجونا العرب اليوم من هذه الأعمال؟
أين هو الفن السابع الوازن الذي نستطيع أن نستشف من عناوين أفلامه تلك الجدية الواقعية التي تبحث عن التغيير وتصبو إليه.
قد يتحدث شخص ما ويذكر "عمارة يعقوبيان" الذي عرض حتى في القاعات السينمائية الغربية أو المصير ليوسف شاهين لكن هل أثرت أحداث العمارة في الشارع أو المجتمع أو الحكومة المصرية ليتغير شيء ما و هل عرض الفيلم في الغرب لجودته أم ليستنتج الغربي أن مصر أيضا فيها شواذ و زنا و خمر..؟
وهل توج المصير لأنه رائع أم لأن ابن رشد شخصية محترمة من طرف الغرب لأنها لم تحارب الفلسفة ودعت إلى التسامح كما تفعل رؤيا شاهين المضادة للتطرف؟
وبعيدا عن هذين الإنتاجين أين هي تلك الأفلام الدينية أو التاريخية أو المعاصرة البعيدة عن الابتذال و التقليد سواء ا الهوليودي أو البوليودي ولما يتحدث عن الإيرادات و توجد قنوات أفلام مجانية أ و حتى باشتراك لا تعرض أفلام القضايا التي قد تفوز بجائزة الدب الذهبي أو غيره من المهرجانت التي لا علاقة لها بالتجارة و الإثارة بل بالجودة بمفهومها التأثيري الإنساني؟ مثل الطريق إلى غوانتانامو أو سراييفو حبي وغيرها..
مع تطور التقنية و تخصيص ميزانيات والحديث عن المواهب لازال الفن السابع العربي متخلفا عن الركب بعيدا عن التاريخ الزاخر بآلاف الآحداث التي تستحق الطرح و العرض و بعيدا حتى عن الشارع العربي الذي هو ميلودرامي في حد ذاته.
السينما العربية لازالت كالقمة العربية تجمع ممثليها لكي لاتقول شيئا أو لأكن أقل قساوة فأقول تجمع ممثليها دون أن تخلف وثيقة أو منتوجا يفتخر به تاريخها.

Nassira Takhtoukh



 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:51 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.