شارك في تشييع جنازتك
قبل أن تموت أرجوك أن تموت الآن دقيقة واحدة
أغلق عينيك
تفكر في جنازتك
وأنت على النعش
شارك المشيعين
ماذا تريد أن تكون عليه بعد الآن ؟
كن عليه الآن
:
:
صحح أخطاءك
حسن خلقك
تب عن معاصيك
افتح صفحة جديدة من حسن السيرة والسلوك
اغسل قلبك من الأحقاد
نظف ضميرك من الخيانة
إنك سوف تُذكر بما فعلت فالخلق أقلام الحق
و الناس شهداء الله في أرضه
إن أثنوا عليك خيرا فهي شهادة مقبولة عند الواحد الأحد
و إن أثنوا عليك شرا فوا حسرتاه ماذا ينتظرك ؟
إننا في ميدان السباق ولكننا لاهون و ليس لنا أمام هذا
الصخب و الضجيج الذي ذهلنا به عن الآخرة إلا أن نموت فقط كل
يوم دقيقة واحدة ستين ثانية
فنتدبر و نتفكر و نتوب و نصلح من أعمالنا
إن من يعيش هذه الدقيقة كل يوم سوف يعود إنسانا سويا
محبا للخير
نافعا للناس
كريما حليما متسامحا
و الذي ينسى الموت سوف يعيش الغفلة و لا يراقب ربه و لا يحاسب نفسه
ما أحوجنا إلى السلام الداخلي و هو مصالحة الإنسان مع نفسه
و قد أشار إلى ذلك صاحب كتاب (لاتهتم بصغائر الأمور) لمؤلفه ريتشار كال سون
و لكن الإسلام أصل هذه المسألة من قبل
و المقصود ألا يجعل الإنسان قلبه مستعمرة للأضغان و الأحقاد و أن جعله روضة خضراء من الحب والإيمان
فيه من كل زوج بهيج من فضائل الأخلاق
ياحسرة على من ملأ قلبه بالغل و الحقد و الغش و الحسد حتى خرابة استوطنتها الحيات و العقارب
إن علينا أن نرحم أنفسنا قبل الناس من هذه الحروب الطاحنة في ذواتنا التي لا يكتوي بها غيرنا
لماذا لا نحرر أنفسنا من عقدة المؤامرة ؟
فبعضنا يعتقد أن الناس متآمرون عليه و يحبكون له الخطط و هو وحده الطيب المسالم
و هذا هراء
فالناس مذاهب شتى
و الخير كثير و الطيبون في كل مكان
انظر إلى الزهرة و لا تنظر إلى شوكها
و طالع النجوم و لا تنشغل بالظلام
و لكن :
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد...و ينكر الفم طعم الماء من سقم
**********
مقالة من كتاب
* الـسـلام عليــكم *
للشـيـخ الـدكتــور
عــائــض القـرنـــي