التوحد الإنفرادي عند سيدة الشعر النسائي في الساحة الشعبية

[أحمد الحسون]

أخي محمد
والله إن دراستك أكثر من قيمة ، وهذه ليست مجاملة ، وأبارك فيك هذه الروح النقدية والوعي في قراءة النصوص وسبر أغوارها.
أحب أن أضيف شيئاً ، إن عنصر الذكورة مستوطن في الذاكرة العربية الجماعية ، وقد تطلع النقد والأدب لكل ما هو ذكوري وهمّش النسائي تماماً ، لذلك نجد كلتبات كبار ودون أن يشعرن انسلخن عن سرب النساء لأن اللاشعور المستوطن في العقل الباطن تحكم بالعملية كاملاً ليبدو مقبولاً اجتماعياً ، كذلك فعلت نازك الملائكة عندما تحدثت عن الشعر وهويته ، أي أن هناك نسق ثقافي متجذر فينا يهوى كل ماهو ذكوري وينبذ الأنثوي ، وهذا النسق المتغلغل بخبث ودهاء قد طاب له الاستيطان فينا وبنا ، وفعل فعله النسقي بحرية تامة ، واختفي بين الحروف ، وكشفه يحتاج لمزاولة هذا النسق مزاولة واعية ومتابعة تاريخية منذ الجاهلية حتى يومنا ، وللأسف ما زال متجذراً هو أنساق غيره ، أنا أبارك فيك هذا العمق الذي تغلغل لذاك النسق البعيد ، حيث انسلاخ الفرد عن السرب ليضمن _ لاشعورياً _ إثبات النص اجتماعياً، وهذه أهم نقطة ( اجتماعياً) لأن النسق مستوطن لهذه الجماعة البشرية.

كل الود والتقدير لك أخي محمد لقلمك المعطاء ، تقبل مروري أخي.

دمت بعطاء لا ينضب.