شهريار يحكي لشهرزاد

[شيماء نبيل]

الفصل الثاني
=====
ذكر ما كان في صبا جدي الرباعي
ما أن أشتد عوده وترعرع وسط أعواد القصب مستمتعا بفيضان النيل - نيل ما قبل السد العالي
نيل يستعصي علي الترويض نيل الخصوبة والعنفوان ومكتسبا سمرته من الطمي الذي تقذفه الأمواج
هنا يبدأ الكون دورته ويبدأ الحلم ويكتمل .. هنا التمرد الحلو والماء الحلو والشمس الحلوه فلا بد أن تأتي الثمرة حلوه
هنا كل الثمرات حلوه ومذلله والحياة بسيطه هانئة والرباعي طموحه أكبر من حدود القرية
ألقي نظره إلى الفضاء اللا محدود والأفق الممتد وشرد في رحلة تلو رحلة إلى معابد الفراعين وهي ليست من قريته ببعيد
يذهب إلى هناك يتأمل النقوش ويقابل بعض الأغراب الذين كانوا يقصدون الأقصر في تلك السنوات
كان يبيعهم بعض ما يحتاجون إليه ويحاول أن يتعلم منهم لغتهم
شده حب الإستطلاع وانجذب إلى عالمهم الجديدوتعرف على انجريد التي اعجبت ببساطته وذكاءه فساعدته على تعلم خمسة لغات أوربية وهو في السابعة عشرة من عمره
كانت انجريد ضمن بعثة تنقيب عن الآثار وظلت في الأقصر عدة شهور ثم حانت لحظة الرحيل
وعرضت انجريد على الرباعي السفر إلى أوروبا فتقبل دعوتها وهو يكاد يطير من الفرح
فرد جناحيه حلق عاليا ثم نظرإلى النهر الذي يرحل شمالاً بلا كلل ولا ملل وقرر أن يرحل شمالا هو أيضا إلى المجهول مثل النهر




تابعوني في الفصل الثالث