رُوح/ رَوْح - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 825 - )           »          (( حِلم انساني .....!)) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 7 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 3922 - )           »          (( شهد .. للحديث بقية ..)) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 10 - )           »          اقرأ الصورة بمِدادٍ من حبر (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 2922 - )           »          لَفَتات >> في آيات (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 999 - )           »          حبيت أقول....... (الكاتـب : سليمان عباس - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 6130 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75399 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 609 - )           »          نصوص بلا أجنحة ..🪽🪽 (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 15 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-21-2012, 11:51 PM   #13
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 21

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي


أشعر بقليل من التعب. بالأمس واجهت نوبة سيئة للغاية.. لم أستطع النوم حتى بعد حقنة المسكِّن فمعدتي كانت تلتهب و معها يلهج لسان أمي بالدعاء.. لا بأس. بعض الآلام نعتادها و تعتادنا فينشأ نوع من الحميمية الغريبة بيننا؛ نوع من الألفة. كل ما كنت أدعوه أن أستيقظ بشكل أفضل لأستطيع أخيرا القيام بواجب العزاء من أجل صديقتي الراحلة..
تقول أمي: "يا معزيَّة بعد شهرين
يا مذكِّرة بالذي مات "، و أبتسم أنا بمرارة لمقولتها و أحاول إلهاء نفسي بقصة بلهاء اخترتها لإدغار آلان بو. عرفتُ أخيرا بعد أكثر من أربعة أشهر كل ما أردت أن أعرفه: كيف ماتت، متى، أين دفنت، و الكثير من الأسئلة التي أرقتني منذ عرفت بوفاتها. طوال الزيارة كنت أتأمل والدتها " ياه، كم تشبهها، كم تتشابه أصواتهما، و كأن سارتي أمامي تتحدث إلا أن الزمن تقدم بحوالي عشرون عاما.." كم قاومت رغبة في احتضانها و أطلت النظر إلى الأرض و هي تحكي بصوت دامع كيف رحلَتْ سارتُنا الحبيبة. لشِّدة بكائي خفتُ أن أثير الألم في قلب الأم و أدفعها لمزيد من الدموع.. لم أرغب بأن أكون سببا في فقدانها لأعصابها فحاولت التماسك قدر الامكان بإمساك كوب الشراب بعصبيَّة و النظر في اللاَّ شيء و اللعب بخصلات شعري، كل هذا و الدموع لم تتوقف. تبًّا لي، كنتُ أردِّد لنفسي " تمالكي نفسك قليلا ".
ليس الموتُ سهلا، و أنا مبتدئة في تجربته.. كل ما أعرفه عن الموت متعلق بالروح و بالقلب لا بالجسد الذي يقتلهما. في رحلة عودتنا، صديقتي التي رافقتني كانت تحاول أن تبهج الجو المختنق، تحدثت لدقيقتين و أثارت ضحكة دامعة ثم التزمنا الصمت. توقفنا عند إشارةٍ ما و تلفتني أمي لفتاة ملتَّفة بعباءة بلون الرمل. تسند ظهرها إلى عمود الإنارة و تبدو كأنها نائمة. الجو بارد جدا و نشعر بالحزن أنا و أمي لمنظرها.. فإذا بها ليست نائمة بل ممسكة بهاتف ما و تكتب شيئا طيلة وقوفنا. ضحكت أمي و ضحكت معها و أخبرنا صديقتي. أطلنا ثلاثتنا النظر إليها - ملتهيين بمحاولتنا اكتشاف ما تفعل - و في داخلي أقول: " إنها ما تزال تثير الشفقة، و إن كانت تملك هاتفا غاليا فهي ما تزال تفترش الرصيف".
إنها حياة باردة.. باردة جدا. ولا تحمل وطنا لأحد!

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:36 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.