الوجه الآخر ؟

[عبدالله السعيد]

3 _

في المقهى الأدبي ..؟

هو لا يقرأ كيف يُطلَق عليه كاتب , قال زميله هو لا يستحق هذا اللقب ,
زميلهم الآخر أخبرهم أنه كان يقطن في حارتهم وكان يتبول وهو واقف ..!
سألهم فهد الذي وصل للتو وانضم لطاولتهم : عمن تتحدثون ؟ أجابه نايف :
إنهم يتحدثون عن سالم .. سالم الذي يكتب ولا يقرأ ..
كيف يكتب وهو لا يقرأ قالها فهد وأطلق معها تلك الضحكة المعهودة ,
بادره نايف والله إنه يسرق وبالمناسبة يا فهد ضحكتك الصفراء لم يتغير لونها , قالها باشتهاء
في الطاولة الأخرى سالم يتعاطى النوايا السليمة ويتآخى مع قلمه ومؤلفاته ويوقع للجماهير المكتظة ..

 

[عبدالله السعيد]

4_

قسط من الراحة ؟

في المقهى صوته يصل أولا قبل وجهه المبلل بالنعاس :
واحد حجر وقارورة ميرندا فراولة .. ويستريح في مكان قصي
بينما داخله المكدود يستعد للإنطلاق لتلك الوجوه الآسيوية النائمة في التاكسي ...

 

[عبدالله السعيد]

5_

الحرامي ؟

وقت القيلولة وجدوه يسرق هذه المرة الأولى التي تم ضبطه
بالجرم المشهود , ريال واحد فقط الذي يسرقه كل يوم من ثوب والده المعلق على الشماعة ,
طفولته التي لم تشي له يوما بسرقة مبلغ أكبر أو التورط في كيفية صرفه دون أن
يكتشف أمره أحد , تفاقم الألم في داخله وهو يقول في نفسه : كيف سأذهب للمدرسة ؟
من الغد رفض الذهاب للمدرسة وعندما هددوه بالضرب
قال وهو يبكي : أريد ريالا إضافيا لأقتسم المصروف مع صديقي المسكين ..!

 

[عبدالله السعيد]

6_

999 ؟


محمد : ألو النجده
العسكري : نعم بماذا أخدمك سيدي
محمد : ألحقوني أريد النسيان
العسكري : عذرا النسيان ليس له نجده

 

[عبدالله السعيد]

7_

المولود الأول ..؟

يحاول أن يستدعي إنتباهها بطريقة لا تسلبه وقاره وثقله
يعي جيدا أنها تفضل الرجل الثقيل وتتلذذ بتجاهله الدائم لرغباته حد الغرق
تلك هي اللعبة الوحيدة التي يجيدها لعبة النجاة في غرقها الدائم ,
أخبرها بشكل لا يوحي برغبته الكامنه أنه كان مثاليا طيلة الـ 40 يوم الماضية
لكنها هذه المرة لم تمنحه الفرصة التي ينتظرها إذ كانت مشغولة بطفلهم الأول
في اليوم التالي كان خجلا وهو يجذبها برفق ويقول أريد أن أتولاك بالثمين مني
و أرفعك لقمة المجد لكنها هرعت لإسكات الطفل وإنزلقت من بين يديه كـ رغوة
مضى أسبوع ومضى شهر وأشواقه المشتعله لم تنضج في حضرة البيه الجديد
كانت الأيام تركض إلا أنه كان أكثر منها ركضا وفرحا في تلك اللحظة التي
خلت لهم الغرفة بحجة أن الولد " كبر في السن " ..!

 

[عبدالله السعيد]

في المقهى شعر أنه جائع بعد ليلة قضاها على أعقاب السجائر والشاي الأسود
أخرج جواله من جيبه وسارع في إغلاقه قبل أن يكمل
قراءة الرسالة الورادة : عزيزي العميل ........
وعادت عينه للتنقل في المنيو ومع تمازج ألوان المنيو
تذكر فستان روبي المزركش وهي تمشي وترقص وتغني " إنت عارف ليه "
تنقل بين اللون الأبيض والوردي والذهبي وتسللت عينيه للون فخذيها
وقال في نفسه :
لماذا هذا اللون فقط الذي يشع وله بريق آسر ؟!


لا تريد أن تكتمل هذه القصاصة
سأتركها للقادم ...