أَغراني أَملي إلى حَد الغدر * - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
؛؛ رسائِل للغائِبين ؛؛ (الكاتـب : رشا عرابي - مشاركات : 402 - )           »          محاولات بائسة في مقهى .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 2 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 75385 - )           »          ...نبض... (الكاتـب : رشا عرابي - مشاركات : 4693 - )           »          نستحق أن نكون سعداء! (الكاتـب : ندى يزوغ - مشاركات : 0 - )           »          وَبَقيَ الحمام عَلَى عهدِهِ ** نادرة عبد الحي (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : ندى يزوغ - مشاركات : 23 - )           »          وش عاد لو عاد (الكاتـب : يوسف الذيابي - مشاركات : 75 - )           »          حين يتصالح العقل مع العجز ! بقلم ندى يزوغ (الكاتـب : ندى يزوغ - مشاركات : 0 - )           »          في متاهات الزمن (الكاتـب : فهد ضيف الله البيضاني - مشاركات : 4 - )           »          ليتني،،ليتهم..! (الكاتـب : عثمان الحاج - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 302 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-18-2010, 12:40 AM   #1
حصه العامري
( كاتبة )

الصورة الرمزية حصه العامري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

حصه العامري غير متواجد حاليا

افتراضي أَغراني أَملي إلى حَد الغدر *


.
.


أَتقبَلون قُبلة الأَعيُن البَعيدَة ؟


( ليس بِيدي أَدنى حيلَة وفِكرة , فأنا أشّتاق و موجوعة إلى حَد الإزعاجَّ لِنفسي ) .



أَدخِلُ سبابتي اليُسرى التي تحمل ظِفراً قصيراً مُشوهاً بتقليمٍ غير مُرتب إلى فَتحة أذُني, وابتَهِل بحَشرجة - يا رَب , اجَعَلني ألتقطُ تِلك الأصَوات بِسُرَعة - .


فَيصُمت إصبَعي, وتتعالَى أَنفاسي, وتَختلطُ أَحرفُ اسّتِيائي بِبكائي ..


فلَقد هربت الأصواتّ مُجدداً إلى حَيث لا أَعلم !


إلى دِماغي / خَلف عُنقي / صبغة بؤبؤي ..


أم إلى مَواطِن أَعضائِي وشفرة جَوارِحي كُلها .. !!


وأَنا التي ظننتُ أن الأَصوات لا تَبرح أذُني القريبة مِنْ يَدي !


وأَن كُل الأَشياء القَريبة قَريبة .


وأَنك ستعود, والله سَتعود !


فويَحي يا نَفسي, مِداد البِحار الخالية مِن الكلمات .



أَنت ...


................. ( الأَمر الوَحيد الذي لا يَعود ) .



*


أُم سالم بصوتٍ عال : مَهرة .. سالم ينتظِرُكِ في السَيارة, أسرِعي..
وبِرعشَة العجلَة تُضفي مَزيداً من رائِحة عِطر المسك عَلى صَدر عَباءتها, وتهم بخطفِ
حَقيبتها الفِضية المُستديرَة ..
" ذاهِبة أُمي – وتَضع عيناها في عَينيّ أُمها وبنظرة رَجاء - لا تنسي تُناول عِلاجكِ لأجلي.. أرجوك ِ " .
" سأَفعل.. فلا تَتأخري يا مَهرة " مع نَظرة أُمومة شَجية قد بادلَتها إِياها ..
وبقبلَة ليل سريعة عَلى جَبين والدتِها غادَرت المنزل ولا تزال نظرات أمُ سالِم تراقب ظل ابنتها من خارِج النافِذة وتضع يدها اليُسرى عَلى صدرِها وأصابع اليُمنى تتسارِع في تقليب حُبيبات المسباح : " يالله, أحفظ قلبهـا من هَذا الشِتاء " . .
,
"مَساءُك أختك الجَميلة " , وتُرتب نفسها عَلى المقعد الأَمامي بجانب سالِم الذي أنهَى ضحكته
بنبرة تتصَنع الجديَة , " عطركِ فَواح للغايَة يا مَهرة " .. وبغنجٍ تلتف عَلى ذراعهِ كهِرة شيرازِية لِإحدَى العائلات الأرستقراطية العتيقة الأكثر بَراءة !
" بربك شقيقي , تَعلم أنها حَفلة نسائية ", يبتسم باستسلام عجول , وَيمسح عَلى رأسها كما أعتاد أن يَفعل في كل مرةٍ يراها فيها تنفيذاً لِوصية والدهِ الراحل " لن أَدوم للعائلة الصَغيرة عضدي سالِم, أرح أُمك وأمسح على رأس شقيقتك كما تُحب أن أفعل بِها, فهي لَن ترى من بعد الله وبعدي إلاكَّ " .
وتقف السَيارَة أَمام المنزل, لتشير مَهرة إلى أن يركنها بجانب الباب الصَغير الذي يَتهافت عليه فَوجٌ أَسود مِن النِساء , تترجل " سأعاود الاتصال بِك ما أن يَنتهي الحَفل ".
بالكادَ وَصلت مَهرة إلى صالون الحَفلة بعد أَن بذلت جُهداً يُثنى عليه في اختراق تِلك العباءات التي تُخالط سَوادها أَلوان الطَيف الصارِخَة وأَصوات النساء المخالطة للضَحكات والزغاريدَّ التي كانت مُبكرة بعض شيءْ, عُموماً هي أصوات لا يُعلى عَليها البتة, ومساحَة الباحة الخارِجية للمنزل ضيقة فكان بذل الجُهد في محله جِداً !
سَلمى : مِن هُنا ..
قد يبدو أن سَلمى شَقيقة هِند قد صعب عليها ارتباك مَهرة فنادتها أن تسلك لَها درباً إلى غُرفة والدتِها ..
" كُنت سأحادثكِ فور وصولي بما أَن العروس هائِمة في جوها, لكني انشغلت بشق طريقٍ لي " .. وأثناء تبادُل الأحاديث والضحكات القليلة تدخُلان إلى غرفة هنِد الخاصَة, وتزدحِم ملامح الأخيرة بالسرورِ والدهشة لرؤية إحدى صديقاتِها العزيزات وتستأذن الكوافيرة المُندمجة في خلقِ قطعة فنية أنيقة على وَجه هند.
بعد عناقِ عميق الشَوق سريع الثواني, تحتضِن مَهرة بلطف وحذر وَجه صديقتها المُلطخ بمرونة وربيعية مبتورَة مِن الألوان الدافِئة للغاية تُناسب ملامحها الصغيرة الطفولية, " تبدين الأَجمل دائِماً يا صَديقة ", لترتَسِم حدود الخَجل على خارِطَة وجنتيها وأَنفها الصغير.
" لم تُكمل السيدة نَوال الزينة بَعد, أُنظري إلى نفسكِ يا شقية إنكِ فاتِنة إلى حد الأَرق ! أتُريدين الحَقيقة, لم أتوقع حضوركِ.. أبهَجتني في قمة تَوتُري " .
فعلاً كانت مَهرة فاتِنة بهدوءٍ صاخب, بفستانِها البسيط القرنفلي الذي أتى مُلائِماً كثيراً لجسدِها المُتوازِن, وتسريحة شعرِها الدامِس ظُلمة المُتدلي بعبث عَلى أكتافِها القمحية, وأَلوان الدُخان الشفيف على وجهها ذو المَلامح الشرقية الحادَة .. الشَجن والصمد !
لِتبتسم وَلاءً وتماشياً لِمصداقية الأجر في بث ابتسام على وجه أخيك وإن كان مُنحنى يختنق لا حَقيقة .
بَعد أن قررت مَهرة أن تُبادر بإشرافِها على تزيين هِند وإخبار الكوافيرة بِما يُناسبها, أتت سَلمى تستعجل شقيقتها, ها قَد حان الوَقت لِلزفة التحضيرية والمبدئية وولوجّ فَكرة خُلود الطيور في الأَعشاش ودَوام العشرَة في الأَنفس وكَسر لَعثمة الطُفولة/الأَحلام .. الذِكريات الأَبسط رُبما !
" لكِ أن تضعي يدكِ على صدري مهرة, قلبي يخترق الواقِع .. سيطير "
" عصفوركِ ساذج, ربتِ عليه وهدئي مِن روعه, هُنالك الأَشد هُنالك زَفاف بعد ستة أشهرٍ من الآن " .. وبمحاولة طريفة طفيفة لترطيب الجَو على هِند, تبدأُ العروس في تسليم كَفها إلى يدِ أُمها التي ما شَدني في الأخيرة سِوَى حيز الحُب والعُمر وشؤون الحَياة وسُننها التي لا تُرضينا وتُقنعنا دائِماً في عَينيها المغرورقتان.
لِتبدأ النِساء بالتكوُرِ والتزام الصمتِ شيئاً وتكوين التَجمعات الصغيرة المُتفرِقة على مدى الصالون وتشخيص النَظرات حَول الممر الخَلفي الذي ستخرج منه هِند ومن ثَم خطيبها المُنتظر لِيُهدي إصبعها وقَلبها مربط المُستقبل وسعة التَقبُل.
فعلاً قد دَخلت هِند كفراشَة الحقل الخجولة المُتعلِقة بزهرةِ شقائق النُعمان لا تَرفع عيناها عن مَدى أرجل النِساء اللاتي بدأت همساتهُن في الإثارة والعُلو.
ليتغير مسار نظراتِها إلى الممر ذاته وهي مازالت لا تقوى على رفعِ أعينها, وتخمد الهمسات مَرةً أخرى ولا تَزال مَهرة تقف خَلف ظهر سلمى تماماً في ردهة الصالون الصَغير تراقب المشهد .. ( المشهد كَفُؤ الصُدف الذكية في إنعاش الجرح الجريح ) .
.
.
فعلاً .. قَد دخل .
دَخل من مَمر دهشةٍ مُتخبطَة .. دَخل من بابِ الصدمة بلا وعيٍ تام إلى ضرورة
الاستئذان هُنا والآن .
يُشبهه .. لكنه لَيس بشبيهه .. هُو ذاته , قد دَخل ..
قد كان عيسَى فِعلاً .
عيسَى هاتِكاً عَرض الجَرح المُحبب .. عيسَى طَراوة الجرح المستديم .
قد كان عيسَى هِند هذه المرة كما لم أراهُ مسبقاً, طاووساً شامِخاً واضحاً فيه نصرة تَغلبهِ على رهبة الأسَى القديم دونما أن يَفقد شيئاً مِن نفسهِ وضميره, كان الأوسم الأَكثر جرأة, ثِقة وعشقاً هُنا ولهند .
لا تَزال مَهرة في ذات الرُدهة خَلف ظهر سَلمى الذي تحرك قليلاً تماشياً مَع حركة العروسين, تقف بأعينٍ أَوهن وكتفٍ يُلامس الحَائِط بعلانية الذبول, ولهث قلبٍ مُعاقٍ مشلول إلى جنةِ الكُرسي المتحرك, وإراحة إحدى الذراعين المخدرتين خلف ظهرِها بتعبيرٍ مُفرط إلى اللاشعور, إلى انتفاضة ينابيع الملح المُتفجرة في مخيلة الأَحداق, إلى خاتِم حُب السبع سَنوات النائِم بغباره المَرِح إلى الآن في عُلبة هدايا المواسِم المشتعلة ..
حركَة لا شعورِيَة مُناجِية رب السَماوات أن يُنهِ الليلة الخاطِئة في عينيها, وأَن كُل ما حدث الآن من تراجيديا ما هو سِوى وهمٍ يتحاذق على صبرِ السنون الشجاع, والنصف الساعَة الأخيرة كابوس مزعج لا تتمناهُ مهرة أن يزور عذارى الحُب المغدور ..
كان عيسَى الأَقدم, كانَت مهرة الأَرتب وجداناً .
وكانت أُم سالم تُناجي هاتِف وقلب مَهرة, وكأنما جذوة الأمومة حَقاً لا تنطفئ .



*


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



الحُب ككرةِ طائِرَة يقذفها العاشِق الحريص باستمرار إلى الفضاء كَي لا تُلامس


شَبكَة القيود و الانتظار, ولكن لا يَعلم هذا العاشق أن هُنالك نسمة لاذِعَة لا مَفر من هبوبها قد تحرق الأعين في غمضة قدر, فتهوي الكُرة بولوجّ إلى تربَة الوعود المُهملة .


الأربعاء / 17-2-2010

 

التوقيع

.
.

نِهاية مُمتدة




حصه العامري غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:34 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.