اصبح المعلمون يجتمعون كل حين كي يناقشوا فنون التعليم وماذا سيستطيعون منح عقيق بعد ، لم يظل كتابٍ يعرفونه الا واطلعوها عليه وبعد ان اتمت علوم البالغين وهي بعد في التاسعة وقد أمضت خمسة اعوام ونيف وهي في عالم ٍ سحري بالنسبة لها وهي السحر بالنسبة لمعلميها ومريدي مقامها واهل القرية والوافدين وقد شاعت اخبارها في البلاد وتناقلوا سيرتها المبحرين في العلم واصبحوا بلا طلب يتوافدون للحديث معها وامتحانها وتبيان الحق من الباطل فيما يقال
كانت عقيق قد رُزقت باخٍ لها اسموه الجوهر واتوا به الى النجيبة ذات مساء عندما كان عمر الطفلة عامين وثلاثة اشهر واصبح الاب ياتي بالطفل ليزور اخته ويتعرف بها وقد دللوا جوهر كثيراً بعد ان ابتعدت النجيبة ببكرهم عقيق وخاصةً انه اتى ذكراً فكانت الام تلازمه وتلبي طلباته كاملة ويحمله خادم وقت اللعب حتى لا يتسخ طرف ثوبه
في زيارة الجوهر لاخته حاول ان يلعب معها مثل الاطفال الذي يعرف ، لكنها لا تعرف اللعب ولم تتعود عليه ، طوال حياتها تعاشر النجيبة وتتعامل مع الكبار فقط فلم تكن هناك لغة مشتركة بينهم حتى اتى يوم بعد ان انهت دروسها ودخل عليها غرفة الدرس ثم اخذ يدور ويتفق الأشياء حتى وضع يده على كتابٍ للحسن البصري في الاخلاق وكان مخطوطة نادرة واخذ الطفل يرمي به من يدٍ ليد واحياناً الى الأرض وهي تنهيه عن فعل ذلك ولم ينته فما كان منها الا ان قامت واخذته من يديه ورفعت عنه الكتاب فضربها على وجهها ضربة مباشرة نزف جرائها انف الطفلة وشعرت بدوار ،في وقت ترنحها دخلت النجيبة ورات المشهد ، سالت الجوهر تلجلج كثيرا وخاف ، امرته بالخروج من الغرفة بهدوء واخذت عقيق خلف الحاجز وداوتها برفع رأسها ونادت بطلب بعض الثلج وبعد ان تاكدت ان عقيق بخير اغلقت عليها باب غرفة الدرس وامرت مبروكة بالوقوف الى الباب وخرجت الى ابنها وابنه جوهر اللذين كانا يقفان بين بابي غرفة الدرس وباب آخر مفضي الى ديوان الضيوف
توجهت النجيبة بالخطاب لإبنها عبدالله
( اما انت فلك ان تراها كل ثلاثة ايامٍ ساعة من الزمن او اقل وامها بمعيتك اما هذا الصبي فقد حُجبت عنه اخته ولن يرى وجهها مثله مثل الغريب )
هم عبدالله بالحديث
نهرته قائلة
( ما قد يتوافر عليه تبريرك لا يناسب الحال يا ولدي ولست اظلمك او اكره ولدك كل ما في الأمر انني موكلة بحماية الطفلة منذ زمنٍ لا اعلمه وولدك خطر عليها ليس الآن في غيبة الجهالة وحسب بل انها الاقدار يا ولدي وسنحاول ان ندعو اصدق لعلنا نبدلها فخذه وارحل به ولن يتأثر ان لم تذكروا له شيء من هذا انما ان غذيتم نفسه بما يشعل لهيبها الاسود فستحرق الجميع فأنتم وما ترومون)
ودخلت الى عقيق واقفلت الباب وراءها
يتبع