هل بالفعل أخو الجهالة بالشقاوة ينعمُ ؟ - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 618 - )           »          جُب حظي (الكاتـب : غازي بن عالي - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 2 - )           »          يَا دَارَ مَيّةَ بِالعَلْيَاءِ فَالسّنَدِ (الكاتـب : محمد بن منصور - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 2 - )           »          عصف ذهني حول الموت ! (الكاتـب : خالد صالح الحربي - آخر مشاركة : فن الجهني - مشاركات : 2 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - مشاركات : 75405 - )           »          [ دعوة لـ حضور زواج ولدي عبدالله ] (الكاتـب : صالح العرجان - آخر مشاركة : خالد صالح الحربي - مشاركات : 3 - )           »          ورقة على رصيف ! (الكاتـب : سرحان الزهراني - مشاركات : 56 - )           »          نُوْنٌ ~ (الكاتـب : نوف سعود - مشاركات : 2218 - )           »          (( أميــنة .. الليمونية ...)) (الكاتـب : زايد الشليمي - آخر مشاركة : محمّد الوايلي - مشاركات : 14 - )           »          رحلة وغربة ! (الكاتـب : نورة القحطاني - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 3 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-24-2010, 05:09 PM   #1
سميراميس
( Shouq )

الصورة الرمزية سميراميس

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

سميراميس غير متواجد حاليا

Wink هل بالفعل أخو الجهالة بالشقاوة ينعمُ ؟


* يقول المتنّبي :

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله و أخو الجهالة بالشقاوة ينعم

فهل العقل صوت للشقاءِ وسط النعيم ؟ و هل الجهل نعمة وسط الشقاء ؟
عندما نُطلق العنان للعقل و نتفكّر بكل ما يحيط بنا ، ( عقل ، ضمير ، حياة ، موت ، خلود ، طبيعة ...ألخ ) سنصاب بنزعة شكوكية تأملية لا تستند مطلقًا على ركيزة ـ إلا ما قد يتصل بثوابت البشر الدينية بالذات ـ بل أنها لا تسند نفسها لتستمر طويلاً ، و قد تتقلب و تتلوّن لأنها خاضعة للصيرورة المستمرة ، و وفقًا لهذا التغيير المستمر ستتغير الأراء و الثقافات و المعتقدات ، و سيشقى الإنسان لأنه غير مستتب و عقله لم يعد تلك الصفحة البيضاء التي كتبَ عليها أبائه السابقين تعاليم دينهم و محظورات مجتمعهم ، والتي ستبقى محفورة في عقله كما نقوش فرعونية سطّرت باللغة الهيروغليفية على تابوت ملك عظيم ..

الأشقياء كما نعتهم المتنبي هم الذين يعملون بالعقلِ ، و هم الذين لا يركنون لأساطير الأولين ، فأنْ يقتنع الشخص بالشقاء لجهله ، أو لنقل أن يتماهى مع الشقاء ، فهذا سيمنحهُ بطاقة رسمية يتجول بها بين قلاع و ممالك النعيم بكل أريحية و غفران . أمّا الذي يرفض هذا الشقاء ـ الوضع الراهن ـ فهو كمن يركل النعيم بيديه ، لأنه باختصار ثائر على هذا النعيم الذي لا ينعم به إلا الجهلة ..

و لدوستوفسكي وقفة أخرى في إنسانه الصرصار حيث كتب على لسان الإنسان الصرصار :
" أقسم أيها السادة أن شدة الإدراك مرض ـ مرض حقيقي خطر . إنَّ حياة الإنسان المألوفة لا تتطلب منهُ أكثر من إدراك الإنسان العادي ، أي نصف أو ربع الإدراك الذي يتمتع به الإنسان المثقف في هذا القرن التاسع عشر الكئيب .. ألخ "

وَ من الشقاء للمرض ينتقل بنا دوستوفيسكي ، فها هو يصف شدة الإدراك أو التبحّر في المعرفة و العقل بالمرض الخطير الذي يصنّف أولاً و أخيرًا أنه علّة ؟
و العلّة لابد لها من دواء ، فهل المعرفة شقاء ، و طبّها الجهالة ؟
و هل النعيم في بيئة موبوءة بالجهل نعيمًا ؟


أمّا رائد الثورة الفرنسية فولتير فقد تحدّث لنا عن قصة " الكاهن البرهمي صالح " الذي تمنّى " لو لم يُولد أبدًا ! "
فسأله : لِمَ ؟
فأجابهُ : " لأنني قضيتُ أربعين سنة في الدراسة و خسارة الوقت . . . أعتقدُ أنني مركّب من المادة ، و لكني لم اقدر على إقناع نفسي بحقيقة ذلك الذي يولد الفكر " كما أني جاهل تمامًا فيما إذا كان تفكيري مقدرة بسيطة كمقدرتي على المشي و الهضم أو إذا كنت أفكر برأسي بنفس الطريقة التي أمسك بها شيئًا بيدي . . . إني أتحدث كثيرًا و عندما أتحدث أبقى مبلبلاً مخجولاً بما قلت "
و لقد تحدّث فولتير بنفس اليوم مع امرأة عجوز تعيش بجوار ذلك البرهمي الصالح ، و سألها فيما إذا كانت مغمومة و مكتئبة لعدم فهمها لكيفية خلق نفسها ؟
و حدث أنها لم تُدرك حتى سؤاله لها ..
وَ قالت بعد ذلك : إنها لم تفكر بمثل هذه الأشياء التي بعذب فيها البرهمي الصالح نفسه ، و أنها لم تفكر فيها لحظة واحدة . أنها تعتقد اعتقادًا راسخًا من أعماق قلبها في تغير إله الهندوس ، و قالت : إنها جاءت بقليل من ماء النهر المقدس لتتوضأ به ، و تعتقد أنها أسعد إنسانة ..

و بعد هذا توجّه فيلسوفنا فولتير لفيسلوفه البرهمي الصالح و سأله قائلاً له :
ألا تشعر بالخجل من شقائك و بؤسك ، بينما تعيش امرأة عجوز على بعد خمسين ياردة منك ، لا تفكر بشيء و تعيش راضية ؟
أجابه قائلاً : " أنك على حق لقد قلت لنفسي ألف مرّة بأني لو كت جاهلاً كجارتي العجوز لكنت سعيدًا ، و مع ذلك فإن مثل هذه السعادة لا أريدها و لا أرغب بها "


بوجهة نظري الشخصية أقول أن البرهمي ترك أعظم الأثر في نفسي أكثر من أي شيء مضى ..
و حتى لو انتهت الفلسفة بشك تام مثل فلسفة مونتاني مثلاً ، فأنها أنبل شيء في الإنسان و أعظم تجربة له . و لنقنع بتقدم معتدل في المعرفة ، بدلاً من أن نُحيك أنظمة جديدة من وهمنا الكاذب ..
علينا أنْ نتعلم كيف نسأل ، ولا بأس بأن نخطئ في الإجابة على الأسئلة ، و لا مانع لو شقينا في العلم و المعرفة ، لكن ثقوا أن الأكثر شقاء من ذلك هو أن نتلقف الحقائق الأزلية و الآنيّة أيضًا و نبروزها في عقولنا و قلوبنا و نقصيها عن الزمن و مستجداته ، و ذلك فقط لكي ننعم وسط هذا الشقاء ، فطالما أننا خريجو معاهد جهالة مع مرتبة الشرف ، لنْ يكون لنا هدفًا إلا النعيم وسط الشقاء (:

 

سميراميس غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:48 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.