بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.،
.،
حين نتحدث عن مُجتمعنا فنحن نتحدث عن شريعة عن دين فحياة الفرد لا تنفصل عن دينه، وهذا الدين لم يترك شيء إلا أبانه
ومِنْ تلك العلاقة بين الرجل والمرأة وكيفية التعايش بينهما في ظِل مُجتمعهما المُسلم . وحين نقول : أن هُناك علاقة وتعايش
فهذا يعني وجود التعاملات والتجاوزات ومِنْ هُنا كان الثواب والعقاب وبالفطرة نُدرك أن هذا الفرد المُسلم ( رجلا كان أو امرأة )
يملك العقل والدين فهو مسؤول وتلك المسؤولية تستوجب دون شك وقوع الثواب والعقاب.
ما استدعى الحديث أعلاه هو التعامل الذي تحظى به ( المرأة ) حين تقع في تجاوز " ما " مِنْ باب ( ستر )! بينما ( يُجر ) الرجل إلى
تحقيق وعقاب علما أنه طرف وهي طرف في ذات التجاوز الأخلاقي / الديني وفي الحقيقة هذا يجعلنا نتساءل مَنِ هو هذا الرجل ؟
هل ترونه مخلوق قادم مِنْ كوكب مجاور لكوكبكم أو قادم مِنْ مُجتمع غير مُجتمعكم ؟ مَنْ هو هذا الرجل بالنسبة إليكم ؟ ألم تروا أنه
ابن لكم أنه ابن لمُجتمعكم وابن لوطنكم. بأي مُعادلة وبأي منطق تتم ( جرجرته ) وكأن لا بيت له لا أب لا أم لا إخوة ولا أخوات بينما
تلك المرأة المسألة في التجاوز تنتهي عند عتبة ( الستر ) ! وكأنها الوحيدة التي تملك أُسرة وأهل وحتى لا تُمس كرامتهم واسمهم
ويقعوا ضحايا لمسلك فرد في أُسرتهم نُمارس التدليس على مُجتمع بأكمله.
لم يكن في يوم الستر باب للتدليس والخداع والالتفاف حول ميزان العدل ولن يكون أقله حتى لا نتعارض مع منطق الأمور وحتى نُحقق
حفظ النفس المُسلمة وصونها. فما ذاك المسلك الذي جانب الصواب إلا باب للتدليس لا على فرد ولا على لُبنة أولى في المُجتمع المُسلم
( الأسرة ) بل على المُجتمع بكامله . فهذا الشاب والرجل ابن لنا هذا الشاب والرجل ابن للمجتمع والوطن هذا الشاب والرجل له أُسرة
وأم وأب وإخوة وأخوات يتأثرون بما يحدث له هو ابن وإن أرتكب سوء هو مسؤولية لأنه نفس مُسلمة يجب صونها وحفظها فكيف يُنظر
إلى المرأة بعين الستر ويُنظر إلى الرجل بعين الفضح كلاهما مسؤولية وكلاهما له عقل ودين وأهل ووطن. وكلاهما وقعا في التجاوز
الأخلاقي والديني أي: ذات التجاوز. فكيف نسمح للمرأة بأن تفتح الباب لرجل لا يحل لها ثم نُقصيها عن العقاب بل ونتعامل معها
على أساس ومبدأ ( الضحية ) الغافلة التي وقعت دون أن تعي وتُدرك !!.
لِمَنْ يرى أن الستر هو باب مُعالجة لمسالك وتجاوزات المرأة الأخلاقية / الدينية لان في ذلك ستر لها كونها أو بالأحرى كون أخلاقها
مربط ( لسير حياتها )وذلك لان المُجتمع لا يرحم المرأة _ كما يرون _بينما يتساهل تجاوز الرجل فأقول وبالله التوفيق:
أولا: العكس هو الحق فالمرأة هي المدرسة وهي حصن اللبنة الأولى في المُجتمع المُسلم والتساهل في مُعالجة سوء مسالكها لا يجر خيرا
ولا يجلب سترا. هذا غير كون المرأة ( صمام أمان ) للعلاقة الحياتية والتعايش في المُجتمع فحتى إن صادفت فرد في مُجتمعها لم يتقي الله
في نفسه ولا فيها ستكون حافظة لنفسها ولنفسه بأن تُقابل تجاوزه بالرفض والغلق لا فتح الباب على مصرعيه وإعطاء القبول فبرأيي
هي أشد ذنب وأكبر سوء لأنها إن اتقت الله في نفسها وفي أفراد مُجتمعها وأدركت المسؤولية لن تقع في أي تجاوز ولن ( تَجُر ) النفوس
المُسلمة إليه .فالمرأة يجب أن تُعاقب ويُنظر إليها كما يُنظر إلى الرجل بعين العقاب والضرب بيد مِنْ حزم وجد في التعامل مع مسالكها،
لا يحق للمجتمع أن ( يُجرجر ) ابنه ويُنزل عليه العقاب ويترك ابنته بداعي الستر فهي لا تستحقه والعقاب أجدى وأثمر بل يضع
حد وعبرة لِمَنْ يعتبر.
ثانيا : حين نتعامل معها بالستر والإخفاء فهذا يعني أننا نُمارس التدليس على المُجتمع بأكمله فهذه الفتاة والمرأة حين تُخطب مِنْ
قبل رجل " غافل " لن يقوم أهلها بإعلام الخاطب إن كانت الأمراض وهي ابتلاء مِنْ الله ولا يد للمرأة فيها تُخفى ويتم الستر عليها
حتى يتم الزواج _بعض الذمم واسعة كالجلباب_ فما بالكم بمرض الخُلق.هذا غير مُستقبل تلك اللبنة الأولى في المُجتمع المُسلم
حين تُبنى على قاعدة وأساس " الغفلة "فماذا سيكون حالها وحال أفرادها حين يُكتشف أمرها بشكل وبآخر وإن غمزا ولمز.
ثالثا: أين حفظ النفس المُسلمة وصونها حين تقع المرأة في تجاوز أخلاقي / ديني فيتم التساهل معها ؟ أليس العقاب أساس
والثواب مطلب ( لا أحد يأتي ويقول: عقابها وصل بعلم أهلها ! فحتى الرجل يناله عقاب بعلم أهله أقله اهتزاز صورته خاصة
في البيوت التي تتقي الله وتخافه في أبسط أمورها).
رابعا : ثقافة الرجل (شايل عيبه) و ( المُجتمع لا يرحم المرأة ) بذرة تزرعها اللبنة الأولى في المُجتمع المُسلم ويحصدها المُجتمع
بأفراده . فعلى ولي الأمر في اللبنة الأولى ( الأسرة ) أن يعمل على زرع بذور الفطرة والدين فالابن نفس مُسلمة والابنة نفس مُسلمة
كلاهما يملك العقل وبيدنا تربيتهما وتهذيبهما وتعليمهما وإرشادهما ويجب علينا كأمانة نحملها العمل على حفظ نفسيهما ولا يكون الحفظ
ولا الصون بتربية الابن على التساهل في المسالك والتجاوزات وتربية الابنة على التغليظ . كذلك فإنا تلك الثقافة تترك رسالة واحده في
عقولهما وهي أن: مربط أمورنا ومسالكنا وأقوالنا هو مُراعاة الناس لا مُراعاة خالق الناس. فحين نُردد على مسامع الابن أن الرجل
( شايل عيبه) كأننا نقول له : ( خذ راحتك ) وحينما نُردد على مسامع الابنة ( المُجتمع لا يرحم ) كأننا نقول لها : ( أنظري للناس )
حين تنوين أي مسلك!. فعلى الأسرة أن تُربي الابن والابنة على فطرة الدين ونهجه على إدراك المسؤولية وعلى اتقاء رب الناس
لا الناس في التعايش والتعامل في الحياة الفانية .
خامسا : تناقض عجيب حقيقة مِنْ المُجتمع يُضاف للتدليس المُمارس ففي جانب يُطلب مِنْا أن نرى المرأة مخلوق بشري عاقل واعي
له الحق مثله مثل الرجل فلما لا تكون وزيرة وسائقة وعاملة في ما يصلح ومالا يصلح ومُتحدثة تطل علينا مِنْ ميادين الشعر ولا شعر
وقنوات التلفاز والصحف الورقية والالكترونية خارجه مِنْ بيتها لا قارة فيه ، وفي جانب ينفون عنها العقل والوعي ويُطالبون أن ننظر
إليها مِنْ باب ستر وتساهل !.
سادسا : بات التناقض هو " العُرف " السائد لذا على تلك الفتاة أن تتجاوز ( تدليس ) المُجتمع وتغض النظر عنه حتى وهي تنتقل
بين غمز ولمز مَنْ حولها _ علما _ أن لهم الحق في الغمز والمز كيف لا ونحن لا نفصل بين الجاهلة الغافلة وبين مَنْ تملك الدراية
والمعرفة حين وقعت فيما وقعت فيه فكلاهما في نظرنا ابتزاز! ( تقف على خبر ابتزاز وتقرأ ما ورد فيه أو تطلع على مُجرياته
فيتضح لك أن المرأة فتحت الباب ورحبت وتحدثت وربما خرجت وأرسلت ولسبب ما تحول الموقف مِنْ علاقة بالتراضي إلى علاقة
بالإجبار فيتم النظر فيها ومُعالجتها وفقا لذلك وعلى أساس الابتزاز وهو أي : الابتزاز كـ " مُصطلح " بريء مِنْها) باب الستر
( ساوى ) بين مَنْ وقعت وهي غافلة ومَنْ فتحت الباب وهي عالمه ومُدركه. فتلك تستحق أن يتم مُعالجة قضيتها بالستر لان
لا ذنب لها فيما وقع بينما الأخرى تستحق أن يتم مُعالجة قضيتها بالعدل والمنطق ولا " علة " تمنع الفضح " المداوي" لأنها
ارتكبت خطأ فالعقاب وضع لهذا.
سابعا: المُجتمع أمانة ومسؤولية يُحفظ ويُصان وما مِنْ حفظ ولا صون في هكذا تدليس وغيره فإن أردنا مُجتمع
سليم لا سقيم مُجتمع يملك الصحة النفسية علينا أن نضع الأمور في أماكنها ونُعالجها كما هي وإن كان العلاج بـ ( الكي ) !.
.،
.،
هدانا الله لما فيه خيرنا وصلاح أمرنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته