هل مات الأدب؟!!

[أصيله المعمري]

إنْ مُوْرُوثَ كُل حَضارَة وبقعةٍ عَلى هَذِه الأرضٍ لا يَنْحَصِر فقط في كُونِه تاريخٌ وتُراث ؛وإنما يشملُ ما خَلفهُ لنا مُفَكِرين وشُعَراء وكُتْاب الأمْة مِنْ أدبٍ فِي الزمنٍ المَاضِي...
شُعراء الماضِي....ونِعمَ الشُعراءِ كانُوا...أبْياتهم ما زالت ترنُ فِيْ الآذَانٍ ؛عِلى الرغمِ مِن أنَ التَاريِخ طَواهم قصيدة بقصيدة..وأغراضِ شِعرهم المتنوعة مِن غَزَلٍ وحكمةٍ...ذلك الشعر الذي يلامس القلب ويسكن هناك في المساحة الأجمل من الذاكرة....
زماننا تغير عن زمانهم ولكن ما زال بوحهم يتراشق على مسامعنا في كل صباح..
ماتُوا ومَاتتْ أفْكَارِهم...رَحلُوا للغيابِ فـ حُشِر الشِعر فِي زُمْرَتِهم..مَات القِيسُ ومَاتتْ الخنساءُ...ماتَ المُتنبي ونجِيب محفوظ...مات شعر الحِكمةَ وماتتَ اللغة...
فـ هل ماتَ الأدَبُ معهم؟


نعمْ ماتَ.
أقْسمُ لك يا عزيزي القارئ بأنْه ماتَ
فـ جِيلنا الصَاعِد للأسفِ لم يَعد يَحْفَظَ التارِيخ ولم يَعد يَحفظَ الشِعر الحَق
جِيلنا الآن انصَرفَ لحفظِ القصائِد المعاصِرةِ والتِي احتِرِمُها كثيراً وأحفظها ولكِن...هَل ننسى الماضِي والأصول والتاريخ؟!

بالفعل لا أتَخِيل نهاية لهذا المسلسل...
الحياة الآن غيرت كثيراً منا، ولم نستطيع التغلب عليها،، دخلت في كل تلك القرى الجميلة التي تنسدل في عقولنا ودمرتها ...

إسأل الآن أي شَاب فِي العشِرين من عمره عن شيء من أدب تاريخه الماضي.....
عَن شعراء العَصر الجاهلي
إسألهُ عن نُونية ابن زيدون
أو المعلقاتِ
إسْأله عَن تِلك المُوشَحَاتِ التي تَوشَحتْ زمانَ أحَدهُم حَتى جَعلته بالكَلِمة أجملُ.
نعمْ سِيجِيب عليك ببيتٍ متَكَسرِ الوَزْن للشاعِر الشابي وبيتٍ آخر صدْره للمتنبي وعَجزه لـ إمروء القيس..
وعلى ذمتي سَتكُون تِلك إجابْته.



لا تَلُومُه
فـ عَقله أصْبحَ مُعاصر
وأدبه أصْبحَ مُعاصر
وكُلنا ضَحِية هذا المُعاصر!!

ما يُحفظ الآن فِي ثلاجاتِ العُقولِ قصائدٌ مُثلجَة غلافها جِمِيل.
قصَائد اليوم وغداً..
أما قصَائد جَدّي وجدّك وجدّتكِ
ذهبتْ مَع الرِيح

وتََذكر بِأن الأدبَ إن مَات، ماتتْ الحَضارَة، وإنْ ماتتْ الحَضارة، ستموتُ الأمْة
وَا عَزَائِي فيك يا شِعرُنا العربِي
وَا عَزَائِي فيكم يا أحفادَ شاعِر الرسُولِ
نَسِينا الأجملُ القدِيم،ولهِثنا وراءَ الجَمِيل الحَديث
عُودوْا خطوةً للخلفِ....وتَذوقُنا الكَلِمَة...
لنْ تنْدم على تِلك الخَطُوة..أعِدكَ..فَهُنَاك نهرُ سِيسقيكَ ولنْ تظمأ ما دُمتَ تحفَظ التارِيخ..

أصيلة المعمري