.
( الجفول . . . تبقى روحك الأجمل )
جاء في قصص البادية، انه كان هناك رجل مات وترك خلفه ثلاثة من الأبناء في ريعان شبابهم، وزوجة صالحة حكيمة، الأب بعد وفاته ترك لأبنائه الثلاثة قطيعا كبيرا من الغنم مع راع يدير شؤونها وكلب يحرسها.
في احدى الليالي قتل شخص ما الكلب الذي كان يحرس قطيع الغنم، حيث وجده الراعي في الصباح الباكر على مضارب القبيلة جثة هامدة، بعد ان سددت عدة طلقات نارية الى رأسه، لم يغضب أحد من الأبناء الثلاثة لمقتل الكلب، وذهبوا مسرعين وأتوا بكلب حراسة جديد، وكأن لم يحدث شيء!، حزنت أمهم على مقتل الكلب كثيرا، وطلبت منهم ان يبحثوا عن قاتله فيقتلوه، لكن الابناء الثلاثة اخذوا يسفّهون رأي امهم ويزدرونه.
بعد ليال قليلة على مقتل الكلب اتى شخص آخر وقتل الراعي!، فلم يهتز او يغضب احد من الأبناء الثلاثة لمقتل الراعي المسكين، ولم يكلفوا انفسهم حتى معرفة قاتله، ولقد حزنت امهم حزنا شديدا على مقتل الراعي، واخذت تطالب ابناءها الثلاثة بالعثور على الشخص الأول الذي قتل الكلب ليقتلوه، فأخذ ابناؤها الثلاثة يضحكون بشدة من طلبها ويسخرون منها، ويقولون لها: كيف تطالبيننا بالبحث عن قاتل الكلب ثم الاقتصاص منه، ولا تطالبيننا بالبحث عن قاتل الراعي والاقتصاص منه؟! وبعد مقتل الراعي استأجر الابناء الثلاثة راعيا جديدا مكانه، لرعاية القطيع، وبعد ليال قليلة من مقتل الراعي اتى لص في جنح الظلام وسرق عددا قليلا من خراف القطيع، فلم يكلف الاخوة الثلاثة انفسهم معرفة من يكون ذلك اللص السارق! لكن امهم جمعتهم بعد هذه الحادثة سريعا وقالت لهم: غدا سيزيد عدد الخراف التي ستسرق من القطيع حتما، لذا ابحثوا عن قاتل الكلب واقتلوه يا أبنائي. لم يعجب كلام الأم ابناءها الثلاثة، وسرعان ما انفضوا من مجلسهم ذاك وهم يتأففون من طلبها المتكرر هذا، وبعد عدة أيام من اجتماع الأم بأبنائها، اتى لص جديد وسرق معظم قطيع الغنم!، فثار جنون الإخوة الثلاثة وغضبوا من هذه الفعلة واحتاروا في امرهم ماذا يصنعون، فلما ذهبوا الى امهم ليطلبوا مشورتها، كررت عليهم طلبها، وهو ان يبحثوا عن قاتل الكلب ثم الاقتصاص منه، وبالفعل ذهب الاخوة الثلاثة بكل جد وعزيمة وتكاتف يبحثون عن قاتل الكلب، فلما عرفوه قتلوه على الفور بلا هوادة، فلما انتشر هذا الخبر بين الناس واخذوا يتناقلونه من مكان الى مكان، بعد عدة ايام جاء الشخص الذي سفك دم الراعي وسلم نفسه لشيخ القبيلة كي يقتصوا منه، وبعد عدة ايام اخرى استيقظ الاخوة الثلاثة ذات صباح ليجدوا جميع ما سرق لهم من القطيع قد عاد من دون اي نقصان، تذكرت هذه القصة في هذه الايام، بسبب شاعرة جديدة سعودية خرجت على الساحة الشعبية فجأة باسم «الجفول»! محاولة بكل صفاقة ان تسطو على التاريخ الابيض للشاعرة الكويتية المشهورة «الجفول الوايلية»!. لا، ان الأرواح تختلف حتى وان تطابقت الأحرف في الأسماء، لا، ان التاريخ يحكي الحقيقة ولو طال تغييب الحق، لا، ان الاجيال اشهاد ولن يرضوا بهذا السخف، حتى ولو خرجت مليون «جفول» من مليون مكان في الارض، الجفول الوايلية لا تحزني ولا تبتئسي ولا يقربك كدر او حيرة، واعلمي جيدا وقري عينا واهدئي نفسا انت زرعت الحب في جوانحنا، ومن يزرع الحب لن يجني الا الحب، وسنقف حولك بكل حب ووعي كسياج الغيريدينا والياسمين، حتى لا يطمع ويتمادى أي لص آخر على تاريخك الأبيض، وحتى لا تتكرر حكاية الأم مع ابنائها الثلاثة في الـــساحة الشعبية.
نشر في موقع روح:
http://roo7.net/index.php?news=82
نشر في جريدة الوسط - بستان البيان:
http://www.alwasat.com.kw/Default.as...768&pageId=110

.
.