أخبرني كيف اتخلص منك وأنت ملتصق بكل جزء في جسدي
حتى مسامات جلدي تسربت إليها ، وزاحمت اوردتي ، وتفشيت في رئتاي حتى اختنقت بك !
حتى نبضى وصلت إليه يداك ، وعبثت به إلى أن بات ينبض بك
أمسيت فيَّ كالحمى وكلما تحسست جبيني ألهبت أصابح يدي ، لأصرخ في داخلي " ارحمني يا الله "
تخيل ، حتى البكاء ما عدت قادرة على أن ابكي أكثر والله ، وباتت عيناي تخاف كل شي ، حتى الضوء
ارغمتني على الاعتكاف في غرفتي وألزمتني على أن ابحث عنك وانت تسكنني وتشاركني حتى الهواء
اجبرت كل اشيائي بعدك على النحيب ، وأنا التي قضيت نصف عمري اوصيهم بأن يرثوني في رحيلك حُسن رثاء
تجاهلوني وقد كنت في أمسِّ الحاجة لهم !
أي وفاء هذا الذي جعلته يولد لك في داخلي ، وفي اشيائي ، وأي خذلان اهديتني يا أنت ؟!!
ما كنت ارغبك هكذا جبروت اعمى لا يبصر للحب الصادق نورا ،
ولا رغبتك أصم لا يستمع لنداءات روحي كل ليله ،
ولا رغبتك ابكم في حضرة الكلمات ،
لم يكن مطلبي قصورا أملكها .. ولا ذهب أرتديه ، ولا حريراً ألتحفه
بل أردتك أبا للطفلة التي تسكن اعماقي ،
اردتك سنداَ لي حين تسقطني الأيام
أردتك روحا تسكنني وجسدي المثخن بالجراح
أردتك نبضاً ..
أردتك رجلاً ، وليسَ مالاً .. !
اردتك قلباً وليس أملاكاً
أردتك حباً ، و وطناً انتمي فيه كل عمريّ !!