أنت وحدك لا أحمل لها عتباً ولا تعنيفاً، ولا أسيء بها ظناً ولا أروم لها تجريحاً، وما قسوتي إلا آخر اللغات المفهومة عندك في شكوى حالي معك، ولا أقسو عليك إلا بمقدار ما أسمع صوتك ، أقسولأسمع آهة تأوهك، وأقسو لأكتب جمال أنّتك، وأقسو لأتخيلك وأنتِ تذكرينني بقسوتي البسيطة تلك..
وما قسوت عليك مرة إلا ومت بعدها ألف مرة، ولا قسوت إلا وتقسو عليّ روحي بين جنبي، ويتنكر لي قلبي الرابض في قفص صدري لك، وتمجني حياتي كأنما تحريكها بكل ما فيها بخنصرك تأمرين وتنهين كما تشاءين..
ولو أن للقسوة لسانا لبرأتني من الذنب لأني لا أقسو عليك إلا ظاهراً، وفي باطن القسوة عرض المحيطين رأفة لك وحباً، وسبحان من جمع بنود الرحمة في المحبين مفاتيح ما بينهم وبين أحبابهم من مغاليق، وهل سمعت عن محب يُدعى قاسياً؟ أم هل سمعت عن عاشق والهٍ متيمٍ يدعى يوماً قالياً؟؟ ألا ما أبعد مابين المحب والقسوة إذا علمنا أن الناس خلقت من طين ، وخلق العاشق من لين، كلما قسى الطين عند الناس في جبلتهم لان بالعاشقين فرُزقوا من الرأفة والرحمة ما يقيم حياتهم.
يا حبيبتي..آه لو جاءتني منك رسالة!! سأعيدني قبل قراءتها ألف مرة بشراً، خشية ألا أقرأها بشرا سوياً..آه لو جاءتني منك رسالة أنا لا أريدها منك ، لا أطلبها منك، لا أرجوها منك...لا ترسليها رجاءً، أخشى على نفسي إدمان تقبيل الحروف فتغارين علي من حروفك....