.
.
آتيتُك السبيل الأصعب لِغايَتي .
أولا تعلم كم من ظنٍ حزين قاتلته سِراً لأبقى لك أكثر ؟
بكيتك بصمتٍ هذه المَرة .
الدمع بات حشو زائد للشجن, والتنفس تلفيقة جديدة أيضاً .
أنت تمشي على البحر بإستقامة وبسكينة تامة, وأنا أهرول بريبة وبتموجٍ لافت على الشاطئ .
تُقابلك زعانف الدلافين الودودة كل مرة, وتُقابلني صغائر الأشواك الخبيثة .
أنت قد وصلت مُبكراً, وأنا لم ولن أصل .
قلت لك مُسبقاً نحن تضاد, وهدأت من روعي أننا ضِعف زاويتان متكاملتان.
وأخبرك الآن أننا لازلنا ذاك التطابق, وتخبرني إلتفافة ظهرك أننا مستقيمان متوازيان لا يلتقيان !
بربك ماهذا ؟ .. وأنا التي كنت أحلق بمصطلح "ضِعف" الذي بث في نفسي المطر والتلاحم دونما أن أعي تلك المصطلحات الرياضية !
كنت أتعثر بالرجوع إلى الوراء, كنت رِياضياً مرناً جداً في الذهاب والإياب, وكنت النقطة الأخيرة التي كرهتها .
بالمناسبة, أتعلم أنني لا زلتُ أرتعد من المعادلات الرياضية, وأفشل في حل أسهل معادلة لمنهج الرابع الإبتدائي !
نعم أحتاجُ أن تعلمني بطبشورة اليأس على سبورة الهواء لأضمن تدريسي إياها لأطفالي مستقبلاً, هذا إن لم يغيروها .. كما تغيرنا .
*

كيف لي أن لا أُجدد الأطلال ياصاحب الذكرى ؟
الأشياء المعقدة تتشربني, والأسماء الجميلة قُبحت في مذكراتي ككل أمرٍ تعب من أن يصونه الورق والماء أكثر من ذلك .
نحن الأحرُف الممتدة كثيراً إلى حد تهدل الفكرة والأمنية ..... ورغم ذلك كُله تباً لك كثيراً .
لستُ وإياك كالغَيث الذي أحتاجته أحلامُنا .
إني وإياك خيبة وسَقطة غليظة لكل سهرٍ بسيط وراحَة مُهمة .
اخطَأنا في حَق الرحلات المُبهجة, شَوهنا من مُتعة التذاكر وأعطَينا للإستقرار الثقة الخاطِئة .
وإلى الآن لازلتُ شرهة أكل الذكريات كقطع جلسيرين مُجمدة حُلوة الطعم عديمة اللون !
وكرهت أن أفي بالوعد .