الامل لو مات فضلت الكفن !

[سَارة القحطاني]

.
.
.
أحبك ولا أعرف كيف أحب أكثر ولكنني أفعل !
( بدر بن عبد المحسن )

 

[سَارة القحطاني]

.
.

حين لايكون أمامك شيء تكتبته , وحين لا يكون في حياتك شيء يُثير فيك فضولك لتفحص ملامحه , وحين لا يكون لديك موهبة كاملة تكفل لك إنجاز مهمة صعبة , وحين تصرخ في وجهك خطواتِ الغآئبين : أنت لاتقدر لنا جهودنا من اجلك , وحين تحاول أن تستثير شَفقةَ أُفق العمق الذي يحدثك بما لا تشتهي فيفجعك صمتهِ وتبدد معالم جبروته وجه محاولاتك , وحين تنطق أشياءك الصامته بما عجز لسانك عن النطق به , وحين تبحثُ عن أصدقاءك القدامى فلا تجد منهم شيئاً صالحاً سوى صورٌ لاتزال تحتفظ بها ذاكرتك المحشوة بتفاصيل أمس لا يفارق حاضرك , وحين يحرضك غيرك على فعل شيء لا يشبهك ولا تملك أن ترفضه لأنك بحاجة لأن يسمع صوت بُكاء قلبك أحداً من العالمين , وحين تُقلب كفيك بحثاً عن حقيقة حُلم قد دونته على راحتيها فلا تجد سوى خطوطاً تشبه تلك الخطوط المتكومة على صدر وجه جارك العجوز , وحين تبحثُ في باطنك عن جسد أُمنيّة كنت قد خبأتها فيه , فلا تجدّ سوى رفاتٍ باهتِ جداً لا يشبه في تشيكله ملامح أمنيتك تلك , وحين تصرخ مفجوعاً : من على أي تلّةٍ دحرجوا أحلامي ..؟ وعلى أي ميناء سافروا بملامحي ..؟ أين وجهي ..؟ أين صوتي ..؟ أين قُبلة أمّي ..؟ وتذكار أبي ..؟ وحين لا يردّ إليك صوتك , وحين ترفرف طيور التيه فوق رأسك دون أن تأتي إليك بالخبر اليقين وبالاجابه المخضبة التي تسعف عجزك !

حينها فقط : سيكون أمامك الكثير الكثير من الأشياء التي تنتظر منك شطباً مُؤبداً !
حينها فقط : سيكون أمامك الكثير من الوعود المؤجلة التي تنتظر منك الوفاء بتنفيذها !
حينها فقط : ستدرك أي وجهةٍ هي تلك التي تقودك إلى الموت حين لا يكون بمقدور جسدك أن يسعف صوتك الحزين وفؤادكِ المجروح !
حينها فقط : ستفطن إلى حقيقة غرقٍ قد أدركتُك حين فرضت حسن نيتك في كل الملامح التي تعبر من أمام شرفة بياضك !

أنا اليوم أٌشبه ذلك الفقير الذي يستجدي السماء أن تمطر عليه بالغيثُ حتى يشيخ حزنه ويموت جوعهِ ويفنى قبل أن يموت هو
تحت قبضة إنتظار شيء لا يأتي !

سارة القحطاني .../

 

[سَارة القحطاني]

.
.

ولأنني أضمر في أعماقي يقيناً بأن أمي أكبر من أن أحتفي بها بيومٍ واحدٍ ,
ولأنها أكبر من أن تُصاغ لها العبارات في جُملة واحدة ,
ولأنها أكبر من أن تُصنع لها قوالب الحلوى في لحظةٍ واحدة وتحت سقف أُمنية ناقصة !
كان لزاماً علي أن أنفث عن يساري ثلاثاً وأنا أسمع أصواتِهم تتغنى بعيدٍ لا ينتمي لـ أعيادنا بصلة ,
كان لزاماً عليّ أن أصرخ في وجهِ أختي الصغيرة حين غنّت وصآحت بما صاح به سواها !
كان لزاماً علي أن أنفض عن أصابعي رماد حكاياتهم الباهتة وأنهض لأقبّل جبين أمٍ عظيمة كرست
كل جهودها لأجلي أنا وأخوتي !
كان لزاماً علي أن أفخر بكل لحظةٍ بُوركت فيها جهّودي وهطل على إثر إكتمالها دمع أمي !
كان لزاماً علي أن أُشبع جوع أعماقي بُخبز أمّي , وقهوة أُمّي , وصوتِ بُكاء أمّي !



ومضة :
أمهاتنا أكبر من أن نحتفل بهم في يوم واحد , وعقولنا أكبر من أن تمارس شيئاً لا ينتمي لـ شريعتنا بصلة ,
ونحنُ أكبر من أن نُمضي خلف القوم دون أن نُبصر معالم الطريق جيداً !!

أأدركتم صوتي يا رفاق ....؟؟

سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

بحاجة لأن أكون بخير

 

[سَارة القحطاني]

.
.
وهل هنالك حياة تتسع لشخص واحدِ ..؟ لقلبٍ واحد ..؟ ولأرواح عابرة تأتينا في لحظة وتغادرنا في نفس اللحظة دون
أن تترك لنا سبيلاً للاحتفاظ بها وبملامح عنائها ..؟

لا أظن ذلك أبداً ! ولذلك نحن نشقى كثيراً أنّى خذلنا أحدهم , ومضى دون أن يحتضنُ أشياءنا الباهتة دونه , دون أن يترك لنا رسالة سابقة مفاداها أن الرحيل نهاية لا بد منها , ولذلك نحن نكره أن نكون وحيدون ونكره في الوقت نفسه أن نكون مع أرواح نثق بأنها ستخذلنا أنى أفرطنا في الاهتمام بها ولذلك نحن نختنق في اليوم ألف مرة ونموت في كل لحظة إنكسار ألف مرة دون أن تسعفنا ملامح عودتهم إلينا ذا عيد !!


أنا لا أمتلك كل تلك القوة كي أكره عودتهم إليّ , وأنا لا أمتلك كل تلك القوة كي أُلجم قلبي في كل مرة يسعى جاهداً للحاق بهم بأنهم لم يغادروني إلا لأنهم اختاروا سبيلاً آخر لا يقودهم إليّه ولذلك أنا الآن أخشى أن أثق بسواهم فَأخسرني , وأخسر رغيف عمرٍ آتٍ قد يُصبح أبهى وأجمل أنّى أدركت نفسيْ وغادرت وطنٍ يتتبع خُطى الغآئبين عنه بَأملٍ يسرقَ من خُزانة الأحلام مايكفيه لأن يموت بطراً !

ممم وَ صباح العناء يا أنا ,

سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

أو تعلم :
مُنذ تلك اللحظة التي أغمضت فيها جفنيكَ عنّي , ودسست سموم الغياب في صدري , وزرعت الحزن على وجه حلمي ,
لم أبكِ قط سوى على قلبٍ ظل يسرقَ من رغيف الوقت عمراً يحتفل فيه معك من جديد !!
لم أبكِ قط سوى على خطواتٍ مُعوجة ظلت تطرق نافذة الفُضول في كل انهمار للمطر بحثاً عن وجبة نسيان دسمة
تُزيّح عن كتفيها عناء حمل ذاكرة تصرخُ جوعاً !!
لم أبكِ قط سوى على صوتٍ ظل يتتبع خُطاك ويحتفي بك في كل يوم وكأنه للتو تعرف عليك وأدركك !!
لم أبكِ قط سوى على كفٍ ظلت تتفقدُ أشياءك , صُورك , رسائلك , ملامح اشتياقك , تقاسيم وطنك القديم !!

سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

.
.
حين ارغب في الحديث عن غيابك أخجل من نفسي !
وحين يحدثني الغياب عنك أخجل من فرط إشتياقي إليك !
وحين يصرخ من حولي بأحلامهم أخجل من حلمي بالظفر بك !
وحين تُوشوشني الأشياء الساكنة في زوايا وطنك العتيق أخجل من تأمل تفاصيلها
الخاوية من تقاسيم يديك الحنونتين !
وحين تنزاح ملامحي نحو السماء أخجل من أن أدعو عليك بأن لا تجد لك
على الأرض بُقعة بيضاء تحتويك سوى بُقعة تنبضُ بَخطواتنا معاً !
كل الأشياء بغيابك باتت تًثيرُ بي شهوة الإختباء خلف تفاصيل أمسٍ لا يعود !
وكل الملامح بغيابك باتت تهوى غرس معالم الحنين إليك على صدر وجهٍ ظل يبحثُ عنك
في وجوه العابرين جميعاً !

وكل الأحداثُ التي يحتفي بها يومي تقودني على إستحياء لـ وطنٍ أخرّس , ملامح الذكرياتِ
تنتحبُ على صدره دُون أن تترك لها وقعاً فيك !


سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

ريثما تعود :
سأظل أشدو بلحن الحزن المنحشر في الهامش النائم على مرفأ سطرك الأخير , أعدك !

سارة القحطاني