الامل لو مات فضلت الكفن !

[سَارة القحطاني]

_

ولأن الحياة بقرب من نحب تكون ( أجمل ) كان لزاماً علينا أن لا نعاتب من يغيب ..
لا نعاتب من ينسى .. لا نعاتب من يصرخ في وجوهنا ( كفى ) !

قليل من التضحية .. وكثير من الصبر وحسب يا أحبة وكل شيء يُصبح على مايرام!

سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

نحنُ اخترنا أن نخون خطواتنا .. ونبيع تفاصيلنا .. ونشتري لنا هويتين لا تربطهما مدينة واحدة لكننا نسينا أن نستورد لنا قلبين جديدين لا يحملان في رحمهما ( ذكرى قديمة / بقايا تفاصيل عقيمة) ولذا نحنُ ما عرفنا حتى هذه اللحظة كيف نبدأ وأين ننتهي .. وإلى أي حدٍ يلزمنا أن نصل كي ننسى .. كي نطيب .. كي نشفى !

سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

كان نبيلاً بما يكفي ليثق به الآخرون .. بما يكفي لأن يفتقده الصغير قبل الكبير .. اشترى آخرته وباع دُنياه واجتهد وجاهد من أجل أن يظفر بما عاش من أجله .. !
قبل أن يموت كان الجميع يتحدثُ عنه بالسوء لكونه تنازل عن مستقبله وعن حصد شهادة جامعية تليقُ بهِ واختار أن يُصبح عاطلاً بلا يدين .. بلا قلبٍ يدرك أن في الحياة أشياء أجمل من الوقوف عند ذات العتبة عمراً طويلاً .. ولكن الحقيقة اتضحت بعدما استشهد عبد الله في سوريا .. تلك الحقيقة التي كانت تنصّ على أنه الرجل الوحيد الصالح بينهم .. الرجل النبيل صاحبُ القلب الكبير .. الرجل الذي كان لا يفوّت فرضاً ولا يحمل في قلبه حقداً ولا يفكر في الغد كيف يقضيه بقدر ما يفكر في اليوم كيف قضاه من أجل أن يكسب الجنة .. الشاب الطيب الذي كتب في تويتر تغريدة قبل أن يسافر بأن أكبر أحلامه وأكملها أن يعيش لله ويموت في سبيله فنال ما تمنى .. هنيئاً له ولأهله ..



كل ما بوسعنا ان نفعله الآن أن ندعو الله الكريم رب العرش العظيم أن يتقبله ويحشره مع الشهداء ويربط على قلب ( خالتي ) ويثبتها ويلهمها الصبر ..

 

[سَارة القحطاني]

الخيبة بصديق من أكثر الأشياء إيلاماً إذ أنها تأتي إلينا على هيئة فاجعة تتقن كسر أشياء عدة في أعماقنا لطالما حرصنا على أن لا تنكسر !

سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

المواقف صندوق بريد متنقل ، يحمل في رحمه كل الصور التي التقطتها عدسة الحياة لنا مع من أحببنا ووثقنا واعتمدنا إلا أن ذلك الصندوق لا يشبه بقية الصناديق التي اعتدنا على أن نحتضنها وندرك ماهية الأشياء فيها بنظرة عابرة .. ببساطة هو شيء غير قابل للكسر ولا للبيع ولا حتى للنسيان .. هو شيءٌ أوجدناه بالأمس وعجزنا عن نفيه / كسره/ بعثرة تفاصيله اليوم .. يا للعجب !


سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

لا شيء أسوأ من أن تبقى عالقاً في منتصف طريق يشكو إليك هجر أهله , وعجزه عن إدراك خطواتهم أو إسترجاعها في حين أنك تبقى عاجزاً عن مواساتهِ بالكلمات وعاجزاً في الوقت ذاته عن تجاوزه بالطريقة التي تتجاوز بها الطرقات في العادة !

سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

إياك أن تتسرع في اتخاذ قرار مآ , في الحكم على شخص مآ , في تضخيم حدث نُقل إليك , في خذلان صديق يثق بك .. أنا خذلت صديقتي المقربة فما طابت لي الحياة من بعد خذلاني لها إلا بعد أن اعتذرت لها وصافحت كفيها فسامحتني ورغم مرور خمسة أعوام على تلك الحادثة إلا أنني مازلت أشعر بالخجل في كل مرة تُقبل فيها علي وهي تبتسم , وتسألني عن الحال !


الاعتذار في كثير من الأحيان لا يكفي ولذلك مازلت أطمعُ بأن تخذلني صديقتي , تذيقني مرارة ما منحتها إياه , تبصق في وجهِ صداقتي وتغلق في وجهي أبواب قلبها لأشعر بما شعرت به في ذلك الحين لكنها لا تفعل .. إنها كريمة جداً ومتسامحة وطيبة وتملك قلباً يتسعُ للجميع .. ولذلك أنا مانسيت قطّ ملامحها يوم ان خذلتها وصدقتُ ما نُقل إلي عنها بكل سذاجة .. يوم ان خذلتها ولم أحسن إستيعاب صمتها ولا سؤالها عن مصداقية مانُقل عنها .. !


سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

_
أحب أن أسير عكس عقارب الساعة , عكس الاتجاه الذي يمضي نحوه كل عابر مضى قبلي ,
أحب أن أتسكع على أرصفة الأدب طويلاً حتى أنام وأنا فارغة من كُل شيء احتاج لأن أكتبه ,
أحب أن أستيقظ في الصباح وأنا أبتسم للمرآة التي تخبرني على الدوام بأنني جميلة ,
أُحب كوني قدوةٌ للصغار , وفتيلٌ قابلٌ للإشتعال بحرارة عند الكبار ..
أُحب كوني أكثر نساء العائلة تناقضاً وغموضاً وتهوراً , أحب كوني أختاً كُبرى .. وأُماً ثانية ..!
أحب أن تكون كفي أول كفٍ تلوح للشمس عند المغيب , وأول وجه يعانقها عند الشروق !
وأُحب كونك الرجل الوحيد الذي أتقن السفر إليّ بحربٍ سلمية لا جراح فيها ولا قتلى !

سارة القحطاني