( ◊◊ بــدر لا يأفـل بـكِ ◊◊ )

[بدر الحربي]

.
.
.


"دعاء"





كلّ صباح
يتسرّب صوته

حالما يفيق
من نومه

شابّ يدعو ربّه..
أن يحسن خاتمة حبّه..

 

[بدر الحربي]

.
.
.


"رحيل"





ما أنا إلا عبد فقير الشرّ
أعزي نفسي بنفسي
في دنيا لا تبيح للأبرياء
أداء "يمين" البراءة..!

مغلول بقيود الأحزان
أساق إلى جحيم النسيان
وأتنفس أكسجين النكران

مللّت كثرة الأصباغ
سئمت تكرار القصص
وتوارد نفس الأقلام والأشخاص

تشبعت من ظلّم المقربين
وزيف كلمات البعيدين

اشتريت تذكرة ذهاب بلا عودة
إلى مدينة مهجورة
الداخل إليها مفقود..
مفقود.. مفقود..!

 

[بدر الحربي]

.
.
.


"ربّما"





ربّما يكتبُ من فراغ
لأنه شخصٌ فارغ..

يبحثُ عن ذرة هواء
في أدخنةِ ظنٍ دامس..

يدنو بدمعه منها
تحنو عليه صبحاً
وتعيّره كلّ مساءً..

ربّما مملّة أحاديثه
ربّما حضوره والعدم سواء..

ربّما رحيله حلمٌ خجول
ربّما موتهُ خيرٌ من بقاء..

ربّما كلّ ماسبق فراغ
من فراغه حين يمضغه
قلبها ويلفظه غثاء..

ربّما كل حديثه وهم
وعتبهُ محض هراء..


ربّما..

 

[بدر الحربي]

.
.
.


"تيه"





معتكف في غرفة كـ قبر
نذرتُ نفسي لـ نفسي
وسجادة صلاة

مضى عُمرٌ كـ "فجر"
وتبقى نصفٌ كـ نصفي
المشوّه قبل لقياك

محظورٌ كـ قمرٍ أصابه خسفٌ
لم يكشفه رجاءٌ ولا بكاء

مات الصبر والحديث هجر
والقرب أمنية بدّدها القهر

قد آمنتُ أن العُمر أنتِ
وأيقنتُ أنّ ما سواكِ كُفر


\

 

[بدر الحربي]

.
.
.


"سكينة إنكسار"





أصوات المآذن
والشعرات البيض
في لحية والدي

آية الكرسي
وسجادة أمي

سكينة وبشائر
بأن الحياة لا تتوقف
بكراهية أو ظلم

ملامح وجهي
دمعاتي الفاترة
تجعدات ثوبي
وأناقتي الغائبة

أعراض وعكتي
تشفي رجال الظل
تغزل الحرّة بالعبد
ونفي ابن الأصل

صيام الأفواه نبلاً
وموت القلب قهراً

قلبت موازين عقلي
وأفاقتني على حقيقة
موت الذمة بقلوب البشر..!

 

[بدر الحربي]

.
.
.


"إعترافات متأخرة"





- كم يعجبني من يحترمون حروفهم وأسماءهم
فلا تجد من فوقها ولا تحتها ولا من بين أسطرها
إلا نقاء ونوراً يجبرك على رفع قبعة قلمك إجلالاً..!

- كم أتقزز ممن يلمزون الآخرين بحرف أو همس
يظنون الآخرين سذجاً لا يفقهون ماتحيك نفوسهم
المريضة التي تختبيء وراء معرف وقلم ظاهره
من قبله النقاء وباطنه يفوح كيداً وبهتاناً وسواداً
ليس عجزاً تجاهلكم بل ارتقاءً عن مستواكم..!

- كم يعجبني قلم أحدهم بصدقه وصورته التي
لا تعكس إلا واقعه فيه شاعرية وأدب
يزينها دين وخلق سبحان من جعل سيماهم
على وجوههم وسبحان من جعل بينه
وبين خالي الغائب شبهاً يدمع عيني
كل مارأيت صورته الغير ملونة..!

- كم أشعر بالملل من كل شيء بما فيه
الكتابة والقراءة والتصفح فالحروف واحدة
والقلوب لم تكن يوماً كما استقامة الأسطر

- كم أتمنى عودة الأيام للوراء
إلى ضحى يوم الأحد إلى باب الطائرة
وصوتها الأخير لأحقق لها ما سألت..!



\

 

[بدر الحربي]

.
.
.


"إنفطار"





حتى القلوب تنفطر
بصمت وبطء وتلاشي..

قلبي ينفطر فرفقاً به
قبل أن يتلاشى..!

 

[بدر الحربي]

.
.
.


"طيّارة ورق"





لا زلت أذكر
تلك الصحراء
أوجاع الرمل
وتناغم الحصى
عبثنا حتى المغيب

ضياع ابن أختي
خلف طيارة ورق
صرخات أمي
وصمت والدي المهيب

أسراراً أودعناها
أرضاً فضاء
وأحلاماً صغيرة
طمرها بناء

لا زلت أذكر لذة البكور
كوب حليب أمي
نظراتها وراء الباب
وطعم الخوف اللذيذ

لا زلت أتذكر بقايا دين
كانت على تلك الوجوه
قبل أن تتحول لظلام

صوت المآذن كلّ مرة
يذكرني بهم
بأحزان الأرض
حين تنادي
السماءَ/مساءً..

لازلت أؤمن
بـ قدرية الحياة
وفوضوية الإختيار

لذا لم أعد
ألوم والديّ
على إنجابي
فقد قضيا عمرهما
ليجعلاني
أسعد الناس
لكن "الفشل"
كان مني أنا..!

لذا لا عتب
إن تذكرت
تلك الصحراء
ذاك المغيب
وطفلاً يجري
وراء طيارة ورق..!