( ◊◊ بــدر لا يأفـل بـكِ ◊◊ )

[بدر الحربي]

.
.
.



"معادلات"




- مدخل:
"ليس كل شيء في الحياة قابل للتفسير.."
تلك المعادلة الأكثر عدالة..

- "كلكم خطّاء.."
قاعدة لا تدع مجالاً لإدعاء الكمال أو النزاهة
ونحن غارقون في الخطأ والخطايا منذ صلب أبينا الأول..

- "أنا وأخي على ابن عمي.."
حقيقة لاتزال ماثلة لتمحو كل بصيص أمل بغياب النزاع
ولو على محيط العائلة وتديم حقيقة توارث المصالح والدماء..

- "سوء فهم أم سوء ظن.."
كيف يمكن التفريق بينهما وشعرة تفصلهما..
"سامحني فهمتك خطأ.." أم "سامحني ظننتك هكذا.."
جملتان يتحكمان في سفك كثيرٍ من دماء الروابط
وتلوين كثير من الذكريات بالأسود..

- "إنسانية.."
كلمة لم أرى لها مثالاً منذ ولدت..
ربما أجد تصرفاً يعيد لي الأمل لكنه لا يدوم
يتبعه تصرفات أكثر توحشاً وهدماً لما مضى..
لأبقى قيد الترقب والتأمل
حطامَ شابٍ يتساقط فجراً....!

وليبقى كل ماسبق
مجرد معادلات تختمر في عقلي..!

 

[بدر الحربي]

.
.
.



"مدن.."




كلّ مدينة يقطنها ألف سائح
ويبكي على شواطئها ألف عابر
ويتمرغ على ترابها صامتاً ألف ساكن

لها قصص مع العابرين
وذكريات مع المهاجرين
كؤوس تتراقص بأيدي السائحين
وقناديل مكسورة بأيدي مواطنين

وطفلة تعبر منتصف الطريق
تتعثر ولا تفيق..
تقع ضحية اغماءة سكّر..
وجيوب أبيها لا تسعف الأنين..

للمدن.. مداخن ومحارق..
وشوارع خلفية مليئة بكثير
من القصص المدفونة
كـ عانبر خانت وصايا المعدمين..

 

[بدر الحربي]

.
.
.



"شظايا.."




نزرع "وردة"
نقطف "جمرة"

نسقي "شهداً"
نشرب "مرّاً"

نُخرج قلوباً
أودعها
"المولى" في
أكثر الأماكن
أمناً وعمقاً

ونعريّها
في أيادي
أشبه بباعة رصيف
تبيع حرارة الشمس
وجفاف العروق

ونتساءل
لما تتشظى
أيامنا..!

لما تنسلخ
من أعمارنا
كورقة يعبث بها
طفل فتخرج
مشوهة من
مجلدٍ كان أنيقاً

نتساءل
لما العمر
ربيعه أفول
وأعياده
سرادق عزاء
على سنين
غارقة
في بحورٍ
من "سحرٍ"
لعين

ونعود كما ولدنا
أول مرة: "باكين"
من الدنيا خائفين
أيادي مقبوضة
وقلوب موجوعة
وخطوات أرهقتها
جراح السنين

ونتساءل..
يا جمرات العمر
يا نبع العذاب
متى تنطفئين..!

 

[بدر الحربي]

.
.
.



"حكاية.."




تنتهي الدنيا
ولا تنتهي الحكاية

ننزف وعلى فراش
النزوع الأخير
ننقش آخر
فصلٍ للرواية

يا أنثى التراب
ليت عطر الغار
يمحو فاجعة النهاية

وتلك الثياب البيض
تستر طعناتٍِ
لجرحِ البداية

نهرب من الوجوه
وتفضح عيوننا
دموعٌ حيارى

عاشقان تشبثا
بعهدٍ لم تمزقه
ريح إحتضارٍ أو غواية

هي عينه التي يبصرُ بها
وهو لشفتيها حروفٌ كالمرايا

أيا ترى ذلك العشقُ تنزعه
من الصدر سكراتُ النهاية..؟

 

[بدر الحربي]

.
.
.



[..فاجعة..]




- إلى [..رائد..]


من شابه "خالهُ" فما ظلم
وأنتَ منّي سرقت ملامحي
وصمتي وبقايا إنسانيتي..
لذا لا عجب أن تتألم مثلي
ويغتالوا ربيعكَ أمامَ عيني..

فداك الرياض بشوارعها
بماديتها وجمود وجوهها..
فداك الطبقية والنرجسية
ونظرات الجاهلية الأولى
التي تملأ مكاتب أصحاب
المعالي والسمو
والـ "سعادة" المزيفة..

فداك وطنٌ حرّم
ما أحل الله على أبناءه..
وأباح ما حرّم الله على زبانيته..

فداك كل من أراد بك سوءاً

فداكَ ليلُ السبتِ الكئيب
ومعالم صباح الأحد الوضيع
فداك أنا وهمّي وغبائي
وغيابي وضياعي عنكَ
بحثاً عن حلمٍ مفقود..





خَالُكَ الحَزِينْ..

 

[بدر الحربي]

.
.
.


[..إلى: رائد..]





كـ وردة نبتت بين الطابوق
زرعك الله غضناً من تين
ونوراً يضيء من زيتون

يموتُ الوردُ في يدي
ولا تموت بسمتك
البريئة في قلبي

مُعافَى عين
المولى تحميك
منفيّة آلامكَ
عيوننا ترجيك..

اللهم اشفهِ
واحفظه ياربّ..

 

[بدر الحربي]

.
.
.




[..أَفكَارٌ مُذنِبَة..]


- الحُبْ:
ليس كلّ شيء في الحياة..!


نحنُ شعوبٌ فطرها الله على العواطف
وعشق التلاعب بها وتأثيرها على أدمغتنا

خطبةٌ حماسية تغيّر بنا مالم يغيّره ألف
كتابٍ ولا حقيقة ولا قرنٌ من زمانٍ مضى

"الحبّ" جرّدوه من كلّ ملامحه الإنسانية
وعرّوه ليبقى في صورة عاشقة تنتظر
حبيباً قاسياً بغيابه وإقفاله لمحموله

هذه صورته المتبقيّة في أذهان
شعوبٍ لا تعي من الحبّ سوى أغنيات
"حبيني وأنا أحبك.. خبيني جوا قلبك..
ليـل الشتــا طويـــل"

الحبّ طفى واستبد وطغى ليسيطر
على حروف كتابٍ وكاتباتٍ نذروها فقط للحبّ
كتابٍ وكاتباتٍ لم ينذروا لله يوماً أن يكتبوا
عن همٍّ إنسانيّ يتيم مزّق عذرية الحياة

الحبّ كرهتهُ لأنه غدا "وهماً" مخدراً
لشعوب لا تقتات عليه بل تقتات على
أغنيات وخواطر هائمة حالمة بعيدة
كل البعد عن واقعه المحرّم في حياتنا

الفنّ رسالة والكتابة رسالة والحبّ
رسالة إنسانية خالية من رسائل غرام
عاطفية مفاجئة تفقد قيمتها مع الأيام
لـ تصبح ممسحة قديمة في مطبخٍ رتيب

الحبّ ليس حروفاً بل حروباً إنسانية
تمسح عن وجه الحياة الأنانية والحقد
وحب العرق والعُصبة ووأد البقيّة

الحبّ لم يولد يوماً على يد راقصة
ولم تحتضنه آلات فرقة موسيقية
لم يصلْ لغايته قصيدة ولا سيدة
شرقية يخيّل إليها أنها عاشقة
تخفيهِ خوفاً على "نفسها" لا عليه

الحبّ ليس كل شيء في الحياة
هو جزءٌ من حياة مليئة بهموم
إنسانية أسمى وأعمق منه
في صورته الحالية بـ عيون شعوب
لا زالت تتنفس "غايب حبيبي"..!


- لفتة إنسانية:
باسم الحياة مات ملايين الأطفال حرقاً وغرقاً
على صدور أمهاتهم.. على صدورهن.. على صدورهن..
باسم الحب مات ألف رجل وانتحرت مئة امرأة
على ورق.. على ورق.. على ورق..!

 

[بدر الحربي]

.
.
.




[..قصة كل حبّ..]


في بلادي
الحب لا يتعدى
بضعة هدايا
وعاماً أو عامين
من الوعود والسهر
فوق أنهار الآهات

لكن النهاية
مكتوبة على
جبين البداية

وأعذارنا لا تتعدى:
قدري..! أمي..! عائلتي..!
وبقايا رائحة البخور
في مجلس قبيلتي..!

وافتراق..
يتلوه احتراق..

وما مضى..
من ديون مشاعر وأوقات
من يسددها
إذا مالعمر فات..!

وتركونا أجساداً
ذابلة كـ رُفات..!

هيامى نتسول
بقايا صورهم
على وجه الماء
وآثار خطاهم فوق
صدرنا ذات مساء..!

تتبخر كل الأحلام
وينام القلب على أنغام:

أوعدني إنك
في بعدي عنك
ح تفتكرني
لو عشت تاني
مع حب تاني
خليك فاكرني..!

لـ تبقى تلك الأمنية
آخر الآمال..!