( ◊◊ بــدر لا يأفـل بـكِ ◊◊ )

[بدر الحربي]

.
.
.




[..أنت..]


أنتِ فوق الطهر بمراحل
أنتِ عذرية لم تفضّها
رائحة المدن ولا غيرة الغواني
أنتِ ترنيمة راعيٍ بأرضٍ بكر
أنتِ ناية بـ شفاه أنثى نبيلة
أنشودة رحمة بعد طول دعاء
وأقاصيص عشقٍ طغى حتى
بلغ ماءه حلقوم الروح شوقاً أصيلاً..!

 

[بدر الحربي]

.
.
.





"إلىَ متَى يتلونِي الحنيْن كَـ آيةٍ مَنسُوخَة..!"
- تُقْرأُ ولا يُعْمَلُ بها..!

 

[بدر الحربي]

.
.
.


- مدخل "مخلّع" -




* ولدت هذه الخربشة ليلة مطر
بشهادة ميلاد مزورة بعد أن
كسبت أمها "ورقة" قضية
"خُلع" والدها "قلم" بحجة
أنه "جاف" ومقتر عليها
مش كريم زي جوز جارتها "سائل"
لتخلعه بأمر القاضي "دفتر60"
دون حفظ لـ "حبر" وجهه..!






[..حكايا مخلّلة..!!..]



(1)

[..مراهقة..]



من أجمل ما حكى لي صديقي
العزيز "خالد" ذات يوم خالد:
(أيام المراهقة كانت هناك قضية تؤرقني
فعندما أذهب لملاهي "الحكير"
لكي ألعب يطردوني بحجة أني كبير
وعندما توجهوا بي إلى الأحوال المدنية
لكي يستخرجوا لي بطاقة أحوال
تم طردنا بحجة أني صغير
فعلاً المراهقة مرحلة حرجة
فلا أنت تعرف ولا أحد يتفق
على أنك كبير أو أنك صغير
وبعض الكُتاب في المنتديات هكذا
لا تستطيع أن تصفهم:
هل هم كبار أم أنهم صغار..!)



(2)

[..رميت الورد طفيت الشمع ياحبيبي..]



ليعيش جو الحالة
بما فيها من نشوة العشاق
وآلام المضطهدين على الأرض
وفرّ جميع المستلزمات لهدر الذات
باقة ورد اشتراها من محل ورود
في ركن مستشفى ولادة رتيب
شمعة تخبئها أمه في درج قديم
تحسباً لإنقطاعات النور المباغتة
واسطوانة نفيسة لـ "عبدالحليم"
تدور عكس عقارب الزمن
لتنتهي المعركة التقليدية
بشظايا زجاج ودماء
تسيل على مرآة رأى فيها
وجهها بدلاً من وجهه..!
آه كم هو قاتلُ العشق في
مجتمع "متشظي" المشاعر..!




(3)

[..حرام..]



بنشأته المحافظة تعلم
أن الخمرة حرام
تصفح مجلة خلاعية حرام
النظر لمفاتن أنثى حرام
ومع مرور الأيام وذات ليلة
غاب فيها الخير شاهد
فيلم رقصٍ يتيم أشعلت
مشاهده النار في وجدانه
ليتساءل كمن أفاق من غيبوبة:
هل الزواج من
راقصة حلال أم حرام؟
لم يمهله زميله وقتاً ليجيبه:
"منذ وقت طويل كانت الراقصة
تتزوج "طبالها" أو أحد أفراد
فرقتها أو الفنانين لكن في هذا
الزمن تتزوج معظم الراقصات
من رجال أصحاب مكانة إجتماعية
مرموقة من أطباء ومهندسين
ورجال أعمال مشاهير"
لينتهي هذا الحوار المشئوم
بولادة فكر جديد في عقله
بناه على "قياسٍ السقيم":
"منذ وقت طويل..."
"إذن في هذا الزمن...
الناس تشرب الخمرة
وتتصفح المجلات الخلاعية"
كانت آخر كلمة نطقها قبل
أن يختفي في خفايا الحياة
حتى وجد لاحقاً ميتاً
على عتبة بار يحتضن
زجاجة خمر و"شال" راقصة..!
:confused:





(4)

[..فاتنة ونفيسة..]



صفتان لأنثى واحدة
تدعى "غادة"
لكن..
في نفس الوقت
كانا اسمان لأنثيين
في حارة منسية
تاه بينهما من
يعشق الفاتن والنفيس
"غادة" كانت..
"فاتنة ونفيسة"
في نظر "سامر"
و"فاتنة ونفيسة" كانتا
أجمل "غادتين"
في نظر أمه
لتنتهي القصة
بـ "سامر وفاتنة"
و"أخيه ونفيسة"
وبعد عامين
أنجبا غادتين
أسموهما
"غادة"....!
ربما صدفة..!
ربما الأخوان عشقا
"الفاتنة والنفيسة"
نفسها..!
عشقا الـ "غادة" ذاتها..!
ربما.. من يدري..
فالقلوب صناديق مغلقة..!



(7)

[..عود ثقاب..]



كان في صغره يكتب
بأعواد الثقاب بعد احتراقها
يسرقها من مدفئة جدته
لم يكن في بيتهم قلم
كان والده دائم السفر
وأمه تتقلب على الجمر
كان يكتب على جدار غرفة أخته
ويخبيء كتاباته بقطع من ثيابها
كان ذلك دفتر ذكرياته
الذي لم يكتشف إلا يوم الرحيل
وتلقى عليها أغلى ثمن
يمكن أن تتخيله:
صفعة (قلم) أو (ألم)
كما يسميها أشقاءنا بمصر
زادت حبه للقلم والألم..!



\

 

[بدر الحربي]

.
.
.




[..لها فقط..]

ثقي أنّي أسكنتكِ قلبي
ولن يخرجكِ منه أحد..!
هاتي ظفر اصبعك الصغير
لنفقأ سوياً فقاعة الجفاء والعتب..!
ثم أطبعُ عليه قبلةَ وفاءٍ للأبد..!

 

[بدر الحربي]

.
.
.




[..مساء الأحد..]

منذ عامٍ ونصف
يشعرني بالرتابة والكآبة
وحدكِ القادرة على جعله
قلب الأسبوع النابض
بإطلالة أصابعك بين ساعاته..!

 

[بدر الحربي]

.
.
.





قد يكون مجرد اعتقاد بأن النكسة
ليست تلك العسكرية التي مضت
بل الثقافية وما تفرع منها من
أخلاقية واقتصادية وفكرية ،
في ظل عولمة التجارة وأمركة الحياة
حريٌ بنا أن نحاول "بلتثة" الفكر...!!





مقاطع فكر/بلوتوثية....!!






(1)

[..ثقافة الدوار..]

معركة مرورية حامية
تدور في رحى ذاك الدوّار
للظفر بالمرور قبل الآخر
ورجل المرور القابع هناك
يتأمل مقاطع بلوتوث
ذات إيحاءات جنسـ/ـكرية
/
أنّى لهم الفخر وهم شعب
يفتقد حتى ثقافة الدوّار...!!





(2)

[..تاكسي..]

كانت تحب رياضة المشي
تمارسها للتنفيس عن الروح/الجسد
لكنها ذات يوم احتاجت "تاكسي"
توقف أمامها اثنان
"شاب عشريني و شيخ ستيني"
كالعادة اختارت الأكبر سناً
لكنه كان الأصغر عقلاً
لينتهي المشوار بدمعة وندم..!





(3)

[..إيشارب..]

"إيشارب" أنيق
يغطي شعرها
وملامح وجهها الجذاب تلوح
لتكسو الفضاء حلة وردية
كانت عصرية بإطلالتها
لكن أصيلة بأخلاقها
ومع ذلك كانت تقذف بالسوء
لا لشيء سوى جاذبية "إيشاربها"
وغيرة قريناتها..!





(4)

[..أحلام دخانية..]

جميل عبق رذاذ الماء
وأنفاس المعسل التفاحي النكهة
تماماً كطعم شفتيها تملأ المكان
تنفثه فيتشكل من دخانه أحلام
تراها وتحسها وتتنفسها
أحلام دخانية تتحقق
في ساعة صفاء واسترخاء
رأت فيها وصنعت منها
ما لم تصنعه في الحياة
حتى انتفضت على صوت
تلك النغمة المزعجة:
الرسائل الواردة = 1
(( لستِ ابنتي ولا أعرفك
ما لم توافقي على ابن عمك ))
يضغط إصبعها الصغير
الحريري الملمس على خيار :
"مسح جميع التفاصيل"
وتعود تنفث دخانها/أحلامها/آلامها..!





(5)

[..ألم العالم..]

توقفت السيارة عند باب المنزل
جلس دقائق يرتب أوراقه
وحينما ترجل
فوجيء بمن يعرض
غسيل سيارته واقفاً أمامه
دار حوار قصير بينهما
تناول مايعانيه من جوع هنا
ليس أشد من جوع أبنائه هناك
لينتهى الحوار بحزمة ألم جديدة
تضاف لقلبه الصغير
الذي لم يعد قادراً على الاستمرار
حبس دمعته بعينيه
وصعد الدرج بتسارع وهو يفكر
ترى كم من الألم يسكن العالم
وكم من المطحونين يتجرعونه
وكم.. وكم.. وكم..
ثم استدرك وكم بي أنا من ألم..؟!!





(6)

[..مكتوب ياولدي..]

مكتوب يا ولدي مكتوب!
رددتها جدته على أبيه
ورددها أبيه عليه
كان يؤمن بها
خصوصا ليتحرر من خوفه
الكبير مما يخبئه الغد
وعزم على النوم قرير العين
مادام كل شيء مكتوب
حتى أدرك بعد عقد من النوم:
أنها أحياناً كذبة الهاربين
من خطأ الاختيارات..!





(7)

[..إنسى إنسانية..]

الإنسانية - الأنانية = س
حرف واحد يفصل بينهما
وحتى واقعياً
ستجد "إنساناً" واحداً
من بين مائة "أناني"..!





(8)

[..الإختيار..]

المستقبل والعمر
الأحلام والإختيار
في تسارع مقيت
وبينهما طاحونة هواء
تقذنا يمنة ويسرة
فجأة وأنا أسير بلا هدف
سرحت وسرحت حتى
بلا وعي اصطدمت
بجذع شجرة مسنة
بقدر الألم الذي
أصاب أنفي الشامخ
بقدر ما شدتني
كلمات منقوشة عليه:
"أنا بلا قلب سأموت
وبلا عقل مجنون
لذا..
سأحكّم قلبي وأحيا لها
وإن نعتوني بالجنون..!"
هنيئاً له اختياره..
لكن ماذا عنّا..؟





(9)

[..صحوة..]

ناشده باسم الرجولة
بصداقتهم
بذكريات جمعتهم
بتلك الأماكن التي ضمتهم
خمّارة.. غرزة.. ملهى.. بار..
ودخان أزرق تنفساه سوياً
أجابه ببرود:
وهل يجتمع في تلك الأماكن رجال..!
ثم مضى...





(10)

[..ضباب..]

يلف تلك المدينة هذا الصباح
ليتكشف عن حقيقة مؤلمة
أوهمت نفسي بكذبها
ليس كل مايلمع ذهباً
وليست كل الأمكنة
تستحق لمعان الذهب..





(11)

[..رؤى..]

لم تكن إلا إملاءات النفس البشرية
التي تقودها هنا وهناك
بدون وعي ولا إدراك
تزف في حفلات الميلاد
وتنظم لها الأغاني
ويرقص على جيدها الأغراب
وفي آخر العمر
تذرف دمعة التناقض..!



...
..
.

 

[بدر الحربي]

.
.
.





[..همسة..]


كل المظاهر توحي
بـ خوف وحزنٍ صامت
من الـ "25 من نوفمبر"

مهما تعوّدت أقدامنا
على مدرجات
الـ مغادرة والوصول
يبقى لكلّ مرّة
رهبتها ودمعتها..

فـ يا أنتِ..
كل الجهاتِ أنتِ
كل المحطّاتِ أنتِ..
كفاكِ حيرةً وتأويلاً
فـ الروح لا تحب
سوى مرّة..
فقط غنّي معي:
[..سنين ومرت زي الثواني بحبك أنت..]
[..وإن كنت أقدر أحب تاني أحبك أنت..]


\

 

[بدر الحربي]

.
.
.





[..أحاديث جادة البيكاديلي..]


هنا تغتالني قطرات المطر
في كل لحظة بلل
تعتمر قطع ملابس صوفية
تستر جسداً أعياه طول البعد

كل يومٍ يمر يحمل ألف
حكاية تحملني إلى هناك
وتدفن بقايا ذكرياتي هنا..

تتزايد الخطوات
وكل الوجوه تسألني:
أين هي..؟



\


Friday 30 November
London - piccadilly circus