اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قايـد الحربي
نفع القطوف
ـــــــــــ
* * *
أعتذر إنْ عُدتُ :
[ صوتك يناديني ]
سؤالي :
- هل الصوت كان نداءً له بالتذكّر ؟
- أم الصوتُ يحيله إلى التذكّر ؟
وشكراً لكِ .
|
أيها القايد الحر/بي
لا إعتذار .. فالعودُ أحمدُ
ولطالما سعدت بك مرة .. فكيف وأنت تعيد الكرة مرة أخرى !
إجابتي :
هو تساؤل ..هكذا أراه
فإنقسامه إلى شطرين .. ( هل/أم الصوت )
من المحتمل أن يكون أحدهما هو الصواب .. والأخر يجانبه
وأعني أنه في حالة التذبذب بين إحتمالين يرجح أحدهما على الأخر
يكون تساؤل لا يحتاج إلى إجابة محددة
بينما السؤال يجب أن يكون كذلك
وهذا مايحتاجه الشعر الجيد
لكون التساؤل أحد العناصر المهمة
ومن مقومات الشعر التي تجعل القارئ
يشعر به
يطرب له
يردده
وبالتالي يكون في موضع تفاعل .. وتساؤل
عن الصور الجمالية التي به .. وعن مغزى المحاكاة
وأمور أخرى تجعل المتلقي يدور في فلك الشاعر
ويتعايش مع أحاسيسه ومشاعره
وهكذا كان البدر .. وكان شعره
فالبدر ذكي جداً .. وذكاءه الفطري
قاده إلى التميز بغزارة المعنى .. وبالغموض
وعدم مقدرة من يقرأ له على إستنباط المعاني بسهولة
بل يجعله بين إحتمالين
وهنا .. في [صوتك يناديني]
كانت للبدر .. ردة فعل
تجاه صوتها .. لأنه أتاه .. سمعاً
ولن يستطيع أن يدعه يمر .. دون أن يذكر أثره .. شعراً
هي من أفتعلت النداء
فكان تحت ثلاث إحتمالات :
_ ربما كان النداء موجه له بطريقة غير مباشرة
وهو أسلوب لإستفزازه تذكراً
_ وربما كان بطريقة مباشرة
لإستفزازه شعراً
_ وربما كان نداء ليس هو المقصود به
ولكن أعاده إلى ذكريات
مرت عليها فترة من الزمان .. وتغيرت
والبدر هو المتلقي
وأثق تماماً بأن البدر .. أدرك هدف النداء
ليصبه في مشاعرنا كلمات
لنكتشف مايملكه هذا البدر من جمال
وإيحاء لا يكون إلا له
ولا يفهمه سوى من عشقه صدقاً
فكان الإحتمالان .. الأول والثاني .. هما من أحضرا
سؤالك الأول : - هل الصوت كان نداءً له بالتذكّر ؟
وتتحقق إجابته .. في الأبيات
صوتك يناديني .. يناديني
تذكٌر
تذكٌر .. الحلم الصَغير
وجدار من طين وحصير
وقمَرا ورا الليل الضرير
عند الغَدير
لاهَبٌت النسمَة تكسًر
جيتي من النسيان
ومن كل الزمان
اللي مَضَى .. واللي تغٌير
صوتك يناديني .. تذكٌر
ناديتي
خانتني السنين .. اللي مَضت راحت
فكانت الأبيات السابقة جميعها .. هي الجواب المتوقع
والطبيعي الذي يمكًن أي قارئ من إستنباط المغزى
بكل سهولة وبساطة دون تكلف .. أو عناء في التفكير
وبالتالي .. نرى ذلك لا يتناسب مع البدر
وأسلوبه المعروف عنه .. إطلاقاً
لتبرز صورة أخرى .. يتركها البدر لنا
كي تتمحور بصورة تساؤل .. يحتاج عمق في التفكير
ولكي يحضر .. سؤالك الثاني - أم الصوتُ يحيله إلى التذكّر ؟
وفي الأبيات التالية إجابة شافية
وناديت .. ماكن السنين .. اللي مضت راحت
كنا افترقنا البارحه
البارحه .. صارت عمر
ليله .. أَبَدْ عيٌت تمرٌ
ياجمرة الشوق الخَفي
نسيت أنا وجرحك وفيً
يتذَكر الحلم الصغير
ريانَة العُود .. نادي
نادي الليَالي .. تعُود
بشوق الهَوى .. بوعُود
بوجهي اللي ضيعته زَمَان
في عُيُونك السٌود
ياالضحكة العَذبة
عَنك الصٌبر .. كِذبه
وفيك العُمر موعود
اشتقت للحلم الصغير
واشتقت لجدار وحصير
وقمَرا ورا الليل الضرير
عند الغدير
ان هبت النسمَة تكسر
وتبقى .. (ريانة العود نادي الليالي تعود)
برهاناً لهدف أراده البدر .. يعكس به البدر مناداته هو
فإن كانت هي نادته ليتذكرها
فهو قد طلب منها العودة لتلك الذكريات
وستلمس في هذين البيتين .. حواراً .. خفياً .. متوارياً
يوضح الإختلاف بين نِداه .. ونِداها
أوجده البدر متعمداً .. ليكون هناك حد فاصل
بين طبيعة الصوت .. التي جعلت .. النداء يحيله للتذكًر
ناديتي خانتني السنين .. اللي مَضت راحت
وناديت ماكن السنين .. اللي مَضت راحت
فالبدر يجيد التلاعب بإستعمال التضادين
وأن يجمع معنيين في بيت واحد
ليتركنا نحن في حالة تساؤل
وفي حالة ذهول مما يعنيه ويقصده
وأن تبرز أسئلة لا تنتهي
ومبررات تعجزنا عن إدراك حقيقتها بوضوح
وهذا ليس بغريب عن البدر .. وهذا ماأراد أن يوصلنا إليه
لأنه يملك الحس الخطابي للمشاعر
يدعه شعراً .. يغوص لأعماق ذاتنا
وهو أيضاً .. لا يبتعد كثيراً عن ماجاء هنا
كانها الفرقا؟ طلبتك حاجتين .. لا تعلمني .. ولا تكذب عليً
خلنى مابيـن شكـي واليقيـن .. وش يهم رضاي خله وازعلـي
ويبقى الشك واليقين .. من أجمل من يحاكيهما .. البدر
ولك صدق مودتي
أختك .. نفع القطوف