غَمَــامْ

[بعد الليل]

الاستاذ عنيد وشايف نفسه !

 

[بعد الليل]

الفعل قول سابق
والقول فكر واعي
والفكر حياة نحياها ونُفلسفها لـــ نتقبلها
ونتخطى الأعوج منها

إيماننا بنا
هو إيماننا بــ أفعالنا
وأفعالنا لهم
هي تأكيد لــ أقوالنا

وقوفنا لا يعني موتنا
تجاهلنا لا يعني جهلنا
سيرنا يعني إستمرارنا
هي محطات ومواقف
تربط على بعض الأفكار لــ تثبت
وتمسح بعض الوجوه
فــ تصبح بلا ملامح

إضاءة:
النُبل فعل رجل
والكرامة أدب النساء

إهداء خاص لـــ سويره

 

[بعد الليل]

【 وجدان الأحمد 】

أخذتِ من إسمكِ كله
ولم تبقي لهم شئ

كثيرون يمرون من هُنا ونُوسدُ الأبواب خلفهم مُغلقة
وكثيرون يلتفتون ولا تعود الإلتفاتة إليهم
وأنتِ تحملين الروح معك
عذوبة وود ووفاء

أنتِ لاتحتاجين لــ حروفي ترسمكِ
أو نبضي يصلكِ
أو فكري يتقاطع معك
هو وحده الجنون يجمعنا أرواح ويُسكننا الأرواح
ونأتلف

سحقا للـــ دروب .. حين إفتراق
سحقا للـــ غياب لحظة فرض
سحقا للـــ إختيار وقت كرامة
سحقا لـــ حرفي مُغادر

إبريل شهر كذب
لا تصدقي همساته أن القلوب تُغادر
وحدها الأجساد ترحل
وتبقى القلوب تهمس بنا :
هُنا سكن

السنوات تمضي
الشهور تتعاقب
الأيام تتسارع
الساعات تقول للـــ دقائق: مروركِ إكتمالي
الدقائق تضم الثواني تردد: كــ أنكِ أنا

الشوق
بقاياهم فينا
ما إرتضيناه منهم لنا
حفظٌ يتهادى لملمة كلما تشعبنا شتات
الشوق أنتِ شرعتي مدائن له
وأتغاضى إلا أُغلقها
بك

الرد واجب
الشكرُ إمتنان
الحرف هدية مُرسلة
الروح فضل الله بنا
يميزنا
كـــ أنتِ فيهم

 

[بعد الليل]

بين اليابسةِ والماء وقفَ ينتظرُ مرورَها كأنه موعدٌ مُقدر أو قدرٌ مرسلٌ بينهما. بدأ السؤال عن ارتباك اللحظة ومرتكبي الحروف. وجاءت الحروف بلا أجوبة لـــ أنه عالم يُرتكب فيه الفعل باسم الحرف ولأن الحرف فيه يسكن زمن قادم لا يأتي... فقد كان التقاء وهم.

الوهم حلم يساور البعض فـــيكون واقع ,ويتشبع به آخر لـــ يكون حلم , ويتلمس حدوده الأخير فــ يدخله في حقيقة الوهم.
تكورَ حيث هو وتمدد الوهم بلا رفقه كأنه يترافق ونفسه ويتشبع بذاته لأنه هروبٌ كان ووهمٌ الآن فــ كان ما هو قادم.

وحده كان يهرب من وهمٍ يسكن حروفه ووحدها كانت ترقص على نغمات رحيل مضى ولن يتجدد لأنه وهم.

 

[بعد الليل]

رفيقٌ أخير


يَتوسدُ وَجهَنا القَيض
ويَلتفتُ لـــ وجِهةٍ مُغايرة

يَتركُ ظَهرُنا العَالمَ الــ هَمَ خَلفهُ
ويَتوجهُ جَهةَ الغَربِ

تَدهسُ أرجلُنا التِبر
وتَخطو حَافيةً بلا .. مَساس

تَندسُ أرواحُنا في عِتمةِ وَحدة
وتُرددُ:
كَافٌ ونُون .. لو يَعلمون !!

يَفتحونَ أيْديهُم ويُصافحُون
أثارُهُم مازالت هُنا
وعِطرُ السِنين

يَقتربون كـــ بِدايات الشُهور
يَبعثون النُور في عُمقِ الرُوح
كـــ..بَدرٍ
فــ..نُبايعُ الأولَ والأَخير

يَغرسُون مَعاولَ من قَهرٍ
يَتماوجُ بين الكَافِ والنُون
ويَقدرون

الرِمالُ حَباتها لــ صَوتِ المَعاول عَدَد
ومَطرُ الشِتاء لها بُكاء
ولا يَسمعُون

الصَمتُ رَفيقٌ أخير
لو يَعلمون
أو يَعدلُون

هل يُتقنُ البُعدُ إلا الجَفاء !!

وخَوفا مِن دَورانِ ليل ونَهار
نَبني مِساحاتً جَوفاء إلا مِنا
نُوسدُ الفَراغَ بـــ كان

وخَوفا من عَبثٍ ونَبشٍ لـــ جُرحٍ قَديم
نَرتدي مَلابس وَاسعة
نَدسُ تَحتها قَلبا مَثقوبا وروحا مُشتَتة

وخَوفا من ضَعفٍ يَهزمُنا
ابتسامةٌ تَليقُ بالتَرحيب حِين عَودة
حُروفٌ نُرددُها
نَتمنى أن نَدفنهَا بـــ حُبٍ يَتسربُ من قَلبنا المَثقوب

وخَوفا على شَئ مِنا يَسكنُنا إلى قَبر
نُلملِمُنا
نُشرعُ أيدينا كـــ سَماء
نُصافحُ
وتَبقى القُلوب هُناك مَدسوسَةٌ
بـــ..خَوف

ثَوبٌ فِضفَاض
كَم مِن الجِيوبِ يَمنحُنا !!
نَدسُ مِساحَاتنا هُناك
ومِلحا
يَبقى ولا يَذوب

نَجرُ ذَيلهُ خَلفنا
كَأنهُ يُريدُ أن يَبقى !!
تَتمسكُ بِهِ
يَتمسكُ بِها
يَأخذُ مِنها شَوكة
تَبقى
تَلكزُ القَدم كُلما هَمَ بـــ السُكون

تَشبَهنا كــ نُدب القَلب
ونَشبهُهنا بــ لا نَمل
تَتركُنا خَلفها
وتُدثرُنا النُدب
بـــ مِلح

لَحظةُ ولادة
هَمست الأولى للـــ ثَانية
لا فِراق
وحِين حَياة
تَعثَرت



والشكر لمن رافقتني الكِتابة هُناك : نور الفيصل

 

[بعد الليل]

كـــ .. النخيل

كَكل الأيَام في إجَازتي
صَحُوتُ بَاكراً .. الكُل مازالَ سَريرُه يُغرِيهُ بِالبَقاء فِيه
نَافِذتي تُطِلُ عَلى السَاحَة الخَلفِية للبَيت
هُناك نَخْلاتُ أُمي
.
.
عند أوِل دُخول لَنا للبَيت أخَذَها أبي إلى هُناك
قَائلا: هَذِه نَخْلاتك : خْلاصْ وبَرحِي وشِيشي
ما شيّ مِثل الشِيشي .. أجَابتهُ مُبتَسِمة
ما شَيّ غِير الخْلاصْ إجَابَته الدَائِمة رَدَدها لَها وهُما يَسيران إلى الزَاويَة الغَربية
إلى شَجَرة الحِناء التي زَرعَها لَها أيضا...
ولكِنه اقْتلعَها حِين سَفَرنا خِلال صَيفٍ قَادِم ليَزرَع لَها مَكانَها نَخلةً أُخرى
أذْكرُها حِين غَضِبت لشَهرٍ كَامل على شَجَرة الحِناء
أنْتَ زَرعَتها .. ولَكنَها لِي الآن
كَان يَضْحك كَعَادةْ الرِجَال عِندما يَقرَؤون جُنونَنا الصَغِير نَحنُ النِساء عَليهم .. بهم .. لهم
زَرعتُ لك مَكانَها نَخلة .. نَخلة .. نَخلةْ بَرحِي قَالَها لَها مُبتَسماً ليَزرَع إبْتسَامَتها
التي كُلما رَآها يَبتَسِم
تَهْمسْ لنَفسِها: ما شيّ يُنافِس النَخِيل حُبًا عِندك
هَمسَ وهُو يُغادرُا: إلا أنتِ
لم يَسمَعهُ غَيري
فَقد كُنتُ وَاقفةً عِند مَدخل الغُرفة وهُو خَارج منها مُبتسِماً كَعادَته التي أُحبُها
.
.
سَنواتْ كَثيرةٌ مَرت مُنذُ ذَلك الوَقت
اليوم
نَخلاتُ أُمي فِي السَاحة الخَلفية تُطاولُ البِناء .. أحْداهَا قَريبَةٌ إلى شُرفَة غُرفَتي
كُلما أطُل عَليها .. أبْتسِم لأنَها تَشبهُنا
كَبرُتْ مُثلُنا
بِحنانِـ أُمي ـها

 

[بعد الليل]

تَساءل: كيف هم؟
ردَ: متسلــ قون.

تَابع: إلى متى؟
أرْدف: إلى أن يرث الله الأرض من عليها.

تأمل: كلــ ماتــ هم؟
استعذب: زُخرف القول وزورا.

تلفت: كُلــ هم!
استثنى: بعضــ هم.

تردد: هل من سبيل ؟
أوصى: مثلــ هم ... تَلون