أتعلم يا صديقي ..
ما مثلي أنا ؟!
قالت لي الشمس يوما :
" ريح في البحر تثيره ، ذكية جدا ، خفيفة جدا ، رشيقة ، و فاتنة بصوتها المتقلب الأدوار ..
تستطيع بوجودها المشوِّش للفكر ، أن تخلق الحيرة : أهي حقيقة أم خيال ؟!
ذات يد تمسك البحر و تعرف حدوده بغير تعليم ،
تقلب خيوطه خيطا بعد خيط ، موجة بعد موجة ..
غرزة بعد غرزة فتغمس يدها بعمق جروحه المظلمة الظالمة ..
و تثأر لنفسها من صمته الطويل ..!
فهي في حب دائم الشجار مع البحر الأسود ، الحالك السكون ..
و هو سجينها الأبدي .. لا يملك الفرار .. أو الانتحار ..
يهذي يهذي يهذي ، ولا يملك من أمره شيئا حين تداعبه برقتها الآسرة ..
ليس معروفا حتى الآن سر صمته ..
يقال : كانت له حبيبة ، اقتلعت لسانه يوما بخديعة مغرضة ..
فغدا غير قادر على الكلام أو الفلسفة ..
و أنتِ مثل الريح ..
مشبعة بالفلسفة ، و الهواء .. و البحر يكمن في دمائك ..
و أكثر ما تخشينه هو امتزاجكما .. إذ أن ليس في البحر هواء ..
ولا فلسفة ..
صمت و سكون و وحشة ..
أنت فقط من تضيئيها .. و أنا خلال ألعابك أنيره ..
"
قالت لي الشمس هذا ، و لم أصدقها .. لكنني فكرت طويلا ..
فيما وضعته قبالي : قيد الاعتبار !