مدينة هائلة في ساعة واحدة ،،
صوتك الهائل يأتي ،،
وضوء مصباح وحيد لن يشرق بالكثير ،،
باب عريض ،، وطريق آخر أوسع من الهواء ،،
فذلك ليس بالحلم ان كان حقيقة ،،
بدأ الإحساس ،، محبب جدا ،، رقيق جدا ،،
ثم بدأ في الألم ،، المخالب تتسلل تحت الجلد ثم تمزق طريقها للخارج ،،
وقبل أن يصل إليها النظر بدأت تحفر للداخل ،،
ثم تذكرت ،، أولا صمت ،، تلاه صوت وآخر ،، ثم آخر ،،
لماذا تتبعني ؟! ،، هل أنت مستعد ؟! ،،
المساء لن يأتي بهذه السهولة ،،
أنتم يا أبناء العشق : أبناءكم يشاهدون ،،
فإن النظام الفلكي لا مكان له لدى العشاق ،، والزمن يستكن كطفل وديع لا يمكن التنبؤ بغده ،،
إنك تشتعل هذا كل ما هنالك ،، يخيل إليك أن النار المتقدة في صدرك هي التي تضئ النجوم في أفلاكها ،،
وأخرى تبقى أسرار لم تطلع على خباياها ،،
كل ذلك يسير ،، أما العسير فكيف تتعامل مع الفراغ ،،
لحظة كأنما دسها الولع خفية في أذن لم تستيقظ بعد ،،
تبث في الدنيا نورا ونارا ،، وشعر مبعثر ،، منه خصلات نائمة على الصدر ،، وأخرى ملقاة على الوسادة ،،
ونظرة ناعسة حالمة تقتحم القلب فتسكنه ،،
طوبى ليقظة تهيج في النسيم أجمل اللواقح ،، مرتعا للغبطة ،،
الجو من حولها معطرا بأريج الأزهار المهداة ،،
كل شئ يبتسم ،،
كل شئ يكشف عالما جديدا أو كأنما يبعث خلقا جديدا ،، كالقضاء يباغت بما لا يقع في الحسبان ،،
شمس تغيب دون أن تراك عليها أن تعتاد من زيارتها للأفق بالخسران ،،
أمنيات لم تصل ضفافك عليها أن تغرق في الخيال ،، تمتص التوتر الثائر ،، تزحف كاليأس حتى تقوض الأركان ،، تشيد عالما شديد الصمت تختفي وراءه الأجفان ،، شخص آخر يتمخض عن كائنات وحشية لا عهد له بها ،، يتجرد من الماضي ويطوي غيماته ويقدم نفسه للمجهول ،، وآخر لم ينم ولم تند منه حركة تنم عن شئ ،، اندثر زمامه ،، ضائع في سديم مفقود ،، لم يبق منه إلا حيرة تجتر أصداء للنصر كالأوهام ،، تمزق الصدغ حينما تنبض ،،
-كيف ذاك ،، ألا تفكر ،، أين عقلك ؟! ،،
-وما شأن العقل في التفكير ،،
-لا عليك ،، لم يبق إلا القليل ،، إن هي إلا الظروف ،،
-ثمة خارقة من الخوارق تطالبني بمزيد من الصبر ،،
وتتلقى خبر في دفقة تمتزج فيها الأشجان ،،
وبرقة مشعشعة الندى تنصت ،،
تتلقى إلهامات غامضة ،، ترنو إلى تراتيل آخرى بثبات واستسلام وشغف ،،
ما تلبث أن تسفر عن وجه آخر ،،
فيرق الليل ويخف وزنه ،، تظلله زرقة سماوية ،،
وسعادة هابطة تنسيه حلمه بالصعود ،،
فحل السلام وتلاحمت الأرواح بحركة عفوية مثل غناء الطير ،،
مر دهر في غيبوبة ،، غائب عن الوجود ،، غائص في حلم ينفث السحر والوجد ،،
يستقي من الثغر ما يروي الأسباب ،،
-لا عليك ،، فالانتظار لا يقع عبثا ،،
-ولكن الرعد أقوى من هديل الحمام ،،
-إلى الأبد وليس إلى المستحيل ،،
-وإلى رحيل آخر أيضا ،،
هنالك تحذير قبل كل خطوة في الطريق ،، عبث ماهر كلعبة تأبى التوقف،، ليس باللغز كيف كانت البداية ،، تتحرك الرغبة بدقة حيث يمكن تقسيم الرذاذ المتطاير ،، تبني غرورا بحجم قبة ،، فيتصل النور بالظلام جهالة ،، حتى الأحلام المملة يتم طلائها بذهب إمبراطور خلعه طموحه ،، تبحث عن مثلك الأعلى وأين سيذهب بك من هذا الطريق ،، وبينما تجاهد من مفترق لأخر تجد أن الهواء يصبح لزجا والماء تصيبه الحموضة ،، حتى العسل النقي يواجه الطعم المعدني للنشاط الإشعاعي ،، تستمر وتستمر ،، أسرع وأسرع ،، فليس هنالك فرصة للتفكير ،، للاستعداد ،، بينما الأنفاس تتصاعد كشراء مستقبل وبيع آخر ،، في حين أنك لا تعرف مستقبل يلائم سجن مهدك ،، وفي القطار الذي بات يلوح بالأفق أصوات تلعق أصابعها لتبدو نظيفة وتمتد نحو مصدرها المجهول ،، أغان غير منضبطة مع فاتورة الزمن الغائب ،، تحاول أن تشحذ مهارتك ولكن القوانين لا تتغير ،، إنها هفوة جميع الأوقات : أنظر وعليك ألا تلمس ،، المس ولكن لا تتذوق ،، وان تذوقت فلا تبتلع قطرة ،، وبينما تقفز من قدم لأخرى ،، تقتسم خسائرك وتعيد ترتيبها ،، تربي كل إحساس وتلهم كل ما لديك وتنتظر الساعة الحاسمة ،، كأجنحة الفراش بعد نضجها ولا تلامس الأرض أبدا ،، كأول سطر من الكأس الذي تسكبه شفاة بلذيذ "أحبك" ،،
بلا خيوط وبكامل إرادتك ،،
براءة بعد براءة ،،
رائحة نافذة تناولك للبعيد وما بعده ،،
ذلك هو المخبأ الأخير ،،
ورقة التين النهائية ،،
لقد تأخر الوقت لشراء لعبة جديدة ،،
فعليك بالعودة سريعا فبل أن يغلق الباب ،،