أجنحة وأغاني

[مشعل فايح]

عليك الاعراض ... لا ندي ولا خصمي
من كبّرك لا كبر ... من جادلك جاهل
لو كل من يطعن نحور الشرف يدمي
كان الكرامة ... مابين مجندل وجافل
أخذت من معجمي .. وأكلت من لحمي
والأول اليمّ ........ والثاني بقا كامل
يا انت... حتى الزلازل لا نوت هدمي
طودي عليها عصيّ .... بقوة العادل
واللي تجرأ وانا غايب.. على ظلمي
ماني بكامل .... ولا به بالبشر كامل
لكنه اعمى.... وغيّ المنعمي يعمي
الله حسيبه.... ما دامه بالعما قابل
وكنانتي.... ما تخون لخيبته سهمي
غيّه عليه وعلي اشمخ عن النازل
والتايه اللي يبي ياسم على وسمي
وسمي على الوجه ما اوسم على كاحل

 

[مشعل فايح]

الحين
شفت الزمن في الكافيين
يا نصفي الضايع كفى
كل شي يقول اللي خفى
حتى الفناجين:
هذا العمر يا صاحبي
به وقت لأثنين.!!

 

[مشعل فايح]

مرّي علي.. قبل المغيب.
مثل اخر الأنفاس.
يا عيون الحبيب.

مري علي..

لو ما عرفتك من زمن.
ويني انا ووين العيون.

وانا مضاع..و لا وطن
انا اللي مو ممكن يكون.

يا عيونها السود الحزينة
والبحر.. هدّ السفينة
للهبوب.
يا عيونها ما شفتي اشلون السواحل
كل ما هاجر بها مركب يموت.

او مالنا غير السكوت.!!

انا تعبت من الضياع

مري علي.. لجل اللي راح من الوفا
لا يمضي العمر بــ أفا.
او.. لا يطيح السقف.
وتموت البيوت.

 

[مشعل فايح]

جانجيت


مكان صغير مفتوح على ضفة نهر اللوّار بارات متجاورة
ومسرح صغير مفتوح على السماء ينظم احتفالات ويك اند
لطلاب كليّة الآداب المجاورة له على النهر ولطلاب المدينة
بصفة عامة.
هذا المكان بالذات كنت اهرب اليه من اجل الكراسي الملاصقة
للنهر ومن اجل ايضاً الموسيقى الهادئة التي تنبعث من المسرح
ومنظر جسر المشاة المزيّن بالورود والأنوار الذي يربط شطريّ
المدينة مروراً بموقعي.. القهوة هناك لها بعد اخر مختلف كقصيدة
مختلفة في زمن مختلف ومكان مختلف.

أخذتني اقدامي الى اسفل الجسر يوماً ووجدت يافطة كتب عليها
بطريقة النحت والصقت الى بطن الجسر من الداخل مسيرة حياة
نهر اللوار.. منذ عام 1850 وعدد فترات انحسار هذا النهر وكيف
انه كان يوماً أعلى منسوباً بمياهه من الـ خمسة امتار.
التفتّ بعيني الى الجانجيت من بعيد وفي بالي الف سؤال وتساؤل
كم عمرك ايها النهر.. وبكم من البشر مريّت.. كم من الوجوه استقبلت
واستدبرت وودّعت.. كم مركب حملت.. وكم مثلها اغرقت..
ثم أنك بعد كل هذا.. لك عمرك.. هذا الفضاء الذي انظر اليه وأقف به
هو يوماً قعر هذا النهر.. حيث الكائنات البحرية.. والطحالب..
هَرِم هذا اللوار.. يتناقص مثلنا.. ومع هذا يواصل ما هو مقدّر له
لا اسمعه يئن.. او يشتكي.. حتى مع كل هذا البطّ المتناثر في كل
جهة من جهاته.. وطيور الماء التي تتكسر على اضواء مساءه
نسمة باردة تلثم وجهي تعيدني الى مكاني بفكرة مختلفة.

اقترب والموسيقى تقترب مني اكثر.. وأثناء صعودي بإتجاه المدينة
يتغير الرتم خلفي وتستبدل الموسيقى الهادئة بالصاخبة.. تنتظر
الزوّار ليلة صاخبة ورقص حتى الصباح.. وينتظرني هناك خلف
ساحة بلوميرو.. شقّة صغيرة.. بلكونة تطلّ على الـ الذكريات وشهية
لم تعد جيّدة.. لأي شيء.. حتى الشعر.

 

[مشعل فايح]

المـوت.. دربٍ كلنـا قاطعينـه
والحزن يوجع كل ما يطري غياب
كاني جرحت انسان.. فآنا رهينه
لرضاه مادام العمر. كامل نصاب
اخاف يـومٍ مـا تفيـد الغبينـة
ولا يفيد الصفح.. والغرفة تـراب

 

[مشعل فايح]

يا صاحبي والبعد للقلب ترياق
وكثر التمنى ما يجيب التلاقي
مع المرض بعد ومسافات وفراق
ولا ظنّ كثر اللي مضى عاد باقي
ابسألك بالله: يمديني اشتاق؟؟؟
وان كان يمدي.. وش يفيد اشتياقي؟؟

 

[مشعل فايح]

متـى الاقـي دروب تلـمّ خطواتـي
عن مركب التيه والملح وجفا المنفى
من ثمان اعوام صاحت بي نهاياتي
البرد يبس ضلوعي. ما عرفت ادفى
يا رب.. كان الذنوب اسباب مأساتي
انت الرحيم.. اللـي لأخطائنـا ترفـا
طوّلت. مالي سواي. وطوّل سكاتـي
تعبااان.. واللي ابي.. توصلني لمرفا

 

[مشعل فايح]

ابشرك طيّب..... وجرحي بعد طيب
ماني من اللي يقولونه ... بـ متهيّب

أمشي مثل ماتبي دنياي .... لآخرها
ان كشرت عن يباس او بشّت بصيّب

من خلقتي والحنايا تحترق .... حتّى
ما ظلّ فيها مكان ..... لميسم حبيّب

ما عمر قلبي جزع من فعلهم ..فيني
رغم ان شي ٍ جراله منهم ....يشّيب

يا صاحبي ... ما علينا منهم ...لكن
اخاف من بكر ضيقة ... تذبح الثيّب

وطفلٍ الى من بكى أو قال: ابي حاجة
صار يتلفّت ... ولا يلقاني.... قريّب *