الامل لو مات فضلت الكفن !

[سَارة القحطاني]

نحنُ بحاجة لأن نسقط , ننكسر , نخسر أشياءنا الثمينة , نخسر أصدقائنا القُدامى , نتلاشى خلف أوهامنا , نتوسد جبين آلامنا , نتعرى من تفاصيلنا ,
نتمرد على طبيعتنا , نقتني أشياء كثيرة لا تُشبهنا كي نعيّش أو بالاحرى نكتشفُ أنفسنا ونقوي عزائمنا ونواجه مشاكلنا بَ إرادة تفوق تقلباتِ أحداث حيواتنا جميعاً !



سارة القحطاني ../

 

[سَارة القحطاني]

.
.
يشعرني في كل مرة أتحدث فيها معه بأنني شيئاً مهما يجدر بي أن احافظ عليه لذلك أنا أُحبّ أن تبقى تفاصيلي
الصغيرة مُعلقة بين حبل الوصول إليه ,وبين حبل الظفر به ذا حلم ...!


سارة القحطآني ,

 

[سَارة القحطاني]

.

.
قد نرتكب اثماً حين نصدق في الحب مع أحدهم , وقد نُفرط في الاهتمام بالأشياء / بالملامح / بالأشخاص للدرجة التي لا ينبغي أن نصل إليها , وقد نلجأ للهروب من أصدقائنا لأننا نخافُ عليهم منا , وقد نهرب منا إليهم حين نحتاجهم فلا يصافحوا عجزنا فيدركونا , وقد نخسر الرهان في كل مرة نُراهن فيها على جبر شيء مُنكسر أو إتمام عمل مُتأخر , وقد تتلاشى تفاصيلنا خلف مرايا أمسنا , وتحت أسرّة أحلامنا التي لا تسمعنا , وبين جُفون الأوهام التي لاتغادرنا حين نحتاج لـ أن نُحدث أنفسنا بما نشتهي !
قد نخسر حيواتنا أنّى أفرطنا في الإهتمام بالأمور التافهة والتي لا تُسمن ولا تُغني من جوع , وأنى ألجمنا جوع أعماقنا في كل مرة بشيء يسير لا يكفي لإشباعنا !
قد نسقط في وحل الخيبة ولايدركنا احداً حتى نُموت ( قد ) !!

سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

كُنت على يقين بأنني أعرفك تمام المعرفة , وأُدرك تفاصيلك كما ينبغي , لكنك علمتني أنني كُنت مُخطئة في ذلك اليقين , فأنا كُنت أجهلك وأجهل حتى معالم وجهك , إذ أن رغبتي في الظفر بك كانت طاغية على ملامحي التي ماعادت تُبصر أي شيء عداك حينها , ولذلك أنا لا أدرك حتى هذه اللحظة حقيقة أنك لم تكن ذاك الذي أحببت فيه مباردته للوصول الى قلبي في كل حين , ذاك الذي يسمعني ويرد لي صوتي حين يغادرني وحيداً / يتيماً , ذاك الذي يتدفق نحوي بثباتِ وإتزان , أخطأت في حق نفسي / قلبي ووثقت بك للدرجة التي لا ينبغي لي أن أبلغها !!

أنا وحدّي / فعلت كل ذلك بيْ , ولذلك انا أستحق كل شيء يحدثُ معي الآن , استحق!

سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

أنا أقصر من أن أتجاوزهم دونما إنكسار أو ذبول , وأنا أضعف من أن أهرب منّي إليهم لأعود منهم وأنا مُبصرة مكاني في غيابهم , أشياءي الثمينة من دونهم , لذلك دوماً ما أجدني منحشرة في هوامش مذكراتهم , مذكراتهم تلك التي تُشبه أوراق الخريف المتساقطه على جسر الـ حياة , مذكراتهم تلك التي تُشبه تجاعيد السنين المرسومة على وجه جارنا العجوز , مذكراتهم تلك التي تصرخ بوجهي دائماً ( أنتِ شيئاً عابراً في حياتهم , شيئاً مهملاً / بائساً أو بالأحرى أنتِ نقطه هامشية في مُحيطهم الكبير , نقطه هامشية صغيرة جداً مُلقاة على قارعة سطورهم المتسخة بَضبابية إحتضار ليس إلا )

هه , كنت ساذجة حين تجاهلتُ حقيقة ابتهاجهم بهزيمتي , وعكفت على مناجاة أرواحهم سراً تارة , وتفحص صورهم تارة أخرى , كنت ساذجة بما فيه الكفاية , ولذلك أنا أعاني حتى هذه اللحظة منهم , وكل ذلك كان بسببي أنا , انا وحدي !!




سارة القحطاني .../

 

[سَارة القحطاني]

.


.


حين لا تستطيع أن تمنح من تُحبّ رغيف حُبّ أو شظيّة حلم , لا تغادره ولاتحاول أن تنتزعه
من اعماقك , فهو لم يبقى معك إلا لأنه يتمنى الظفر بك , يحلم بالوصول إلى قلبك , بالعبور إلى وطنك ,
وعليك أن تثق بأنه وجد فيك شيئاً مُختلفاً / نادراً هو بحاجة إليه ولأجل ذلك هو باقي معك , يسمع صوتك
ويدرك خطواتك ويشعر بك دوماً !
لذا دعه يسرح في تشكيل ملامحك / ملامحه , دعه يحلم , دعه يرسم , دعه يغني فربما هو يستطيع
أن يفعل الكثير من اجلك مقابل عجزك " انت " عن فعل القليل من أجله !


سارة القحطاني ../

 

[سَارة القحطاني]

.
.
نحنُ أصبحنا الآن أكثر قبولاً لملامحه العسكرية , وأكثر جُرأة في سرد تفاصيل أحلامنا / أمانينا أمامه ,
وهو أيضاً أصبح أكثر مرونة في تعامله معنا , في إنصاته لأحاديثنا , لأصواتنا , لوشوشة قلوبنا !

طقوس عمله الشاقة كانت كفيلة بأن تخلق المسافات الكبيرة بيننا , ولذلك كُنّا نخشى منه / نخافه , والآن
وحين عاد إلينا تاركاً كل شيء خلفه , ماتت هذه المسافات الكبيرة بجوف تلك الأيام التي لن تعود أبداً,
وبات هو أقربهم إلينا , وأقدرهم على تفهم مشاعرنا وإدراك خطواتنا / أصواتنا !

كتبتها على جبينه حين عاد ليزرع الفرح على تقاسيم وُجوهٍ بعثرتها الأيام .

حفظه الله لنا ,

سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

.
.
حين يجبرك غيرك على ممارسة أدوار كثيرة لا تليق بك , تشعر بانك ضعيف , عاجز إذ أنك لم تقوى على إثبات ذاتك ,
وأحقيتك في اختيار مايُشبهك , لذلك أنت تتوسد احتياجك لأن يكونوا بجانبك لكي يكون بمقدورك أن تخفي عيوبك ,
وتستر عورة ضعفك أمام نفسك لا أكثر !

مممم قد أفعل أنا الأمر ذاته حين أحتاج لأن أكون بملامح أُخرى لا تُشبهني " قد " !!


سارة القحطاني ..)