أجنحة وأغاني

[مشعل فايح]

اشتقت اليك.. كما لم أفعل من قبل.. كما لم يحدث.
اشتقت اليك.. وعيد الحب يتنفس صباحه واستنشق
هواءه بعيداً عنك..
تثاقلت عليك.. انهكتك بي .. وكنت تحملني طفلاً بين
ذراعي قلبك.. ذلك الوضاء الذي يحمل الكون تارة
وتارة يلبسه كخاتم فضيّ.
اشتقت روحك.. لطفك.. همسك المليء بعطر الحياة
لم يعد هنالك ما يغريني بي بعدك.. وانت تعلم اني
بدونك كالمواسم الباهتة وكالمناسبات الباهتة بعيداً عن
الوطن.. اتقت اليك كأصدق عذر يغلف قلبك الطيب
هديّة فالنتاين للأحباب.
اشتقتك كشوقي لنفسي ذات مرة.. وانت من أعادها اليّ
كفرحتي بها.. بك.. بولادتي الجديدة.
اشتقت اليك يا ابا محمد.. اشتقت اليك.هذا لا يحدث ابداً

 

[مشعل فايح]

الطرقات.. الأشجار.. الأطفال.. الساحل

تعاقر الأحمر بهوس هذا اليوم.

 

[مشعل فايح]

واسمع طبولك.. واشمّ عطوب دخانك
المارد اللي الا من نام.. غنّو به
بنتٍ.. حبيبك.. يخون بلاده ان خانك
ولا انتي حبيبة.. ولا انتي قلب محبوبة
لك يحشدون الجموع.. افواه بيبانك
ولك يجمعون الدروع من اذرع الكوبة
طارت وهي ترفع الرايات غربانك
يا ما عشانك.. تشقّ الثوب رعبوبة
الروم والفرس ميعادك وعنوانك
والبحر والجو والأرض امتلت حوبة
يا انتي.. لعينة.. وشرّ الناس انسانك
يدينه من الذنوب الحمر مخضوبة
اشمّ ريحك.. واحس غبار دخانك
على لساني.. وانا الغرقان بذنوبه

 

[مشعل فايح]

وفي الطريق الى جنوى.. تستقر كل ثانية في صدره خنجراً مجوسياً.
الذي يسير بهذه السرعة ليس القطار وحده.. بل النبض الخائف المتعب
الآيبود يتجمّر بين يديه.. وحاجباه يستفزان بعضيهما كأنما ذلك لثأر قديم
الفتيات في المقاعد المجاورة كدائرة الماء.. وهو الف حجر يرمى بيديّ
مجهول.. حتى موظف التذاكر تعلق بين يديه قاضمة الأوراق.. تعلق.!
لم تكن جنوى.. بل كانت الجرف الصخري الكبير الذي استقرت به كرة
النار الساقطة من بركان الكوت دازور..
الأشياء تشتعل.. والدقائق تغلي.. والروح تحت عاصفة من الدخان الأسود
الذي انطلق من انتيب.. وسيغشى اوروبا كلها قبل ولادة فصل الربيع.

 

[مشعل فايح]

انا بخير. وبئساً لي وانا أمارس بها ما أمارسه بيني وبيني جزافا.
واتدلى منها كعادتي على الأحباب.

نعم.. الحزن كافر.. وتجري في عروقنا دماء مؤمنيه.. اؤلك الذين
كتبوا على جباه الـ لن اقولها.

فحسب. كما كنا نقول ذات صباح فيروزيّ ان انتهاكنا ذواتنا سرّ من
اسرار الكون بنا.. مثلنا لا يمكنه ان يعيش بدونه.. وهو به حامل نعشه
على مُنهك مناكبه.

الأشياء بامتداد ارواحنا الى بعضها بقية أكسجين.. هل يكفي لما بقي منّا
من عمرنا..!!

انا الآن كقطعة حمراء لم تكن بطاقتها القصوى تستقبل الأدرينالين
كأولى الخوالي.. كنت احسبها .. فوجدتها جمرة.

الم نقل يوماً وانوفنا قهوة.. وشفاهنا صبر.. اننا ما خلقنا للأحباب أوطانا
هانحن يا انت.. ها نحن نتسابق على زوايا الإنعكاس.. خوفاً بلا طمع.

كالمقروص روحاً.. التفّ حولي ابحث عن توازني.. انكساري.. تبريري
واخرج بألف ميل من مسافة وصمت.

ويقودني حجاب غريزتي للهرب.. انا الذي لم أهب.. القمتها الراء خجلاً.
أتعلمين.. ما في عيني الآن وانا اتحدث كما اليك وانتي امامي

في عيني.. مشعل صغير.. تدفعه الأمواج للسقوط.. للهاوية.
ويتعلق بنصال الأهداب.

 

[مشعل فايح]

فيني اشيا.. مبطي ماتت
وفيني اشيا.. في خفوت
لهفتي لك.. واشتياقي
غيرتي هيامي احتراقي
واللي باقي..
مثل رحلة.. انتظرها
انتظرها.. طول عمري انتظرها
وفجأة.. تسبقني وتفوت.

 

[مشعل فايح]

سوالفك عطرك دفا الإبتسامات
خوفك تعب روحك معي وبغيابي
شوقك حنينك صمتك وجمر الآهات
صفوك سماي وثوبك اخضر ترابي
مروا علي ساعة تماثلت لسبات
وادموا سهد عيني وجرح أغترابي
مشتاق لك رغم الهجر والمسافات
رغم أنفها أقلامي وجاير كتابي
انا بحبك قلب ينبض ولو مات
واعبر بك سنيني لعمر التصابي
يا اللي بحورك في ضلوعي مساحات
الشوق مجدافي وعينك عبابي

 

[مشعل فايح]

علمتني.. استمطرك انسان..
وانبت حنين.. وصبر.
على رُبى الكتمان.

علمتني السلوان..
كيف استميل الليل لي
واخفي عن النفس جهلي
واستعذب الحرمان

علمتني اشياء كثير.
وان البداية والأخير
وجهين في راس الزمان

علمتني كيف ارتبك وحدي
وكيف البسك لحدي
وكيف اجمع اللؤلو وانا..
حتى وانا غرقان.

علمتني حكمة تكفيني سنين
اهرب عن اللقيا لحنين
ارمي الليالي طول يدّي
وما الين.
وعلمتني.. وحدك.
كيف ان هالإنسان ممكن
يخلق الإنسان.