الفصل الماضي، في مادة حرة " اختيارية" (تاريخ العالم القديم و بلاد الشرق الأدنى)
املأي الفراغ :
قال هيرودوت عن مصر ....................
الإجابة الصحيحة:
مصر هبة النيل.
الاجابة على الورقة كانت:
مصر أمَّ الدنيا !
في الواقع كانت هذه ورقتي أنا و إجابتي أنا. و بعد الامتحان اكتشفت أنني لم أكن الوحيدة التي " تهورت " بهذه الاجابة بالذات.
لماذا ؟! لم أملك ثقافة مسبقة عن التاريخ المصري، و قرأت كل ما في الكتاب إلا هذه المقولة لهيرودوت غفلت عنها، و في محاولة يائسة لتجنب ترك المكان خاليا لم أجد أفضل من هذه الاجابة مع تأكدي بخطأها.. لا أعلم في الحقيقة ما ذا كانت رد فعل الأستاذة لكن .. " عدَّت على خير " و لم تعلِّق عليها أبدا أمامي!
.................................................. ...............................
زاوية واعية جدا التي تقومين بعرضها، و أحيّي رغبتك للاصلاح. في رأيي؛ كـ طالبة: أحيانا نقوم بوضع إجابات يائسة لا نقصد منها السخرية لكن تحت ضغط الوقت و ضغط " عدم خسارة الفرصة " و التشديد على " عدم ترك أي سؤال دون إجابة فلربما تكون إجابتك صحيحة و لو للحصول على جزء من الدرجة " قد يقوم العقل البشري باختراع الكثير من الأوهام و الاجابات المضحكة. أيضا، أحيانا، يقوم البعض بوضع إجابات غريبة بغرض العناد و إظهار المعارضة الشديدة على نوعية الأسئلة فبعض الأسئلة تكون إما صعبة جدا، أو غريبة فعلا، أو حتى غير واضحة أبدا مما يثير حنق الطالب الذي أمضى وقته في الاستذكار الجاد.
أعطيك مثالا على الأسئلة التي لا أعرف ما الصفة المناسبة لها، أهي عدم الوضوح؟ أم العموم المبالغ فيه ؟! أم اختبار قدرة رهيبة للحفظ عند الطالب ؟!
في مادة اللغويات الاجتماعية، كان السؤال التالي :
قام لابوف بإثراء علم اللغويات الاجتماعية، علقِّي على العبارة السابقة! ( للاجابة حوالي أربعة أسطر و بتشديد على عدم تجاوز هذه الأسطر في الاجابة )
لفكرة أوسع عن الموضوع: وليام لابوف عالم قام بالعديد من الانجازات في مجال اللغويات الاجتماعية وهي المختصة بدراسة العلاقة بين المجتمع و اللغة و تأثيرهما كلا على الآخر. في الجزئية المحددة للاختبار كان هناك العديد من التجارب لهذا العالم، فكيف يفترض بالطالب معرفة - تحديدا - ما عليه أن يشرح ؟! هذا بالاضافة إلى أن هذا السؤال في كلمة " علقي على العبارة السابقة " كان جديدا على الطالبات و الكثير منهم لم يستطع معرفة ما عليه أن يفعل بهذا التعليق بالضبط ؟! بعد ذهاب الدرجات مع الريح يكتشف الطالب في كل اختبار أسلوبا جديدا من الأسئلة لم يتم شرحه له من قبل. هكذا ظروف محيطة بالطالب ليست جديدة أو مفاجئة فهي شائعة و معروفة. ما أعنيه هو أن بعض الظلم على الطالب قد يدفع به لإجابات مثيرة للغيظ ..
أيضا، هذا المثال من واقعي أنا..
الحل: أي مشكلة في التعليم غالبا تتعلق بالطرفين و حلها يكمن في الطرفين لا في طرف واحد!
شكرا جزيلا لكِ.