وراء الستار الأسود .. - الصفحة 2 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
البستوني ♤ السباتي ♣ الديناري ♦ (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 6 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 79 - )           »          رضوض الماء (الكاتـب : عبدالكريم العنزي - مشاركات : 50 - )           »          (( وَشْوَشَة .. وَسْوَسَة ..)) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 47 - )           »          ((قيد العنا قيد ...)) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 9 - )           »          مآرِب (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 3 - )           »          ما كنت أنا سلمى ..! (الكاتـب : نوف الناصر - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 5 - )           »          العرّاب (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : محمد علي الثوعي - مشاركات : 3 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75202 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 795 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-23-2008, 11:22 PM   #9
عبيد خلف العنزي
( البارون )

الصورة الرمزية عبيد خلف العنزي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 194

عبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



* الحلقة السابعة :

ترجلنا من السيارة .. وصعدنا عتبة الدار المرتفعة ...
وهناك تملكتني الدهشة ...
فأمام باب المنزل .. وقفت خالتي أم شاكر .. وسارة زوجة شاكر .. وليلى زوجة فرات .. وسالي وغالية وسلمى بنات العم صالح ...
الكل اصطف لاستقبالي ..
يا له من مشهدٍ مؤثر .. جعل فؤادي ينتفض بسعادةٍ من عروقه ...
صافحت الكل في تقدير وإمتنان ...
وصافحني الكل بترحيب وإعزاز ..
ودخلنا المنزل وسط عبارات الترحيب والسؤال عن الأحوال والأهل والعمل والسعادة ترفرف على الكل وهم يستقبلون صديق العائلة الوحيد في الأراضي السعودية ...
واتخذنا مجلسنا فكان مقعدي في صدر المكان بجوار سيد المنزل العم صالح ...
عندها تناولت حقيبتي وأخرجت منها كيسيين الأول لصالح أبن شاكر وسارة .. والثاني لمحمد أبن فرات وليلى .. دون أن أنسى العم صالح وخالتي أم شاكر والبنات ...
وغرقت مع الجميع في الأحاديث الودية .. وكالعادة تملكت الجلسة بخفة ظلي الشهرة ...
حتى جاء العشاء ...
عندها دخل فرات .. ولم يصدق عينيه ..
لم يصدق أنني أجلس أمامه .. في منزله ...
وكذلك فعل ساري .. الذي كان سيقيم حفل زفافه بعد أسبوعين .. من وصولي ...
وطبعاً .. كان من المقرر أن أحضر الاحتفال وأظهر مهارتي في رقصتنا الشعبية الأولى " الدبكة " ...
وفي أثناء الحديث قالت سلمى في مرح :-
هل رأيت سوسن ..
إضطربت وتعلثمت .. فقد كانت قد غابت عن ذهني لروعة ذلك الاستقبال والحفاوة التي أنا فيها .
وضاعت كلماتي .. والعيون كلها ترقبني ...
وأنا أكاد اختنق بجرعة القهوة التي في حلقي ...
ولكنني وبالكاد تمالكت نفسي وقلت بهدوءٍ زائف :-
لقد وصلت تواً يا عزيزتي ...
ثم التفت إلى ساري قائلاً في سخط :-
يبدو أن نشرة الأخبار قد أذاعت الأنباء بالتفصيل ...
قلت ذلك وأنا أعض شفتي السفلى في غيظ والكل يضحك في مرح ...
وكانت ليلةً ساحرةً بكل ما تعمله المعاني ...

 

عبيد خلف العنزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-23-2008, 11:22 PM   #10
عبيد خلف العنزي
( البارون )

الصورة الرمزية عبيد خلف العنزي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 194

عبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



* الحلقة الثامنة :

في نهاية السهرة قال لي العم صالح وهو يربت على كتفي في حنان :-
هيا يا ولدي .. قم لترتاح .. فلقد قطعت مسافةً طويلةً إلى هنا ...
قمت وهب أسعد ليحمل حقيبتي ونصعد معاً إلى الدور العلوي وهناك كانت سارة قد أعدت شقتها هي وشاكر لإقامتي ...
شاكر الذي تركته في المطعم .. هناك في الرياض ...
ولم أحتمل الموقف ...
فقلت للعم صالح بإصرار :-
فلتدلني على فندقٍ قريب أقيم فيه .. لا أريد أن أضايق أختي سارة ...
وهنا لكمني أسعد مازحاً في كتفي وهو يقول :-
أترك السخافة .. وهيا إلى النوم ...
أما العم صالح فلقد أمسك ذراعي في هدوء وقال :-
عيب عليك هذا الكلام .. أنت منا الآن وفينا .. ولا يمكن أن ترقد في مكان غير منزل والدك العم صالح .. ولتعلم أن هذه هي رغبة شاكر نفسه .. الذي لا يريد أن تكون شقته خاوية على عروشها ..
خلال إقامتك عندنا ...
لم أدري حقاً ماذا أقول ..
ولكنني أومأت برأسي في استسلام ...
وأسعد يقول في مرح :-
نم قدر ما تريد فنحن في عطلة ...
وغداً سأجوب بك حربيات كلها ...
ثم غمز بعينه بخبث وهو يواصل :-
وسنرى سوسن معاً .. ونتحدث معها ..
ما رأيك ...
ما رأيي .. أي كلام هذا يا رجل ...
أنت تعرض علي أجمل أمنياتي .. وتسألني عن رأيي ..
بالطبع موافق ...
هيا إلى النوم ...
ولم أنم تلك الليلة ..
فلقد كانت سوسن أمامي في كل أحلامي ...
ترقص حيناً .. وتضحك حيناً ...
وبصري متعلق بالنافدة .. التي تدخل لنا الهواء العليل البارد المرافق لضوء القمر الساطع ...
وسوسن .. تستقر شيئاً فشيئاً في جدران شراييني ...
ومن أعماقي دعوت الله أن يأتي الصبح سريعاً ...
لأراها .. فقط ...

***

ستغير رأيك في الصباح ...
وهذا ما حدث فعلاً ...
فعند شروق الشمس .. قمت من مرقدي الذي لم أغفل فيه لحظةً واحدةً وتأملت النافذة ...
وهنا ...
تألقت عيناي في ذهول ... وانبهار ...
فالنافذة التي كانت تطل على الظلام البارحة ...
تطل اليوم .. على أبدع منظر رأيته في حياتي ...
أشجار غنية بالثمار .. متشابكة الأغصان ...
وعجوز ترتدي جيبة من قماش رمادي اللون ثقيل وهي تضرب الأرض بمعولها في نشاط جم ...
وزقزقة العصافير تغمر الأجواء .. صانعة لحناً بديعاً يثير شغاف القلوب
القلوب البيضاء ...
وما هي إلا لحظات حتى كان باب الشقة يُطرق وسالي تنادي عليّ وعلى أسعد لتناول الأفطار ...
وعلى المائدة .. كان العم صالح بكرشه الضخمة والطيبة التي تفوح من ملامحه الشامية الوسيمة على الرغم من تقدمه في السن ...
وإلى جواره خالتي أم شاكر .. أو كما أناديها بوالدتي التركية .. وسالي وغالية .. وسلمى ...
جلستُ إلى جوار العم صالح .. وبعدي بلحظات أتى أسعد .. والنعاس لم يفارق جفنيه بعد .. على الرغم من أن الماء لا يزال يقطر من ذقنه نصف المحلوقة ...
وقبل أن أمد يدي مع الجميع إلى الطعام إنطلقت سالي إلى داخل المطبخ قليلاً ثم عادت وهي تحمل كأس حليبِ ساخن لتضعه أمامي متمتمة :-
تفضل يا ( خييي ( مجد ...
لمحت نظرات التعجب في عيني فقالت في مرح :-
إنه حليب طازج من بقرتنا .. لقد حلبتها اليوم .. تذوقه سيعجبك بالصحة والعافية
لم أدري إزاء كل هذا التكريم ما أقول .. سوى أن مددت يدي والتقطت الكأس وشربته والكل يتأملني في حب ...
ودون أي تكلف قلت لسالي في إمتنان :-
شكرا يا عروسه .. فرحنا الله بزفافك ...
أخجلتها عبارتي فإحمرت وجنتاها وهي تضحك في خفوت والعم صالح يقول في سعاده :-
سنزفها إلى حميد نهاية هذا الشهر بعد ساري بإذن الله ...
إتسعت عيناي فرحا وأنا أقول في إخلاص :-
كم هو محظوظ بك يا سالي .. ..
إلتقطت قطعة جبن وهي تكاد تذوب خجلا بينما غرقنا جميعا في الأحاديث والغمزات عليها ... مستمتعين بخجلها العذري الخلاب ..
ثم تطرقنا إلى الضيعة وأحوالها ... وعند ذلك قام أسعد من على مقعده قائلا في حماس :-
ما رأيك في جولة حول الضيعة على قدمينا ....
رميت ملعقتي وشوكتي وأنا أقوم بدوري قائلا :-
وهل هذه تحتاج إلى مشورة ... يا فتى الكاراتيه ...
عمت الإبتسامة الجميع وهم يوصونه خيرا بي .... ولكن العم صالح قطع كل هذا قائلا :-
هيا يا بني ... سأتمشى أنا وأنت أولا ... ثم بإمكانك أن ترافق هذا الطائش ....
إبتسمت موافقا ... وغادرنا المنزل سويا ...
وحثثنا المسير إلى قلب السهل ...
كان الكل قد بدأ يغادر داره... ونحن نشق طريقنا عبر البيوت الساكنة ... حتى وصلنا إلى ما يشبه النهر الصغير .. يعلوه جسر مرتفع ترابي التكوين ... إصطفت على جانبيه الأشجار الباسقة الخضراء ...
وهناك عند ذلك النهر المرتفع المسمى (( الحاووس )) وعلى مقعد خشبي صغير جلست أنا والعم صالح متجاورين ...
سألني العم صالح بهدوء :-
ما رأيك في بلادنا ؟؟ ...
شردت قليلا ثم أجبت :-
لم أكن أتصور هذا يا عم ... إنها بالفعل جنة الله على أرضه ...
إبتسم وكأنما كان يتوقع إجابتي هذه ... ثم قال بصوت يغمره الود :-
إسمع يا بني .. بيتي هو بيتك .. وأولادي هم إخوتك .. فأنت غالِ جداً علينا ففي السعودية لا نعرف غيرك .. ولا نعرف غير بيتك الذي كان مفتوحاً لنا دوماً .. وكنت أنت على الدوام الصديق المخلص لأولادي كلهم ولهذا لن تحتاج إلى أي شيء هنا ...
ولو احتجت تكلم وستجدنا جمعياً تحت أمرك ...
أخجلني كلامه فقلت :-
عم صالح .. ما أنا إلا ابنك .. فلذلك لا تتحدث عن تلك الأمور أبداً ..
أومأ برأسه وهو يغمغم :-
دعنا الآن نستمتع بالمشهد هنا قليلاً .. ثم نتجول معاً في أنحاء حربيات لأعرفك بالجيران والأقارب ...
وهذا ما حدث فلقد جلسنا قرابة النصف ساعة ثم أكملنا الجولة على قدمينا عائدين إلى المنزل وهو يحدثني :-
هذا منزل فلان ...
وهذا المنزل لفلان .. وهم أقاربنا ...
وعندما وصلنا إلى منزل من طابقين تحيط به مزرعة غناء قال :-
وهذا منزل سوسن ...
وتعلقت عيناي بالمنزل ..
أين هي ..
يا إلهي ...
لو تخرج الآن .. لو ...
ولم أدري بعدها فيم حدثني العم صالح .. فلقد إلتصق ذهني بصورة ذلك المنزل الصغير ...
منزل سوسن

 

عبيد خلف العنزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-23-2008, 11:23 PM   #11
عبيد خلف العنزي
( البارون )

افتراضي



* الحلقة التاسعة :

عدت إلى المنزل مع العم صالح وجلست في الردهة ... وهناك جمعا بإنتظاري
جمع نسائي .... عجوزان .. وسيدتان ... وصبيتان (( فتاتان(( بالإضافة إلى خالتي أم شاكر وسالي وغاليه وسلمى وساره .. وليلى ... وجميعهن في شوق للقاء الضيف العربي القادم من الخليج .
ولم يكن هناك بد من المواجهة ...
وإتخذت مجلسي وسط أركان حرب حواء ...
وكأي ضيف تم سؤالي عن أحوال الأهل والبلد إلى أن قالت إحداهن في خبث :-
ما رأيك في العيش هنا والزواج ....
قلت في حماس :-
يدي على كتفك يا سيدتي ...
قالت العجوز زهية (( عرفت إسمها فيما بعد )) في مرح :-
ولكن عليك أن تتحمل أمورا شاقة ... تكاليف الزواج ... هدايا لها ولأهلها ...
رددت بدهشه :-
هل سأتزوجها هي .. أم أهلها ...
قالت العجوز الثانية (( ماري )) في إنفعال :-
لا .. ستتزوجها هي ... ولكن هذه هي تقاليدنا يا عزيزي ...
رفعت أحد حاجبي في سخط زائف وقلت :-
حسنا ... عليك أن تجدي لي واحدة مقطوعة من شجرة كما يقولون ... ليس لها أحد .. يتيمه لأتزوجها ....
أشارت العجوز ماري إلى الفتاتان اللتان تجلسان قبالتي وقالت مندفعة :-
إليك إذا هاتين ... إنهما يتيمتان ... وتنتظران حظهما ...
إتسعت عيناي وأنا أدير بصري لهما وأهتف :-
يا إلهي ... أوقعتني أيتها العجوز ...
وضحك الكل في مرح ...
جاء أسعد وقال وهو يتأمل النسوة في برود :-
أرى أنك وقعت في فخ سارة يا مجد ...
ضحكت في مرح وأنا أجيب :-
وأي فخ يا رجل ... فخ الأحاديث الطيبه ..
هز كتفيه وقال في لامبالاة :-
حسنا سأتركك الآن وأراك لاحقا ...
قفزت من مقعدي متشبثا به في لهفة وأنا أقول :-
هيه يا رجل هل صدقت ؟؟؟ ... أنقذني من براثنهن أرجوك ...
ضحكن جميعا من أسلوبي ... وودعتهن على أن أراهن جميعا في القريب العاجل
ولم أنسى أن أغمز للعجوز ماري قائلا :-
لا تنسيني يا ماري .. يجب أن تبحثي لي عن عروس عندكم ..
خرجت ثم أطللت برأسي مجددا مواصلا :-
ليس شرطا أن تكون يتيمة ... فأنا مستعد لأي تكاليف ...
ضحكن مجدد وسارة تقول في صفاء :-
يالك من طيب مرح ...
لوحت لهن مودعا وغادرت مع أسعد إلى الخارج حيث تقبع الرينو بعد أن تملق العم صالح ليحصل على المفاتيح بحجة أنه يريد أن يصحب ضيف العائلة (( الذي هو أنا )) في جولة حول أنطاكيا ..
ولقد كانت بالفعل جولة رهيبه ...
بكل المقاييس ....

 

عبيد خلف العنزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-23-2008, 11:24 PM   #12
عبيد خلف العنزي
( البارون )

الصورة الرمزية عبيد خلف العنزي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 194

عبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



* الحلقة العاشرة :

عندما أزمعنا أسعد وأنا ركوب الرينو كان العم صالح يؤكد عليه أن يترك قيادته المعتادة ويحفظ أدبه معي ...
وهنا دق قلبي وأنا أسأل العم صالح عن قصده بهذا التحذير .. فقال في توتر :-
أدعو الله أن يستر علينا وعليك ...
إندفعت أقول في قلق مضاعف :-
إذا كان ولابد فلا تعطه السيارة ياعم ...
وعلى الفور دفع الوغد أسعد مرفقه في معدتي قائلا وهو يبتسم :-
لا تقلق يا أبي ... سأريحه في هذه الجولة .. وسنكتفي بالمناظر الخلابة .. وسأبتعد عن المنحدرات ..
ماذا ...
منحدرات ...يا إلهي ...
زاغت عيناي عند سماع كلمة منحدرات وتصورت للحظة أننا نهوي بالرينو المسكينة من حالق ..
حاولت الإعتراض ولكن أسعد أحاط كتفي بذراعه في قوة .. وهو يقودني إلى السيارة ... وقدماي لاتقويان على حملي ...
وركبنا ... وقد كان منظرا مضكحا للعم صالح ومن خرجت من فتيات جلسة النسوة إياها..
وأشعل المحرك ... وحرك ذراع السرعة .. خلف عجلة القيادة ...
وأنّ المحرك تحت ضغط قدمه على دواسة الوقود .. وإندفعت الرينو إلى الخلف في سرعه ...
الويل لي ...
كل هذه السرعة على الطريق الترابي ... فكيف سيفعل عندما نسير على طريق ممهد ...
دفع شريطا (( كاسيت )) إلى جهاز التسجيل ...
وإرتجت السيارة بصوت سميرة توفيق ...
أسمر وشعره ذهب ...
أي أسمر ...
يا الله ... إننا نهوي ...
تبا لك يا أسعد ...
لقد إخترق أحد المنحدرات ...
أسعد ماذا عن وعدك للعم صالح ...
هتفت بهذه العبارة في ضراعة ...
ضحك في مرح صبياني وهو يجيب :-
لا عليك يا صديقي ... ستعود الرينو سليمة إليه في آخر الأمر ...
قلت في رعب :-
وماذا عنا يا وغد ...تطلع إلي في بساطة وتحدث بإسلوبه اللآمبالي :-
سترى ...
يا إلهي ...
فعلى الرغم من أنني أهوى أحيانا كتابة القصص البوليسية وأعشق صنع الغموض .... إلا أنني وفي تلك اللحظة بالذات كرهت كل الغموض وكل الأحجيات ...
لا ... أسعد ... تمهل ..
وتصاعدت ضحكاته المرحة وهو يرى خوفي مما يفعل وأنا أمد يدي متشبثا بتابلوه السيارة الداخلي داعيا الله من كل قلبي أن يلطف بنا ...
فأنا قد أتيت إلى تركيا للسياحة ...
وليس لألقى حتفي هنا ...
ولكن يبدو أن ذلك الوغد لم يكن يريد ذلك ...
و...
يا أمي ...
إننا نهوي ثانية ... أسعد ...
أين المفر ... فأنا إلى جواره ...
وهو في كامل جنونه ...
لن أركب معك بعد اليوم يا أسعد ...
هذا لو كان هناك بعد اليوم ...
و... منحدر آخر ....
توقف بربك يا أسعد ...
ولكنه لم يفعل ...
تلوت الشهادتين ... والرينو تنزلق في منحدر آخر ...
وهو يضحك ...
وسميرة تغني ...
يا لها من جولة ...


* * *

توقفنا عند منطقة خضراء عبارة عن تلال من الصخور التي تبرز الأعشاب اليانعة من بينها في منظر من أدلة إبداع الخالق جل وعلى
ودخلنا وسرنا على قطع من الأحجار التي اصطفت وكأنها جسر طبيعي يتوسط ممرا مائيا وصل بنا إلى كهف عليه شلال وحوله خضرة ساحره ....
سبحان الله ...
أمام هذا المنظر نسيت ما عانيت من قيادة أسعد الطائشة ... وشردت أفكاري بعيدا أمام هذا المشهد الإلهي العظيم ...
فكرت بعائلة تتكون مني ومن سوسن وأربعة أطفال نربيهم على الطيبة والشموخ التي يطل من هذه الضيعة الساحرة ...
ولم أدري إلا وحسين وعلي يجلسان بقربي ...
لاأدري من أين أتيا ...
ولكن يبدو أنهما كانا بإنتظاري أنا وأسعد .. في هذا المكان ...
علي هو شقيق ليلى زوجة فرات ... تلك التي تشع طيبة وأدبا وحسين شاب صغير في مثل عمر أسعد ... السابعة عشرة تقريبا .. يعرج في ساقه اليسرى من حادث ألم به في صغره ...
كانا فتيان طيبان حقا ... ولكنهما يشتركان مع أسعد في الطيش ...
جلسا بقربي كما أسلفت وقال لي علي في مرح :-
قل لي .. هل ترغب في جولة جميلة ...
إستعدت ما حدث فقلت بعجل :-
لا ... ليس ثانية ...
إبتسما في مرح متزايد وحسين يقول في ثقة :-
لا تقلق .. أسعد لن يقود بجنون في هذه الجولة بالذات ..
وهنا إقتنعت ...
ونزلنا بالرينو إلى أسفل القرية التي يقع فيها الشلال .. وقبل منتصف الطريق توقفنا عند كشك صغير للتموين فيه عجوز مسنة مع إبنها الشاب الذي أتى إلى السيارة وهو يحمل العصائر المثلجة .. حتى أنه رفض أخذ النقود مني ...
ولكنني أصررت مرددا بمرح :-
لقد فتحت هذا الكشك لترتزق منه .. أما الضيافة فهي في منزلك حين نزورك قريبا .. إن شاء الله
إبتسم عندها وتناول النقود ..
حيينا العجوز بعدها والسيارة تنهب الطريق على مهل ..
سألت أسعد في إهتمام :-
أين الهدف ...؟؟..
علت الوجوه الثلاث إبتسامة شيطانية وعلي يردد في خبث :-
مكان سيعجبك ...
التزمت الصمت وشريط سميرة توفيق يعبر إلى جهاز التسجيل بيد أسعد ...
ومندل .. يا كريم الغربي ..
الأغاني البدوية الشامية تستهويني دوما ... خصوصا إذا رافقتها المناظر الخلابة .....
وفجأة .. كم أكره المفآجات ...
أخرج الشريط ...
هتف علي بهذه العبارة ...
و..
موسيقى ديسكو ...
تباً ..
ماذا منحدر .. لا ..
إنها مدرسة ...
ومدرسة فتيات بالتحديد ....
ولكن اليوم الاحد .. اجازة .. ( كانت رحلة مدرسية فيما يبدو )
وفتح أسعد زجاج نافذته .. وطلب مني أن أفعل المثل ففعلت ...
ورفع صوت التسجيل ..
وأخذ يتغزل بالفتيات الغضات اللواتي يرتدين المريلة الحمراء على القميص الأبيض ...
إبتسمت .. وأنا أضع نظارتي الشمسية وأتأمل الموقف في إستمتاع عجيب دون أن أشارك فيه ..
كن في غاية الجاذبية وهن يحملن كتبهن .. مجدولات الظفائر ..
هذه شقراء ... وتلك سمراء ( سوداء الشعر ) .. والبشرة البيضاء هي السمة في الجميع ...
قضينا ساعتين في الغزل ...
يا حلوه .. انظري إلينا ... نظره يا جميل ..
أين أخفيت الشمس .. في جفنيك ... ( هذه من عندي )
كل هذه العبارات رددها الثلاثة وأنا أضحك في مرح ...
ونهاية المغامرة ... هربنا من أحد أباء الفتيات حين غازل أسعد إبنته دون أن ينتبه لوجوده ...
والحق يقال أن الله لطف بنا .. فلو أمسك بنا ذلك العملاق .. لكنا في وجبة طعامه لذلك اليوم ...
عدنا إلى المنزل في وقت الغداء تماما ...
ولكن أسعد ألقى بالمفاتيح للعم صالح .. وسحبني إلى الخارج قائلا :-
هناك .. غداءٌ أفضل ...
قلت :-
ماذا تعني ...؟؟؟..
وضع يده على كتفي وهمس :-
سنذهب إلى السوق ...
السوق ... ماذا يعني بذلك ... ؟؟
ولماذا يخفض صوته هكذا ..؟؟..
لم أسأل .. ولم يلقي هو بالمزيد ...
وتبعته باستسلام بعد أن أبدلت ملابسي ..
سأرى ما في هذا السوق ... و ..
وكالعادة ... سترنا الله من شرك .. يا أسعد ...

 

عبيد خلف العنزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-26-2008, 04:50 AM   #13
عبيد خلف العنزي
( البارون )

الصورة الرمزية عبيد خلف العنزي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 194

عبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



* الحلقة الحادية عشرة :

سرنا عبر دروب القرية التي تكفي بالكاد لمرور سيارة صغيرة .. حتى وصلنا إلى الحاووس وهناك كان بانتظارنا علي وحسين ...
استغربت لماذا لم يرافقاننا من منزل العم صالح ...
إلا أنني لم أتكلم ...
هبط أربعتنا الحاووس إلى الطريق العام في حربيات .. الذي إصطفت عليه المحلات والمقاهي والمطاعم وباعة الملابس .. لنستقل حافلة عمومية متوسطة ... لننطلق إلى قلب أنطاكيا ...
وبالقرب من محطة الباصات ترجلنا .. ثم انطلقنا إلى اليمين سيرا على الأقدام .. في شارع خلا من المحلات التجارية تقريبا ...
وهناك توقفنا أمام سور متوسط الارتفاع ... في داخله بنايتين متجاورتين ...
سألت في فضول :-
ماهذا المكان ..؟؟..
وهنا كشر الأبالسة عن أسنانهم في ابتسامات خبيثة وأسعد يجيب :-
الكرخانة ...
ولم أفهم ....


* * *

وصلنا الموقع .. وتوجهنا إلى غرفة صغيرة عند بوابة السور من الداخل قبع فيها حارس يرتدي زي الشرطة المحلية ..
ناولته جواز سفري فطالعه في إهتمام .. ثم إبتسم في وجهي إبتسامة واسعة .. وأعاده لي ..
دلفنا المبنى الأيسر ..
وهنا إتسعت عيناي في ذهول مطبق ...
المبنى من الداخل كان عبارة عن صفين متقابلين من الغرف .. وأمام كل غرفة غانية في غاية الجمال .. ترتدي أقل القليل من الملابس في إغراء واضح ...
والشياطين الثلاثة ( رفاقي ) يتطلعون إلى ذهولي في سعادة ..
لقد كانت الكر خانة بيت دعارة للمدينة كاملة .. بترخيص من البلدية وإذن الحكومة ...
يا إلهي ...
لم يكن هناك أي مجال للهرب ... جيش من الحسناوات أمامي ..
لم أتمالك نفسي طبعا .. وكنت في الطليعة ...
طليعة الهجوم ...
الخلاصة ... اللهم اغفر لنا ...
طيش الشباب الذي يذكيه إبليس ..
دائما نرمي أفعالنا السيئة على إبليس على الرغم من أننا نحن من يفعلها دوما
أحيانا أتعاطف مع إبليس هذا ..
بعد سبعة ساعات كاملة خرجنا .. وأنا أكاد أهوي فاقد الوعي من فرط الإعياء
عدنا إلى المنزل .. وأبدلت ملابسي بعد حمام منعش وأنا أعو الله أن لا يكون أحد من أهل القرية قد لمحنا ..
فلو حدث هذا .. لكانت كارثة بكل المقاييس ..
الضيف الذي لم يحفظ كرامة مضيفيه ...
أخزاك الله يا أسعد ...
دائما نفكر فيما نفعله .. بعد أن نفعله .. ونندم دوما ساعة لا ينفع الندم
ومر الأمر بسلام ...
ولكن الله كما تعلمنا في ديننا الحنيف .. يمهل .. ولا يهمل ...
ولقد اقتص الله مني بعدله جل وعلا عن هذه الفعلة ...
وهذا قادم في سياق القصة ...
عموما .. صارت نفسيتي متنكدة .. لفعلتي الشنعاء ...
لذلك قام أسعد بإحضار فيلم رائع للفنان دريد لحام .. كان بعنوان الحدود ... شاهدته حتى المساء... لنجتمع بعدها في الردهة ..
سألتني سارة زوجة شاكر في طيبة :-
هل تجولت في مد ينتنا اليوم ... ترى هل أعجبتك ..؟؟
إلتفت إلى أسعد في غيظ ثم عاودت النظر إليها مجيبا :-
بالطبع يا أم صالح ... من ذا الذي لا يعجبه مناظر هذه الجنة التي تعيشون فيها ...
الحق والله أنني أحسدكم .. وأتمنى من الله أن يرزقني حتى أعيش هنا طوال عمري ...
وهنا واصلت في سعادة أنثوية لطيفه :-
هل رأيت العروس ...؟؟؟..
إنعقد حاجباي وسألتها :-
أي عروس ..؟؟..
ضحكت مواصلة :-
سوسن ...
يا إلهي ...
لقد نسيتها تماما ..
تبا لك يا أسعد ..
تمتمت في توتر :-
صدقيني لقد نسيت أمرها تماما ...
ضحك الجميع والعم صالح يقول :-
لابد أنك شاهدت من هن أجمل منها ...
شاهدت ..
يالك من مسكين يا عم صالح ...
لقد شاهدت ... وعاشرت ...
إصطنعت إبتسامة بالقوة مغالبا نفسي وأنا أقول :-
لو شاهدت ملكات جمال الدنيا .. لن أتخلى عن سوسن مهما حصل .. إنها ملكة القلب وحدها .. وسيدة مجد الوحيده .. إن قبلت
ردد فرات ضاحكا :-
لقد بدأ الشعر يا قوم ...
ضحك المجلس له في مرح وأسعد يعلق :-
غدا .. سأمر به من أمام منزلها .. حتى نتحدث إليها لو سنحت الفرصة ..
نسيت ما حدث لي اليوم وهذا الكلام يصل مسمعي وعيناي تتسعان في غبطة مما جعل سالي تشير إلي هاتفة :-
إنظروا لقد أفرحه هذا الكلام ..
تعلقت الأبصار بي وعادت الضحكات ترتفع ... وأنا أذوي خجلا ...
أي خجل ...؟؟..
ليس بعد فغلتي اليوم خجل ...
سامحني يا رب ....
بعد العشاء .. سمرنا لثلاثة ساعات ..
كنت مرهقا جدا من المجهود البدني الذي بذلته اليوم .. لذلك إحتضنت الوسادة مزمعا النوم
وأي نوم ..
ولكن ..
تعالت طرقات خفيفة على باب الشقة ..
ترى من الطارق ...

 

عبيد خلف العنزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-26-2008, 04:51 AM   #14
عبيد خلف العنزي
( البارون )

الصورة الرمزية عبيد خلف العنزي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 194

عبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



* الحلقة الثانية عشرة :

إنه فرات ... يقول مبتسما في لطف :-
مساء الخير يا عزيزي ...
أجبت في بساطة :-
أهلا .. ألم تذهب إلى الكازينو بعد ..
رد :-
لا الليلة عندي إستراحة من العمل ...
نظرت إلى ساعتي فإذا هي الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل
فقال بسرعة :-
هيا .. لنتعشى سويا ...
وضعت يدي على صدري مجاوبا بإضطراب :-
لقد تناولت العشاء مع العائلة ... هل نسيت ...
وضع سبابته على أنفي قائلا في مرح :-
إسمع أنا أعرفك قبل أبي وإخوتي ... وأعلم أنك تأكل كالثيران ... لذلك فقد أعدت لنا إختك ليلى ( زوجته ) طعاما دسما .. يحبه قلبك ... هيا ...
أمسك ذراعي فسارعت أقول في حرج :-
إسمع يا مجنون .. سوف أرتدي ملابسي وآتيك على الفور ...
هز رأسه في إهتمام :-
وعد ....
رفعت حاجبي في عجب مجيبا :-
طبعا ...
ولم يكن هناك مفر من قبول الدعوة الكريمة من صديق عمري فرات وزوجته ليلى .. فعدت إلى داخل الشقة وعجلت بإرتداء ملابسي ...و...
وطرقت باب شقة فرات المجاور للشقة التي أرقد فيها مع أسعد


* * *

بعد ثلاثة ساعات ووجبة دسمة أثقلت رأسي ... غادرت شقة فرات .. عائدا إلى فراشي ...
ودون تأجيلات غططت في سبات عميق ..

* * *

صحوت باكرا كالمعتاد ..
وبعد كأس الحليب الساخن من يد غاليه هذه المرة .. جلست شاردا في الشرفة والبنات ينظفن المكان .. وشريط الكاسيت ينشر صوت الفنانة الجديدة آنذاك نجوى كرم ...
كم هي رائعة هذه النجوى ..
صوتها الجبلي متناسب مع الطبيعة الساحرة التي أمامي ...
كان ذهني شاردا حتى أنني لم أنتبه إلى سلمى التي إقتربت منى ونادتني :-
أخي مجد ...
لم أجب في البداية .. مما إستلزم أن تعاود مناداتي بصوت أعلى جعلني أهتز قليلا مرددا بصوت لم يفارقه شروده :-
نعم ...
إبتسمت معلقة :-
أين ذهبت ...؟؟..
بادلتها الإبتسام مجيبا :-
في ما حولي يا سلمى ...
غمزت بعينها وقالت :-
فيما حولك ... أم في سوسن ..
تطلعت إليها في عجب وقلت في مرح :-
نساء .. كيدكن عظيم ....
ضحكت مرحة وهي تعقب :-
هيا لندخل إلى الصالة .. ونتحدث ...
تطلعت من النافذة إلى الردهة بعجل وقلت مازحا في خفوت :-
ترى هل هناك شلة من اليتيمات اليوم أيضا .....
عاودت الضحك مجيبة :-
يا لله كم أنت مرح ... لا ليس اليوم ...
أنا وأنت وسالي وغاليه وساره فقط ...
تنفست الصعداء في زيف وهي تضحك مع عبارتي التاليه :-
الحمدلله ... نجونا ....
وقمت إلى الداخل ..
فإذا بساره تدخل وفي يدها صالح الصغير إبن شاكر ... فقلت لها في لهفه :-
لو سمحت يا عزيزتي ... أعطيني هذا البطل ...
إقتربت مني على الفور وناولتني إياه ...
كان طفلا جميلا بحق ... فيه الكثير من جمال أمه ... وعيني والده
داعبته قليلا .. فلم يلبث أن بكى في براءة فقلت عاتبا :-
هل ترفض البقاء في يدي .. فليكن سأردها لك قريبا ...
أعطيته لسالي التي أخذت تغني له بصوتها العذب ...
أسرني صوتها فقلت مخاطبا إياها :-
لماذا لاتحترفين الغناء ياسالي ...؟؟؟..
دقت صدرها بكفها مرددة في إرتياع :-
يا ويلي .. لا يا خييي .. هل تريد من عمك صالح أن يحز رقبتي ...
ضحكت لتعليقها في نفس اللحظة التي دخلت فيها ساره تتبعها سلمى حاملة صينية القهوة ...
ياه ... رائحة البن تعطر الأنوف ....
قهوة طازجة ...
تناولت فنجاني ووضعته عند طاولة صغيرة عند ركبتي اليسرى وسلمى تقول في إهتمام :-
ماذا تنوي أن تفعل حينما تقابل سوسن يا مجد ...
رفعت فنجاني ورشفت منه رشفة أخرى مغمغما :-
وماذا تتوقعين أن أفعل .. سأصارحها بعواطفي .. وأعرض عليها الزواج ... هذا كل ما في الأمر ..
رددت سالي :-
عجيب ...
قلت :-
وماهو العجيب ...
هزت كتفيها وأجابت :-
إنك واضح ومباشر على عكس ما سمعنا عن العرب ...
عاودت وضع الفنجان معقبا في إهتمام :-
على الرغم من وجودي وسط بيئة عربية .. والتي كما أرى لها سيئاتها .. إلا أنني أرفض تلك الفكرة التي كونتها بعض الدول الإسلامية والصديقة عن العرب وبالذات السعوديين .. من أنهم مجرد بنوك متنقله تريد إشباع غرائزها دون أخلاق أو قيم ... والإنسان مهما كانت بيئته .. إذا تربى على يد والديه بشكل مستقيم .. سيبقى على هذا الشيء .. مهما إتخذ من المنحنيات المنحرفة في مسيرة حياته ... كما ان الله قد فطرنا على صيغة سليمه
هزت سالي رأسها برضى وساره تسألني :-
لقد سمعنا أن بارع في الدبكات الشامية ...
رددت في إستنكار :-
بارع ... لا يا سيدتي .. إنني أستاذ لا يشق له غبار ....
قالت سالي في سعاده :-
هل ترينا ...؟؟..
أشرت إلى جهاز التسجيل ..فأومأت سلمى برأسها في سرعة ونهضت إليه وأبدلت الشريط بآخر ...
وهنا خفق قلبي بقوة ....
لقد كان شريط دبكة عراقية لفنان جديد يدعى كاظم الساهر (( طبعا هو الآن ملك الغناء العربي ))
أقعدلك على الدرب قعود ...
حلوه يا ام العيون السود ...
ولم أحس بنفسي إلا وأنا في منتصف المجلس وبيدي المسبحة ألوح بها .. وقدماي تتحركان في إنسيابية مع إيقاع الأغنية ... وسط تصفيق البنات الثلاث وحماسهن ...
وبعد لحظات قامت سالي وبعدها ساره وإشتركن معي في الدبكة ودخلت خالتي أم شاكر وأخذت تصفق ...
كانت لحظة من أجمل لحظات العمر ...
لحظة سعادة صافية ... بريئة ..
مع ثلاث مثل شقيقاتي ...
وعلى صوت ساحر ...
لفنان صار اليوم ... المطرب الأول عربيا

***

جاء عصر ذلك اليوم سريعا .. فإرتديت ملابسي وخرجت إلى باحة الدار وهناك رأيت العم صالح مسترخيا على مقعد كبير يناسب بدانته المفرطة ..
حين رآني إعتدل في حماس قائلا :-
أهلا بزين الشباب .. مالذي فعلته اليوم ...
قال ذلك وهو يضحك في مرح وهو يسمع سؤالي :-
ومالذي فعلته ...
ردد في عتاب :-
على عمك يا مجد ... اليوم الصباح ...
رددت في خبث :-
آه .. الدبكة ...
ردد مثلي ساخرا :-
آه الدبكة ... نعم .. خرب الله بيتك ... كيف تكون بهذه المهارة ولا أدري عنك
هززت كتفي في بساطة مجيبا :-
أنت لم تسألني يا عم ....
قال ضاحكا :-
ياللبساطة ... أنت لم تسأل .. دائما يعجبني أسلوبك أيها الشقي ...
جاورته في الجلوس مواصلا في إهتمام :-
أين الشباب ...؟؟؟..
رد :-
الكل في الخارج .. هل تريد أن أرافقك .. قمت من على الكرسي مرددا وأنا أربت على كتفه في حنان :-
لا داعي ياعم .. إرتح أنت .. فأنا أعرف طريقي جيدا ...
تساءل بإهتمام :-
أأنت واثق ....
أعطيته إبتسامة تشع بالثقة وأنا أقرع قدمي مبتعدا عنه صوب قلب الضعية الساكن ...
وضعت كفي في جيب بنطالي وأخذت أحث المسير مرددا أحد أغاني الفنان العراقي الراحل ناظم الغزالي في صوت مسموع ...
مساء الخير يا خاله ...
إنها العجوز زهيه .. التي هتفت في ترحيب :-
تفضل .. تعال يا مجد .. فنجان قهوة يا ولدي ..
شكرا متذرعا بعجلتي لإدراك موعد مع أحد الشباب ..
و...
العم سليم ...
الحاج سليم ... العجوز الطيب ...
لم أره يوما سوى يحرث أو يتمشى في جوف حقله اليانع ..
وأخيرا الحاووس ...
جلست على ذات المقعد الخشبي الذي تجاورت على أنا والعم صالح في أول أيامي في هذه البلده الرائعه ...
بدأت أتأمل المارة في هدوء شارد ...
ولم أنعم بتأملاتي مع الأسف وذلك لأن صوتا أخذ يناديني ...
مجد ..
هيه .. أجب يا هذا ...
كان أسعد ... تطلعت أسفل التل فإذا ساري ومعه أسعد على الرينو الصغيرة
نزلت بخطوات وئيده حتى وصلت إليهما ...
قال ساري في مرح :-
هيا لنتجول ..
قلت معتذرا :-
أريد البقاء هنا .. فالجو جميل ... دعوها لوقت آخر ...
هز ساري رأسه موافقا وأسعد يهبط من السيارة ويتجه نحوي قائلا لساري في خبث :-
أنما أعرف علته .. فدعه لي ...
رفعت يدي إلى السماء في مشهد مسرحي وهتفت :-
لماذا يا ربي .. الرحمة ...
ضحكا في مرح وساري يعلق متحركا بالسيارة :-
أراكما في المنزل ... إلى اللقاء ....
قالها والسيارة تندفع به إلى قلب حربيات وأسعد يردد في لهجة شبه ساخطة :-
معلوم يا عم ساري ... كل هذه السرعة لتلحق بمنزل العروس ...
تأملته وتحركت في سكون فسار إلى جواري .. كان مرحا فلم يحتمل صمتي مما دفعه للقول :-
ما بك يا رجل ... إنك تبدو حزينا ...
رميته بنظرة جانبية خاطفة مجيبا في برود :-
طبعا لابد أن أكون حزينا ... فمن يعرفك لا مفر من أن يعتريه الغم والحزن
ضحك وقد أدرك مغزى دعابتي ... وأنا أشاركه الضحك ...
تحدثنا عن الكرخانه ... وقرب موعد زفاف ساري وحبيبته لينا ..
حتى بلغنا منتصف المسافة من منزل العم صالح ... عندها قال في هدوء وهو يحرف إتجاهي
قائلا :-
دعنا نغير الطريق اليوم يا عم مجد ...
لم أعارضه ...
وسرت حيث أشار ...
وصمت هو على غير عادته ... وأخذ يتلفت حوله في إهتمام ...
لم أبال بتصرفه هذا ...
وبقيت على صمتي وشرودي ...
وفجأة ...
أمسك ذراعي في قوة وهتف :-
توقف ...
لم أدري ما أصابه .. ولكنني حين توقفت وإستدرت إليه رأيت بصره متعلقا خلف كتفي .. وعينيه متألقتان بشدة وهو يقول في لهفة :-
إنظر بسرعة خلفك ... هيا ...
رددت في غيظ :-
ما بك .. هل جننت ...؟؟..
قال في حماس متزايد :-
لو إلتفت لأصابك ما أصابني وأكثر ...
إستدرت .. حيث أشار .. وإنعقد حاجباي ...
كان خلفنا تماما فتاتان .. الأولى سمراء ..( سوداء الشعر ) والثانية شقراء قصيرة القامة نوعا ما .. لم أدري سر لهفة أسعد .. والفتاتان متوقفتان والشقراء تبتسم حين تطلعت إليهما .. فعدت إلى أسعد متسائلا :-
ماذا .. مالذي تريدني أن أراه ...
إنصعق وهتف وهو يشير إلى الشقراء :-
تلك سوسن يا أحمق ...
وهنا إستدرت بقوة كادت أن تنتزع عنقي من جذوره ...
يا إلهي ...
سوسن ...
إنها أجمل على الطبيعة بكثير ..
ربما لذلك لم أعرفها ..
أما هي فقد عرفتني .. لهذا توقفت ...
يا خيبتي ...
تصلبت قدماي ..وإنعقد لساني .. وأسعد يشير لهما هاتفا :-
سوسن .. زينه .. لحظة ..
وهنا كدت أهوي فاقد النطق ..
هاهي سوسن أمامي ..
تقترب مني ...
يا ربي ...

 

عبيد خلف العنزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-26-2008, 04:52 AM   #15
عبيد خلف العنزي
( البارون )

الصورة الرمزية عبيد خلف العنزي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 194

عبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



* الحلقة الثالثة عشرة :

أتذكرون تمثال وليم والس المنصوب في اسكتلندا .. في المملكة المتحدة ..
عندما رأيت سوسن تقترب مني أنا وأسعد مع صاحبتها صرت مثله تماما ...
تصلبت ..
تبلكمت...
وتحولت إلى بحر من العرق ...
إقتربت وقلبي وحده ينتفض بسرعة الضوء بين ضلوعي ...
حتى صارت أمامي
قالت بصوت دق في قلبي قبل أذني :-
مساء الخير ..
ياربي .. أي خير .. قولي ورد ... ياسمين ..
بل عطور الدنيا كلها ...
ومدت يدها الرقيقة إلى أسعد تصافحه هي ورفيقتها ثم مدت يدها الصغيرة إلي
تأخرت عن مصافحتها وعيني متعلقتان على وجهها ..
فضحكت ..
هنا استفقت من سكرتي .. ومددت كفي ..
وما إن تلاقت الأصابع حتى ارتجفت أنا .. وارتجفت هي ..
ولفنا الصمت ...
وعلقت العيون الأربع ببعضها ...
تحدثنا ...
تحدثنا دون صوت ..
دون حروف أو كلمات ...
عيوننا قالت كل شيء ...
عيني فضحتا شوقي وانبهاري ...
عينيها كشفتا لهفتها لي ...
بقي أسعد يتأملني قليلا ثم هتف في اعتراض باسم :-
هيه يا شباب .... نحن هنا ...
عدنا إلى الواقع .. وملامحنا يكسوها الخجل ...
وسوسن تقول في عذوبة :-
السيد مجد ...
قلت بلهفة :-
أنا هو ...
ثم استطردت :-
هل تصدقين أنني لم أعرفك ...
ردت مبتسمة :-
لماذا هل تغيرت ...
قلت بهيام :-
نعم .. لقد صرت أجمل ..
أطرقت في خجل من هذا الغزل المباشر ...
حتى أنا استغربت من جرأتي هذه ..
ولكنها سكرة لقاء الحبيب .. بعد طول انتظار ...
تكلمت رفيقتها مخاطبة أسعد في عتاب :-
يبدو أننا خارج اللعبة يا أسعد ...
رد بخسة واضحة :
معك حق يا زينه ...
قالت سوسن بعجل :-
أنت من دعاني يا أسعد ...
مال إليها مرددا في خبث :-
ولكنك لم تكلميني أنا ... أليس كذلك ..
قالت مرتبكة :-
أنت ناديتني من أجل ضيفكم العربي
إتسعت حدقتاه مردد في عجب :-
الله أكبر ... وما أدراك بذلك ... ثم ماهذه العبارة .. ضيفكم العربي وكأنك لا تعرفينه ..
زاد ارتباكها وهي تتلعثم مرددة :-
إنها أول مرة أراه فيها .. حدق بها معلقا :-
حقا ...
سارعت مواصلة :-
على الطبيعة....
وهنا لم تحتمل فوضعت وجهها على صدر زينه في خجل ..
وأنا أيضا لم أحتمل ...
فانقضت قبضتي تلكم صدر أسعد وأنا أقول في سخط :-
حسنا .. أنا من يريد التحدث إليها .. ولقد قطعت مسافة كبيرة من أجل ذلك .. فلا تكثر الهذر يا هذا ... وتوقف عن إحراج الفتاة ....
ثم استدرت إليها مواصلا في حنان الدنيا :-
ألا يمكن أن نلتقي يا سوسن ....
قالت في ارتباك وهي ترفع وجهها :-
هنا بعد الظهر .. غدا .. ما رأيك ..
قلت :-
هل تسألين .. بالطبع موافق ...
مدت يدها مجددا إلي لتصافحني فأطبقت عليها بكلتا يدي مرددا في غرام :-
سأنتظرك ..
قالت بصوت أوهنه الخجل وهي تسل كفها من يدي في لطف :-
لا تقلق ....
سارعت بعدها تجر زينه التي لوحت لنا بيدها مودعة في حين ضرب أسعد جبهته مرددا في
ذهول :-
لقد أخذت هذه البنت عقلك كما قال ساري فعلا ...
جاوبته وأنا أتأمل ظهرها المقفى عنا في لوعه :-
وقلبي أيضا ..

* * *


في المنزل سرد أسعد تفاصيل اللقاء في حماس مع الكثير من التوابل والنكهات للتشويق ...
في حين لم أتكلم أنا كثيرا .. فلقد كنت شاردا معها .. هناك ..
قلبي يرفرف حول عينيها الواسعتان ...
اليوم رأيتها ...
وقد كانت في غاية الجمال ... ترتدي بنطالا من الجينز الأسود .. وقميصا من الكتان الأبيض ..
وشعرها الأشقر الناعم المسترسل على كتفيها ...
مع ابتسامتها الساحرة ..
والأحلى .. ذلك الحرف الذي يتعثر به لسانها .. الراء ... ياربي ..
أخيرا تحقق ما حلمت به طوال الأشهر الماضية ...
سوسن ..
سأراها غداً ..
أفضل مافي لقاء اليوم .. أنني بسطت كل مشاعري أمامها دون أية مواربة ..
وهي لم ترفض ذلك ...
وهذا إنجاز كبير في حد ذاته ..
))هيه .. عد إلينا يا أبا الشباب (( ..
أيقظتني هذه الهتافة بصوت العم صالح من شرودي مع ضحكات الجميع وهو يواصل في مرح :-
لقد ذهبت سوسن بعقلك تماما ..
رددت في نشوه :-
وقلبي ياعم ..
هتف أسعد :-
نفس كلمته لي اليوم ...
قالت سارة في إشفاق :-
انظروا إليه كيف يقولها .. إنه عاشق حقيقي يا جماعه ..
ربت ساري على كتفي متمتما :-
هيا ... اذهب لترتاح ..
جاوبته في إمتنان :-
معك حق .. شكراً ...
لقد فهم ساري أنني أود الاختلاء بنفسي قليلا قبل نومي .. فتذرع لي بحجة النوم .. ليساعدني على الهروب من السهرة ...
استغللت ذلك .. واستأذنت من الجمع .. وصعدت إلى الشقة ..
وعلى سريري .. فرشت سهدي .. وخيالي ...
مع سوسن ...

 

عبيد خلف العنزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-26-2008, 04:53 AM   #16
عبيد خلف العنزي
( البارون )

الصورة الرمزية عبيد خلف العنزي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 194

عبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



* الحلقة الرابعة عشرة :

عيناك والدمع الأسود فوقهما ..
تتساقط كأنغام بيات ..
عيناك وتبغي وكحولي ..
والكأس العاشر أعماني ..

تذكرت هذه الأبيات لشاعر العصر نزار قباني حين استفقت من نومي ..
وتمنيت لو كان موجودا معي ليكتب لي ولسوسن قصيدة حب ..
وكالمعتاد .. هبطت إلى الطابق السفلي .. وتناولت إفطاري .. وبدأت ألاغاني تنتشر في الدار ..
ولكن .. بطعم مختلف ..
طعم الحب ..


*******


لم أفارق المنزل ..
ومن حسن الحظ أن الوغد أسعد لم يخبر جمعنا البارحة عن وقت الموعد .. وإلا لما سلمت من غمزا تهم ..
ودقت الواحدة بعد الظهر .. وتسللت من المنزل كاللصوص .. بينما أسعد ينتظرني في الخارج مع زينه ( صديقة سوسن ) ليتحرك ثلاثتنا إلى مكان الموعد
لم أدري ما اعتراني ..
ساعة أعدل رباط عنقي .. وأخرى أتأكد من هندامي .. و...
( اهدأ يا أستاذ .. هي معجبة بك وليس بما ترتدي )
إلتفت إلى زينه بعد عبارتها هذه وقلت بلهفة :-
حقا يا زينه .. هل هي ؟؟؟..
أومأت برأسها إيجابا وقالت بثقة :-
طبعا .. فعندما أحضر ساري الصورة .. أصرت على الاحتفاظ بها .. وفي اليوم التالي لوصولك رأتك مع أسعد في السيارة .. فزاد هذا من شوقها لرؤيتك ..
طار قلبي فرحا من كلماتها .. ولكن ..
انطلق لساني يقول :-
أين رأتنا بالأمس ؟؟..
ردت ببساطه :-
عند المدرسة .. عندما كنتم تغازلون الفتيات ..
زممت شفتي في سخط وأنا أخاطب أسعد في غل :-
أرأيت أيها الوغد .. إنك تسبب المشاكل أينما حللت حتى على غيرك .. تماما كالعفاريت ..
ضحكت زينه قائلة :-
على رسلك يا أستاذ .. لقد شاهدتك بالأمس .. ولم تكن أنت من يغازل .. وهذا مما ساهم في رفع قدرك عندها ..
حمدت الله بصوت مسموع ثم عاودت مخاطبة أسعد :-
لقد أنجاك الله مني أيها المشاغب ..
ضحكنا في مرح وواصلنا المشي ..
و ... الحاووس ..
و..
هاهي ..
سوسن ..
تقف على الطريق المنحدر من الحاووس الذي تقابلنا عنده البارحة ..
ولكن ..
ولكنها كانت أجمل ..
ترتدي بنطالا أبيض اللون .. من قماش لامع .. وبلوزة من القطيفة الوردية .. وفي أذنيها أقراط صغيرة من الذهب . تلمع تحت أشعة الشمس ..
كانت تمسح العرق عن جبينها الناصع بمنديل وردي كلون البلوزة ..
لقد كانت رائعة .. بل فاتنة .. بل ساحره… بل أميرة ..
بل كل هذا ..
إلتفتت إلينا وهي تضع المنديل في حقيبتها البيضاء المعلقة على كتفها الأيسر .. لتبتسم أروع ابتسامة رأيتها في حياتي ..
توقفنا عندها ..
فقلت أنا بادئ ذي بدء :-
سوسن ..
تطلعت إلي في خجل وهي تقول في خفوت :-
أهلا يا أستاذ ..
مددت كفي وأمسكت يدها وأنا أهمس :-
أي أستاذ .. أنا خادمك مولاتي ..
رفعت عينيها الزرقاوان وقالت في خجل مضاعف :-
لا تقل هذا .. أنت أعز من ذلك عندي ..
أغمضت عيني وقلت :-
أظنني سأفقد الوعي بعد هذه الكلمات الحالمة ..
ضحكت في خفوت وأسعد يقول في احتجاج ساخر :-
ماذا .. تفقد الوعي .. وماذا عن الغداء الفاخر الذي وعدتنا به ..
تطلعت إليه في سخط مرددا :-
يالك من ثقيل ظل يا هذا ..
ضحكنا في مرح وأنا أقول في حماس :-
أحلى غداء لعيون سوسن اليوم ..
وتشبثت بكفها الصغير ونحن نتجه إلى قلب الطريق لنستقل سيارةً إلى وسط أنطاكيا ..

* * *


حثت الحافلة بنا الطريق وإلى جواري سوسن التي ملكت كل أحاسيسي
نسيت جمال تركيا حين غرقت بجمال عينيها ...
نسيت الطبيعة الساحرة حين سحرني صوتها ...
صارت هي كل شيء ...
الماء .. الهواء .. النبضات .. كل شيء ..
أما أسعد فقد غرق مع زينه في الأحاديث حول الضيعة .. من تزوج .. ومن خطب .. وأخبار المدرسة .. فقد أيقن أنني وسوسن لسنا هنا أبدا ..
كنت أتطلع إليها في حب جارف .. وهي ترى ولعي المطل من مقلتي ..
حتى عندما وصلنا إلى قلب أنطاكيا أصررت على أن تتأبط هي ذراعي ولستم تدرون كم شعرت بالسعادة وهي توافق وتدس ذراعها تحت إبطي فقلت في غبطة
الآن أحس بأنني ملكت الدنيا ...
ردت في حرج :-
ألا ترى أنك مندفع تماما في عواطفك ..
دب القلق في نفسي فقلت في جزع :-
ألا تقبلين عواطفي ... لا أريد أن أفرض عليك ما لا تريدين .. لو كانت هناك...
سارعت بالقول مقاطعة لي وهي تربت على كتفي في حنان وقد أدركت صدمتي
لا لم أقصد ذلك .. ولكنني أُحرج .. ونحن لم نعرف بعضنا بعد ..
لم يزل أثر كلماتها من صدري .. ولكنني تصنعت ابتسامة جوفاء وأنا أحل ذراعها من ذراعي وأمسك كفها في هدوء .. وأعتمر الصمت ..
لم تدري المسكينة أنها أصابتني في مقتل .. فلقد كانت محقة ..
لقد إندفعت أكثر من اللازم في تصرفاتي .. وبالغت في إفشاء عواطفي على نحو محرج لسوسن ولي أيضاً ...
إنه جنون الحب ...
عموما .. غرقت في الصمت حتى أن زينه وسوسن تبادلتا النظرات الحيرى لتبدلي المفاجيء ..
أما أسعد فأشار إلى مطعم فاخر في آخر ناصية قريبة من السوق المركزي للمدينة وقال في حماس :-
أخيرا .. أفخم مطاعم المدينة ..
ولجنا المطعم الذي كان مثالا للأناقة والفخامة بالفعل ...
الطاولات والمقاعد .. وحتى السقاة .. كانوا رجالا ونساء في زى موحد
تحلقنا حول طاولة في آخر المطعم تطل على لوحات أنيقة تمثل خيولا وفرسانا عثمانيين في عهد الفتوحات الإسلامية العربية ... اشتركت مع الموسيقى التي تبعث في المكان في إعطاء جو كلاسيكي خلاب ...
طرقت بأصابعي للساقية التي تقدمت منا بخطوات رشيقة وانحنت نحوي قائلة :-
أفندم ...
أجبتها بالإنجليزية بطلاقة :-
هل يمكن أن تغيري هذا الشريط ..؟؟..
وقبل أن تتفوه بكلمة كنت قد وضعت في كفها ورقة بخمسين دولارا .. فاتسعت عيناها وهي تسألني بإنجليزية جيدة :-
وماذا يرغب سيدي ...؟؟..
أشرت لها أن تقترب وهمست في أذنها ثم أخرجت شريطا من جيبي وناولتها إياه
التقطته وعاودت الانحناء في احترام .. لتبتعد إلى طاولة المشرف ...
وبعد لحظات .. صدح ناظم الغزالي في أجمل وأبدع أغانيه .. فابتسم الجميع وزينه تخاطبني في انبهار :-
لك طريقة عجيبة في التعامل يا أستاذ مجد ...
هززت رأسي بهدوء وقلت :-
أشكرك يا زينه ....
ثم استطردت في هدوء أشد :-
أرجوك نادني مجد فقط ... فنحن أصدقاء الآن ..
بدت خيبة الأمل على ملامحها بعد أن فشلت في انتزاعي من برودي وصمتي الذي عاوته مجددا..
وشاع الأسف أيضا على ملامح سوسن ..
وحضر الطعام ..
وبعده جاءت الساقية مرددة :-
ماذا يطلب سيدي ..
طلبت عصير برتقال ومثلي طلبت سوسن .. أما زينه وأسعد فقد طلبا نوعا من الخمر يدعى كيواتي ...
وغرقت زينة مع أسعد في الحديث حوالي العشرة دقائق .. ليمسك أسعد كفها وهو ينهض من مقعده قائلا :-
هيا يا زينه لنتفرج على المجوهرات في ذلك المحل ...
فهمت زينه قصده وقامت معه وهي تلتقط حقيبتها في خفة ليغادر الاثنان
ولم أتحرك ..
بل أشرت للساقية التي وافتني في الحال ..
فقلت مخاطبا سوسن :-
مار أيك بقهوة طازجة ...
أومأت برأسها في صمت .. فأشرت بالطلب ..
ولم أتفوه بعدها بحرف ...

 

عبيد خلف العنزي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
╣╩џ╩ أيا رجــــــلا من وراء ستار000!! ╩џ╩╠ ‏ فاتن حسين أبعاد النثر الأدبي 35 04-17-2008 04:32 AM
النمر الأسود ! حابس المشعل أبعاد الهدوء 58 01-20-2008 12:37 PM
خل الحزام الأسود ينفعك !!! علي القحطاني أبعاد العام 10 07-15-2006 09:04 PM


الساعة الآن 07:43 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.