( ◊◊ بــدر لا يأفـل بـكِ ◊◊ )

[بدر الحربي]

.
.
.




[..بَابُ عِشْقْ..]


مدخل:
تأكدي أن الباب الذي يأخذك
بعيداً عني هو باب عذاب
وإن بدا ظاهره غير ذلك..


أصمتُ كثيراً وأنا أحبك
وأبتز مشاعري كثيراً لأجلك
فـ أطفيء لهيبها تارة
وأدفن آهاتها بقبرٍ أصم تارة
لكن في النهاية
أنا قدرٌ ثقيل مرهق
وربما لعنة لا خلاص منها

لم تفقد أمّي كثيراً
من شعرها الأسود إلا بسببي
بسببي وحدي
قلت لها يوماً:
أمي لكل بداية نهاية واحدة
ليس هناك بداية تفضي لنهايتين
كنتُ أود أن أخفف عنها
وبغباء زدت ألمها قيد أرض

آه لا أدري لم خطر ببالي
ذلك الصباح ورفضي للنوّم
فقط لأستمع لـ
ضحكاتك ومشاكساتك
وحبي المجنون لك
وحبك المتجذر بالروح لي

أقسم لكِ
أن دفء أيامنا الأولى
يعود
يعود
يعود بقوة هذه الأيام..
يعود بعنفٍ
يعود بلهيبٍ
قتلَ كل برودة الشتاء..

فهل لازلتِ تيمّمين
وجهك شطر باب الخروج
أم سأجد صدركِ
يدعو بكل ذرة من أنفاسك:

ربِّ أولجني في صدره ولا تخرجني منه أبداً..!


.......

 

[بدر الحربي]

.
.
.




[..تَرْتِيْلَةُ طُهْرْ..]


- جَدّيَ الْعَزِيْزْ:
رُبّمَا لَمْ أَرَكَ أَوْ أُقَبِّلَ يَدَكْ
لَكنّ رُوْحِي يَرْبِطُهَا بِرُوْحِكَ
رِبَاطٌ طَاهِرٌ عَتِيْقْ..
أَدْعُوْ اللّهَ بِقَدْرِ
مَا بِهِ مِنْ طُهْرٍ
أنْ يُلْبِسَكَ العَافِيَةَ
وَيُدِيْمَ ظِلّكَ الْشَرِيْفَ
فَوْق رُؤُوسِنَا..


- رَبِّي أَنْتَ أَرْحَمُ بِهِ مِنّا
فَاَرْحَمْنَا مَعَهُ: بِرَحْمَتِكَ لَهْ..

........

 

[بدر الحربي]

.
.
.




[..تَرْتِيْلَةُ طُهْرْ..]


حَيْثُ يَرْقُدُ يَرْقُدُ الطُّهْر
حِيْنَ يَتَأَلمُ تَذْبَلُ الأُمْنِيَاتْ
وَتَبْكِيْ طُيُوْرُ الْحَنَان:
مَاعَرَفْنَا جَدّاً سِوَاكْ
يَخْجَلُ الْحَيَاءُ مِنْ عِفّتِهْ


- بِحَقّ إيْمَانِهْ اجْعَلْهُ طَهُوْراً..

........

 

[بدر الحربي]

.
.
.




[..تَعليْم الصّوَرْ..]


ربّمَا تَذكُريْن
حِين كاَنوا يطْمسُون
وُجوهَ النّساَء بـ الأَسْود
وَكيفَ كُنّا نقْرأ الخَبرْ
ونقلّب صَفحةَ المِجلّة
فِي محَاولَة لسَبر ملاَمِح
صَاحبَة الصّورةِ المَطمُوسة..

وقْتَها احتَرتُ من شِدّة حلْكةِ
لونِ الطّمس الأسْود
وكيْف كانَ غَامقَاً لامِعَاً منْسَاباً
عكْس قَلمِ سبّورة
مُعلمِنا الشّاحِب
الذِي كانَ يقْطعُ بيْن
حُروفِ الكَلمةِ الواحِدة
فنغْمضُ عيْناً ونفتَح عيْناً
فِي محَاولة يائسَة
لتَخميْن الكَلمَة ونسْخهَا
فِيْ كُراسٍ ملِيء
بكَثيرٍ منَ التّسَاؤلات..

كَانَ طَمسُ صُورة أنثَى
فيْ مجَلة عَابرَة
أهَمّ منْ قَضيّة تعْليمنَا..

يُسْتوَردُ له أجودُ الأَحبَار
ويُوكلُ لأَدقّ النّاسِ خَطّاً
وأحدّهُم نَظرَاً..

فِيْ النّهَاية كَبرْنا
ولمْ يطمسِوا عنّا
جَميْع الصوّر
ولكنّنَا لاَ زلنَا نجْهلُ
تلكَ الكلمَات التِي
جَفّ قلمُ السّبوُرة
قَبْل أنْ يكملَها متّصلّة..

ربّمَا تَذكُرينْ
كُل تلكَ التّفاصيْل
لكنْ ما أرَدْتُ أن أحكِيه لَك
بعْد هَذه المُقدمَة..

هُو أنكِ "قصّة" كُتبتْ
بِقلمٍ جَمَع صفَات
كلّ القَلميْن..

أنْتِ قِصّة كُتبَت
بَقلَمٍ "نَقيَّ" الحِبر
"علّمني" أنْ الحيَاة بكِ
جَنةّ لا "يقْطَع" نَعيْمها
وسَاوسُ أفْكَارٍ متَطَرّفة..


.......

 

[بدر الحربي]

.
.
.




[..أبْوابُ عِشْقْ..]


- مدخل:
وراء كل حرفٍ عظيم سرّ أو قبر..


-1-

وفتّحتِ الأبواب وقالت:
اختر ما شئت من النساء
وتصنّع لهنّ حبّاً لكن تذكر:
كل الأبواب تفضي إليّ..!
كلّ قصص الحب لم تكن
لها يوماً خاتمة سواي..!
وجميع قصائد الشعراء
لا يختل وزنها إلا حين
أمشي بين أبياتها..!



-2-

- لا زلت أذكر تلك الظهيرة
حين خبأ عن عيني قصة حب
وخبأت عن عينيه خيبة حب..



-3-

قال لي:
الحب يبذر في الصحراء
يورق في القرية
ويموت في شوارع المدينة

قلت له:
الحب يحترق في الصحراء
تنقطع أخباره في القرى
ويتأنق يتألق في المدن

لكنه
لا يموت

بل ينتقل من روح لأخرى
حين يطرق باباً خاطئاً
أو يطرد دون محاكمة نزيهة..!



-4-

لكلّ مكان حقيقي
توأم آخر في الخيال
وأنا لم أدخل يوماً مكاناً
دون أن أتخيّل كيف سيكون
شكل المكان بوجودها
مالذي سيتغيّر:
الصمت
الإضاءة
ألوان الجدران
أم جو المكان العام
وهل ستحتمل كل
التفاصيل الصغيرة
قصة حب كبيرة
بكلّ مافيها حتى الإختلاف..!



-5-

حين يشتاق لـ صوتها
وتأتي نغمة الإنتظار:
لتمزّق قلبه بخناجر الصبر
لا يكرهها..
يكره "صبر قلبها عنه.."




.......

 

[بدر الحربي]

.
.
.




[....]


لصمت الطرقات
ولعتاقة ذلك الكأس..

لصفير رياح الخوف
ولحفيف أشجار الغربة..

لصوت قطار السادسة
الذي لا يحيد
ولا يأتي بجديد..

لكل الخطى
المتثاقلة..
والهاربة..
والغائب
صوت قرع نعالها..

لهم كأسٌ عتيق
لن يكون فارغاً يوماً
لو ملأته أنفاسهم..!

....

 

[بدر الحربي]

.
.
.




[..لها..]


يا أنتِ..
يا كل الحروف
ومجمع الخفقات..
يا من نطق قلمي على يديها
ووهبتني صدرها ورقة عشق
أتعلم عليها وتصوبني عيناها
أخربش وأخجل وتمسك بيدي
فأتوه أكثر..


لم أفشل في شيء
قدر فشلي في الكتابة عنك
ولم أشعر بالأمان
قدر شعوري به وأنا معك..

وما وجودي في هذا الفضاء
إلا لأقتبس من سناك
لأغمس قلمي في محبرة شفتيك
عسى أن يصيبه شيءٌ من ضياءك
فيوقد أكثر وأكثر..

يا أنتِ..
يا أعقل الطاهرات
وأطهر العقليات..
لم أجامل يوماً حين
قلت لك:
ليس بعدكِ عقلٌ يبهرني
أو أنثى تستحق الإحتواء..

فقط أحبيني أكثر
تحمّلي حماقاتي أكثر
وعلميني أكثر وأكثر..

 

[بدر الحربي]

.
.
.




[..مسخ أخلاقي..]


لمْ تكن الأنوثة يوماً
شعراً طويلاً أو صدراً ناهداً
يجذبُ ضامري العقول

ولا قنديلاً يفوح منه دخان
يحجب سوء النوايا
المطلية بأحْمر شفاهٍ باهت

أنتِ مستعمرةٌ قبح أخلاقي
قادرة على الخواءْ لا الإغواء

ترتدين جلبابَ الأوابين ليلاً
ويفضحُ عريّك وجه النهار

كأنكِ لوحة رسمها حمار
لوّنتها أصابع بقرة
وخبأها في زريبته
من يظنّ التبن أزهار..!



.......