.
.
.
صباح الورد
الكاتبة الراقية
[..صُبـح..]
بدأ القاريءُ بسم الله وقطف
بيمينه ما تيسر ثم وقف:
هنا غذاءُ روحٍ يغني
من جوع الشغف
هنا مائدة حرفٍ ألذ
من غثاء الترف
أنتِ في قفص إتهامٍ
في غيابة جبّ
في أرضٍ بلا عُرف
اكتبي عما دفنوا
عما أضمروا ونفوا
ولا تجزعي
عن بطون صغار
عن قهر رجال
عن تقشفٍ أرعن
عمّن "يربط" بطنه
جوعاً بحجر
ومن "يربط"
معدته ليخسف
بشحوم الوَهن
عن تناقضات
عايشتها وأنا
صغير ابنُ عشر
عن سيدة تشتري
الخبزَ وجعاً
عن بائعٍ يساومها
على الشرف
عن هواة
لـ "مضغ" العرض
عن أسنان تعشق
أكل "لحم" البشر
عن "جحيم" جوع
يلفنا ينهش بقلبنا
حتى انفطر
عن طفلة يتيمة
"تشتهي"
حضن أم
عن سيدة
"متعطشة"
لـ "مذاق"
حلوى الفرح
عن مغترب
تنهش الغربة
"لحم" عظمه
عن وطن
جف "ماءه"
وغاب قطره
منذ دهر
عن دعاءٍ
جاد به "شيخ"
أرهقه طول الصبر:
اللهم أشبع صنوف
"جوعهم" الـ شتّى
بحلالك واحمهم
من مخالب الظلم..!
\
اقتباس:
وأنا إبنة الخمس كنت أتوق لتذوق الطعام
من خلال أصابعي كعادة سائر جنس بني البداوة ....
أما الغريب في الأمر بأني لست منهم
ولا عصرنا عصر الأكل باليد !
|
وأنا ابن الخمس كان الطعام لا يعدو
كونه واجباً ثقيلاً أحاول التملص منه
بشتى الأعذار لوالدتي القلقة
لم يكن جوعي للأكل مصدر قلقي
فرغيف الخبز كان ولازال بـ "ريال"
ولا أن نُبلى بملكة كـ "ماري"
تجيب صراخ شعبها الباحث
عن قطعة خبز بـ
"لماذا لا يأكلون الكعك والبسكويت ؟"
فقد كان قلقي من جوع آخر..
جوع عاطفة وحريّة وتغيرّ..!
اقتباس:
و عندما منعتني طقوسُ التحضر من مزوالتها ...
كنتُ أصعدُ خلسة إلى أعلى السطح حاملةً طبقي المفضل
لألتهمه بعيداً عن حرس حدود الشهية
( الشوكة والسكين ) ...
|
كان التحضر مقصلة
لكثير من الرغبات البسيطة
كالسير في الفناء حافي
القدمين واللعب بالتراب
ورسم قصور أحلامنا
ليطال منع أيدينا من مسّ
الطعام المباح بما اقترفت
من رسم حلم بريء على
وجه تراب "قذر" بعيونهم..!
اقتباس:
أصعد وأنا الأسعد بوقع خطوتي في فسحة الحرية ...
أتحرى ظلي الماثل خلفي ...
وأراوغه ليمتد أمامي ...
وملء صوتي أصرخ انا حرة !
ويصرخ الظل من ورائي و أنا ظل الحرة !
|
أيتها الحرة..
لله دركِ
كتبتِ
فـ أبدعتِ
فـ أنهكتِ من تأمل
وعلّق وحتى
من مروراً قرأ..!
لـ تبقى الذائقة
في جوعٍ أدبيّ
لمعانقة كتابكِ الأول..
خالص الود والتقدير