كَأنَّني هْوَ .!! - الصفحة 3 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
أحب أن يكون ، لدي ما أقوله .. (الكاتـب : رفيف - مشاركات : 13 - )           »          المدحُ لا يَلْبَسُهُ إلا مَن فَصَّلَتْهُ أفعالهُ . (.... شافي .... ) (الكاتـب : خالد العلي - مشاركات : 4 - )           »          !!!!! .....( نـــــذرولـــــوبــــيــا ) ..... !!!!! (الكاتـب : خالد العلي - مشاركات : 11 - )           »          غرق (الكاتـب : أحلام مؤجلة - مشاركات : 51 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1778 - )           »          أكتب إليكِ.. قصيدة نثر (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - مشاركات : 0 - )           »          !!!... مَـقْـبـَـــرَةُ فــمِّـي ..!!! (الكاتـب : خالد العلي - مشاركات : 67 - )           »          حلم لا كباقي الأحلام ! بقلم ندى يزوغ (الكاتـب : ندى يزوغ - مشاركات : 2 - )           »          دَّرْدَشة.. (الكاتـب : عَلاَمَ - مشاركات : 0 - )           »          البحر المسْجوُر (الكاتـب : عبدالرحمن الحربي - آخر مشاركة : خالد العلي - مشاركات : 14 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-25-2008, 11:55 PM   #1
أحمد الحربي
( كاتب )

افتراضي كَأنَّني هْوَ .!!



25/5 يَوْمُ الصَدَاقةِ الْعَالَمي :


حَسْنًا إنَّهُ الْخَامِسُ وَ الْعَشْرين مِنْ مايو, يَا صَديْقَي الْذَّي لَمْ ألْتَقيْهِ بَعْد, حَتَّى أَنَّني إلَى الْآن لَا أعرفْ مَنْ أنْتَ , وَ لَكِنني مَعْ ذلَِكَ سَ أكْتُبُ لَكَ عَلَى اعْتِبَارِ أنَّني سَبَقَ وَ قَابَلتُكَ فْي مَكانٍ مَا, وَ لَكِنَّكَ نسيتَ, أوْ رُبَّمَا أنَا مَنْ نَسي !

دَعْني أُخْبِرُكَ يَا صَديْقَي بِ أَنَّني بَحَثَتُ عَنْكَ طَويْلاً, وَ وَاعَدْتُكَ كَثيرًا, وَ لمْ أَجِدْكَ, لَا أَعلمْ مَنْ الْذَّي تَأَخرَ مِنَّا عَنْ الْموَعد ..
دَعْني أُخْبِرُكَ أيضًا يَا صَديْقي بَ أَنَّني صَادقَتُ الْكثيرينَ قَبْلَكَ, وَ لَكَنْهُم خَذَلوني, رَغمَ أنني كُنْتُ أوْ حَاوَلتُ أنْ أَكوْنَ وَفَّيًا مَعَهم لِ آخِر لَحْظةٍ فْي عُمْرِ صَداقتي مَعَهم ..
بَعْدَ أنْ خَذلوني صَادقتُ أَشيَائي وَتفَاصيلي الصَغيْرة :
كُتبي, دَفاتِري, أَقْلامي, أشرطةُ الْأَغاني وَالْمُحَاضراتِ الدَعَويَّة, هَاتِفي الْمَحْمُوْل, حَاسوبي, [ سِبْحتي الْبيج ], فِنْجان الْقهوة, سَيَّارتي الْقَديْمَة, عَتَبَةُ بَابِنَا الْخَارِجَي ....
لاَ أخفيكَ سِّرًا يَا صَديقي بِأنْه حتَّى أَشيَائي خَذلتني, لِكي لا أُبَالغْ : أكثرُهَا ..!
اطْمَئِنْ فَ لَنْ أُعَدِّد عَلَيْكَ وَلَنْ أَذْكُر لَكَ كَيفَ خَذَلَني كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ أَصْدِقَائي , أو مِنْ أَشيَائي ..
وَ لَِكنْ دَعْني أُخْبِرُكَ يَاصديقي : بِ أنَّني وَحيدٌ جِدًا جِدًا , وطيّبٌ جِددددددددًا , وَيَقولون بِأنني امْتَلِكُ رَوحًا طُفوليّة , وَ أَتَصَرَّفُ وَ أتَحَدثُ بِعفويَّةٍ - خَسِرْتُ كَثيرًا بِسَبَبِ هذهِ الْعفوَيَّة يَا صديقي -

لا عليكَ يَا صَديقي ؛ فَ لَمْ يَعُدْ الْأمْرُ يهمني !!

كُنْتُ يَا صَديقي أبْحَثُ عَنْ صَديقٍ يَكوْنُ تَوأم رَوْح لَا صَديقًا فقط , صَديقٌ عِنْدَما أَتَحَدَّث مَعْهُ كَ أنَّني أتَحَدَّثُ مَعَ نَفْسي, صَديقٌ أتَجرَّد أمَامَهُ مِنْ كُلِّ شيءْ , دَونَ أنَّ أخْجَل أوْ أخْشَى أنْ يشي بي , صَديقٌ يَتَفَّهمُني عِنْدَمَا أَشْتِمُ أَمَامَهُ مُديري فْي الْعَمل أوْ أشْتِمُ زَوْجتي , صديقٌ يُصَدِّقني أوْ حتَّى يُكَذِّبُني - لا يَهم - عِنْدمَا أُخْبِرهُ بِ عَدد الْفَتياتِ الْلواتي عَشِقْتُهُنْ وَ أسَماءُهُن, وَأُخْبرُهُ بِ أولائَكَ الْلواتي أقَمْتُ مَعَهُن عَلاقاتٍ عَابرة, أُخْبرهُ بِ هيامي بِ ابنةِ الْجيْرَانِ الْفَاتنة تِلْكَ الْتي تَزوَّجَتْ, وَلَمْ تَهْتمَ لِحُبِّي لَهَا, رَغْمَ أنَّني أخْبَرتُهَا بِأنَّني سَ أَتَقَدَّمُ لِخطبتِهَا بَعْدَ أنْ أَتَخَرَّج , مِنْ وَالْدِهَا الْمَشْغولُ بِ تِجَارتهِ, وَ لَكِنَّهَا تَزوَجت ابنَ صَديقةِ أمُهَا السمينةُ الْمُهْمِلة !
صَديقٌ يُخْبرُني هْوَ بِ حَكَايَاتهِ وَ مُغَامَراتِهِ فْي الْخَارجِ أَثنَاء سَفرهِ الْأخير, صَديقٌ يَفهمُني تَمَامًا عِنْدمَا أصْمُتْ , وَ يَشْتِمني عِنْدَما يَكتَشفُ مَقْلبي الْأخير بِهِ, ثُمَّ نَضْحَكُ سَوّيًا لْأنّهُ لمْ يَكُنْ سِوىَ واحدًا مِنْ مَقالِبْنَا الْمُتَبَادلَة !!
صَديقٌ يُقَاسِمني الْأوكسجين, وَالتفْكير, وَالسَهَر, وَالْليلَ, وَالْأغنياتِ الْحَزَيْنَة, وَالصبَاحَاتِ الْكَسولَة, وَعُلبِ السَجائر الْتي نَبْدأُ تَدخينَهَا مَعًا, و [ فناجيل القهوة الْعَربيّة, وَبيالاتِ الشَاهي الثقيل ] , يُقاسمني كُلّ شَيء كُلّ شَيء..!
صَديقٌ أُسْأَلُ عَنْه , وَ يُسْألُ عَني عِنْدَمَا يَكونُ أحدنَا فْي مَكَانٍ مَا وَحْدَه ..
صَديقٌ لنْ تَقْلقَ عليَّ أمي عِنْدَمَا أَتَأخر, وَ تَعْرِفُ بِ أنني قَد ذهبتُ إليهِ ..

كُنْتُ يَاصَديقي – أتََرىَ بِ أنَّني نَاديتُكَ بِ : يَا صديقي أكثر مِمَا يَنْبغي ؟ , حسنًا هذهِ هْيَ آَخِرُ مَرَّة أُنَاديكَ بِهَا – كُنْتُ أبْحَثُ عَنْ صَديقٍ كَأنَّهُ لِفرطِ ما يُشْبِهُني أنَا , وَ كَأنَّني هْوَ :

هْوَ الْممْلوءُ بِفَرَاغَاتِه, هْوَ الْكَثيرُ الْقَبَائلِ بِوحْدتِه , هْوَ الْمُدَاعِبُ لِكُلِ تِلْكَ الْأرْوَاحُ الْتَّي تُرَاودُ طَيْشُهُ عَنْ نَفْسِهِ , وَ تَمُدُّ ألْسَنَتِهَا أَحْيَاناً بِحَمَاقَةٍ فيْ وَجْهِ هُدْوءِهِ .

هْوَ السَعيدُ الْذَّي لاَ يَجْدْ سَبَبًا وَاحِدًا يَتَكَرَّمُ عَليهِ بِدَعْوَةٍ بَخْيلَةٍ لِلسَعَادَةِ , ولوْ لِثَوَانٍ مَعْدودْة .

هْوَ الْحَزينُ الْذَي يَملاُ الْمَكانَ ضَحِكًا, دَوْنَ أنْ يَشْعُرَ الْآَخَرُوْنَ بِ حُزْنِهِ, و هْوَ الْذّي يتَجَوَّلُ بِ عيْنيَه فيْ وجُوهِ الْحزَانَى الْآخْرينَ بَحْثًا عَنْ صِلةٍ حُزْنٍ مُشْتَرَكَةٍ أُخْرَى .

هْوَ الْذَّي يُقْرَّرُ التَوَّبْةَ كُلَّ سَاعةٍ , وَ يَعودُ لِارتِكَابِ الْخَطَايَا الْغَبيَّةِ قَبْلَ أنْ تَنْتَهي الْسَاعةِ .

هْوَ الْحَامِلُ لِكُلِّ الْجينَاتِ الْمُتَنَاقِضْةِ, وَ الْمُذْهِلُ فيْ ذَلِكَ أَنَّهَا جَميعًا سَائِدَةٌ, وَ لاَ يُوجَدُ بَيْنَها جينٌ مُتَنَحي ..

هْوَ الوَلدُ [ الدافور ] و الْمُشَاكِسُ فْي نَفسِ الوقتِ , الْذَّي يَجْلسُ فْي الزَاوَيةِ الْأَخيرةِ مِنْ الْفَصْلِ , وَ يَوَّزعُ النُكَات وَ التَعْليْقَاتِ وَ الْأَلْقَابِ الْمُضْحِكَةِ عَلىَ مُعَلميهِ وَزُمَلائه .

هْوَ الْمُرَاهِقُ الْذّي يُمَارسُ إِزْعَاجهُ فْي الْحَاراتِ الْمُجَاوِرة .. و يَخْتَلقُ الْمَشَاكِل مَعْ كُلِّ مَنْ يَدخُل حَارَتَهم .

هْوَ الْلاعبُ الْمُوهوبُ الْذَّي يُصْرُ شَبَابَ الْحَارةِ عَلى لَعبهِ فْي كُلِّ مُبَاراةٍ يَلْعَبونَهَا .

هْوَ الْعَاشِقُ الْمُتَيَّمُ الْذَّي يَكتبُ عَلَى جُدْرَانِ مَدْرسةِ الْفَتَاةُ الْتي يُحْب :
[ أحبك وَ بِجِوَارهَا أوْ أعْلاهَا رَسْمٌ لِقَلبٌ قدْ اخْتَرقَهُ سَهْم .. ]

هْوَ الْذَي يُحَاوِلُ كِتَابة الشَعْر , ويَفْشلُ كُلَّ مَرَّة فْي الْوَزن ولاَ يَهْتَّم.

هْوَ الْوسيم الْذَّي يَلْفِتُ انْتِبَاهَ الْفتيَاتِ فْي أيِّ مَكان , ويَعْتَبرنَهُ فَارِس أَحْلامِهن ..

هْوَ السَاخِطُ عَلَى كُلِّ مَا هْوَ سَيء , الْبَاصِقُ بِوجهِ كلِّ مَا هْوَ سَيء , الرَاكِلُ لِكُلِّ مَا هْوَ سَيء ..

هْوَ الرَجُل الذَّي مَازَال يَحْتَفِظُ بِ طِفْلهِ دَاخِله ..

هْوَ الْآَدَمي الْذَّي أتَسَائلُ كُلَّ وَقْت : مَا هْيَ طَيْنَتُه ؟ وَ كَيْفَ هْوَ شَكْلُه ؟ وَ أينَ سَ ألْتَقيْه ؟
وَ لاَ أَصْلْ لِإجَابَة !

بِ اِخْتِصَارٍ : صَديقٌ هْوَ أَنَا , وَ أَنَا هْوَ !!

أَتَعْلَمْ لَمْ أعْد أبْحَثُ عَنْه ؟
لَيْسَ لِأنني لْمْ أجِدْه وَ لنْ , ولَكن لِأنَّني لمْ أَجِدْني أيضًا !!


الأحد 25/5/2008م
20/5/1429هـ

 

التوقيع





..., يَاربَّ فَاطِمَة.


التعديل الأخير تم بواسطة أحمد الحربي ; 05-26-2008 الساعة 12:18 AM.

أحمد الحربي غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:51 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.