الإنسان صالح العزّاز - رحمه الله -

[أحمد الحربي]

صالح العزاز مصور فوتوغرافي
ولد في القصيم شمال السعودية عام 1959 م .
عمل في الصحافة ( كتب في الشرق الأوسط - المجلة - القبس وغيرها ) .
أبدع الفنان في التصوير الفوتوغرافي .
تلعب صوره في المساحة الفاصلة بين الضوء والظل .
التباين الضوئي واضحاً في لقطاته .
حاز من الاتحاد العالمي في الصين عام 1997م .
التقى بلوحاته التصويرية مع الشاعر قاسم حداد في ديوانه المستحيل الأزرق .
إستخدم أسلوب جديد في كتابة القصة القصيرة ( زقزقة ) وهي اللقطات السريعه للأحداث
فبدت لوحة متكاملة غاية في الجمال .

المصدر موقع عربيات ..بتصرف يسير.

 

[أحمد الحربي]

صالح بن عبد الله العزاز
ولد في مدينة الخبراء بمنطقة القصيم (وسط السعودية) عام 1959 ، عرُِف بأنه من أوائل المصورين الفوتوغرافيين السعوديين، واشتهر بالصورة التي التقطها للمتظاهرات عام 1990 مطالبات بقيادة المرأة للسيارة في السعودية. زوجته بدرية القبلان، أنجبت له خمسة أطفال: أربع بنات هن: الشيهانة وشهد وشهلاء وليانا، وابن واحد هو: عبدالله.

بدأ حياته العملية مبكراً، بعد أن ترك دراسته في كلية الهندسة في جامعة الملك سعود في الرياض، كصحفيّ قي جريدة اليوم بمدينة الدمام (شرق السعودية) إلى أن تولى إدارة التحرير فيها، ثم رئيساً للتحرير بالنيابة. تنقل بين العديد من الجرائد والمجلات السعودية، وتولى فيها مواقعاً قيادية، كما أسهم بكتابة المقالة اليومية والتحقيقات الصحافية في العديد من الصحف المحلية والعربية مثل جريدة الشرق الأوسط اللندنية، والقبس الكويتية، ومجلة المجلة.

يعتبر العزاز من أوائل السعوديين المهتمين بالتصوير الفوتوغرافي، خصوصاً بعد قيامه بتصوير النساء المتظاهرات عام 1990 اللواتي طالبن بقيادة المرأة للسيارة في السعودية. حاز على المركز الثاني في المسابقة العالمية لاتحاد المصورين العالمي في الصين عام 1997. كما أقام العزاز عدة معارض شخصية كان أهمها معرض بلا حدود الذي أقيم عام 2001، وسبقه معرضه الذي اختار أن يكون في وسط الصحراء عام 1996. أصدر كتاباً يحتوي على صوره، بتعليقات شعرية كتبها الشاعر البحريني قاسم حداد، بعنوان (المستحيل الأزرق) بثلاث لغات : العربية والإنجليزية والفرنسية.

اكتشف صالح العزاز أنه مصاب بالسرطان أثناء صيف 2002، خلال إجازة كان يمضيها مع عائلته في الولايات المتحدة الأمريكية، وتم إدخاله مستشفى هيوستن للعلاج من المرض الذي استشرى في رأسه، كتب من هناك مقالات أسبوعية لجريدة الشرق الأوسط، قبل أن تتدهور صحته كثيراً، ويدخل في غيبوبة نُقل على إثرها إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، ليلفظ أنفاسه بعد وقت قصير في الخامس عشر من ديسمبر من عام 2002.

المصدر موسوعة ويكيبيديا .

 

[أحمد الحربي]

دخل صالح العزاز الولايات المتحدة في مطلع أغسطس (آب) من العام الجاري 2001 سائحاً يبتغي إدخال البهجة على قلوب صغاره، وأراد الله تعالى أن يعود الصغار دون أبيهم وأمهم حيث أصيب صالح ومحبوه بمرضه، وبقيت الزوجة عضداً لرفيق الدرب، حيث يتلقى العلاج حالياً في (هيوستن بتكساس).
ذهبت إلى (هيوستن) بحثا عن سبق صحفي، فإجراء أول حوار صحفي مع مصور عالمي كصالح العزاز بعد تجربة المرض، يعتبر في العرف الصحفي سبقا.
وبين جلسات جرعات الأشعة النووية التي يبدأ معها برنامجه اليومي كل صباح، وبين جلسات المساء لتناول حقنة (الكيمو ثريبي)، هكذا هو كل يوم. ورنين الهاتف للسؤال عنه وبين أوراقه مساعدة ممرضته النبيلة أم عبدالله زوجته ورفيقة رحلة العمر، استطعنا أن ننجز هذا الحوار بكل الحب. كان صالح يتكلم بعمق غريب، صوته كان يأتي من الداخل وليس من شفتيه، وكأني كنت أجري حوارا مع روحه.. فقد بدا أكثر شفافية، وبدوت أنا أكثر خشوعا، كان حديثه يأخذني لعالم مليء بالجمال، لا أعود إلا حين يكف عن الحديث فأطرح عليه السؤال سريعا كي لا يكف عن الحديث..
حين انتهى الحوار الذي وددت أن لا ينتهي، خرجت أكثر تصالحا مع العالم.. وأكثر ارتباكا..
فكيف أقدم صالح العزاز الذي رأيته بعد المرض..؟
هل أقول أنه لقاء مع أديب وفيلسوف ومصور.. ؟ هذا لا يكفي..
أظن أقرب وصف أقدم به صالح هو.. قديس حمل كاميراته ليصور جمال خلق الله..


لن نطيل عليكم ونترككم مع الحوار البهي:قلت إن تجربة المرض أقسى واهم من تجربة الحياة لان المرض يكاد أن يبيد كل شيء لكنه في الوقت نفسه يحتوي على كل شيء. كيف؟

بدأت تجربة المرض بالنسبة لمثل نهاية عرض فيلم سينمائي، حيث تضاء القاعة وتفتح المخارج وتبدأ الأصوات ترتفع بوجهات النظر المتعددة. هذا لا يحدث عادة دون مشاهدة العرض أو الفيلم. وان حدث فانه لا قيمة له. بالنسبة لي مع المرض شاهدت نفسي بزاوية مختلف، وبرؤيا فلسفية أكثر عمقاً. أنا لم أتغير كثيراً. لم تستطع الظروف ولا المتغيرات ولا إغراءات الحياة أن تمس أو تطمس ذلك اليقين المزروع في الأعماق منذ الطفولة البريئة حيث كانت الحياة كذلك. لكن الذي حدث مع المرض أن هذه الأشياء تجاوزت حدود الشخصي إلى العام، فأصبحت المسألة مطروحة للنقاش لأنني أريد أن انقل رسالة- واعتقد أن كل إنسان مسلم هو صاحب رسالة أخلاقية وفلسفية لكن عليه أن يدرك كيف يمكن أن ينقل ويوصل هذه الرسالة.
أريد أن أؤسس لنوع من الأدب الإنساني بإطار أخلاقي رفيع. فان أصبت فالحمد لله وان أخطأت فأنا وحدي أتحمل المسؤولية.
نعم المرض يحتوي على كل شيء. لان الحياة ملهاة كبيرة. المرض أو الأزمات الكبرى
من هذا النوع تأخذنا إلى مقاعد المشاهدين لكي نرى أنفسنا عن بعد. وأنا هنا لا اعرف ما إذا كنت سوف أعيش أم أنني سأذهب بالاتجاه الآخر. هذه مسألة في علم الغيب، والموت حق والأعمار بيد الله. وقد فكرت بالقبر والحساب وبالماضي والحاضر وبالمستقبل. ووجدت نفسي أمام فرصة عظيمة لتدارك ما يمكن تداركه. وهذه نعمة كبرى.
كم من الأصدقاء والأقارب والذين نعرفهم ولا نعرفهم ماتوا هكذا مثل لمح البصر.
اعتقد انه شيء رائع وجميل أن تكون مسلماً بهذا الطراز الذي تخرجه بيئة نجد البسيطة جداً، حيث تبدو الحياة مثل ارض منبسطة بدون تعقيدات فلسفية كبرى. وإذا كان هناك تعقيدات حدثت أو تحدث فيما بعد باسم الدين فهي إنجازاتنا نحن البشر وهي لا تعبر إلا عن قصورنا وعدم فهمنا، حتى نصبح كالغراب الذي أضاع مشيته ولم يتقن مشية الحمامة.


ما هي الأشياء الصغيرة التي كنت غير آبه بها قبل تجربة المرض؟ وهل ستعيد سياستك نحوها؟
قلت أنى لا آبه بالأشياء الصغيرة، ولازالت هذه طريقتي في الحياة. لا أحب أن أكون طرفاً في القضايا الشخصية. أكره أن يكون لي قضية مع أي طرف آخر لأنني أضع وأفسر الأشياء في إطار القضايا العامة. لان القضايا الشخصية تسرق الوقت والجهد ولا تنتهي. لكن من تجربتي القضايا العامة لا بد أن تقودك إلى نتيجة، بغض النظر عن نوعية هذه النتيجة. ثم انك إذا أخذت الأمور في إطارها الشخصي تدخل في الجوانب العاطفية وحدود الخطر فيها حيث الحقد والكراهية... الخ. هذه الأشياء تسرق من بهجة الحياة دون أن ندري وتغلق طريق العودة إلى الأشياء الجميلة.


أين وصلت في معركتك الشرسة مع عش العنكبوت؟ وهل صحيح أنها كانت معركة من طرف واحد؟
ابدأ يومي بالصلاة وقراءة القرآن واختتمه كذلك.
واشعر بان الله سبحانه وتعالى برعاني برحمته. أنا غير خائف وغير مضطرب، على الرغم من اللحظات الصعبة التي أمر بها حالياً. ولكن عندما أتذكر من هم خير مني وقد مروا بهذه التجربة، منهم من قضى ومنهم من ينتظر، أحمد الله كثيراً على كل حال.
وشعاري هو أن المؤمن مبتلى، إذا ابتلي صبر وإذا أعطى شكر، أليس رائعاً حقاً أن يكون في ثقافتك هذه النوع من التفسير لازمة المرض. تخيل انك تحدق في عيون الأطباء فقط دون هذا المفهوم الأخلاقي لمعنى المرض. بدون ذلك تكون قاحلة وموحشة وكأنك في بحيرة للتماسيح. إذا هي ليست معركة طرف واحد. فأنا مؤمن بـ(وإذا مرضت فهو يشفين). فقط علي أن انجح في الامتحان. والموت حق على كل حال.

كيف وجدت تجربة قرع أبواب السماء يا ابن ظلال النخيل؟ و ما الذي وجدته جديدا فيها؟
هي تجربة رائعة تعلمت منذ الطفولة من جدتي رحمها الله. وقد قلت في رثائها أن الحياة بدونها وبدون دعائها ستكون موحشة وصعبة. كانت تقرع أبواب السماء بالنيابة عني وعن الآخرين من الذين تحبهم. لكن أن توقف راحلتك أنت وتلجأ إلى باب السماء في انتظار أن يفتح لك باب الرجاء فتلك تجربة عظيمة ورائعة فلسفيا ونفسياً.
وأنا لا أزكى على الله أحدا، لكنني إن شاء الله بعد هذه التجربة إذا ما كتبت لي الحياة فأنني سأكون أفضل مما كنت. لم أكن سيئا أبدا في أي مرحلة من مراحل حياتي. لكنني لم أكن دقيقا جدا في بعض خياراتي سواءً المعلنة أو تلك التي كانت تتم في الخفاء.



تكاد تمضي شهرك الخامس بعيدا عن " وطن فسيح منسوج من أشعة الشمس"، يبدو انه أطول ابتعاد إجباري لك خارج الوطن.هل زادت الغربة من ألم المرض؟
في البداية كنت اشعر أنني مجرد سجين في المنفى. داخل مدينة هي عبارة عن غابة من المستشفيات والمرضى. كان مصدر الألم هو الحنين إلى عالمي الخاص. إلى الثمامة... إلى المصَفّر... إلى شواطئ نصف القمر... إلى جبه... وحائل... إلى جدة... اشعر أحيانا أنني من القلة القليلة التي تستمتع حقا بحياتها في المملكة.
كل يوم له مذاقه الخاص، متعة بلا حدود... واعتقد أن هذا مرده إلى أشياء كثيرة، أولها الحب.. ثم الحب... ثم الفن... جميل ورائع أن ترى الأشياء من خلال إطارات مختلفة ومتعددة، أو على الأقل أن يكون لديك الوقت والاستعداد والرغبة في تجريب هذا الشيء.


قلت عن الوطن:"أحبه ويحبني في علاقة نادرة مع هذا الحب". كل الناس تحب أوطانها. فماذا يميز حبك أنت؟ و كيف احبك الوطن؟ وما الذي جعل علاقتكما مختلفة؟

مرة أخرى هو الإطار المختلف. لقد قررت أن أحب هذا الوطن، الجغرافيا والتاريخ، مثلما فعل الملك الموحد جلالة الملك عبدالعزيز.. أجل نحن الحجاز ونحن نجد... ومن أقصى الشمال إلى الجنوب لم أتوقف عند أية حدود فحدودي هي المملكة. لقد نزعت تلك المفاههيم الإقليمية والطائفية من تفكيري.ولدي أصدقاء رائعين في القطيف والأحساء
ورجال ألمع والجوف وحائل مثلما لي أصدقاء في الخبراء أو الرياض ربما أكثر.كنت اسكن أيام الجامعة مع زملاء من القطيف ولا زلت احتفظ معهم بأجمل الذكريات. حيث كنا نأكل ونصلي معا..ونضحك معا..هل تريد أكثر من ذلك..

تحدثت عن اليقين في مقالاتك التي كتبتها عقب محنتك الأخيرة. هل وجدت اليقين مختلفا في الأزمات عنه في الرخاء؟ وهل داهمك اليأس فعالجته باليقين؟

في تجربة المرض من هذا النوع تصبح المسألة أكثر عمقا وأكثر شفافية مع النفس. والإنسان بطبيعته وكما ورد في القران وفي التراث الإنساني في الرخاء هو غيره في الأزمات.لان الأزمات الكبرى تأخذنا إلى المختبر تضعنا في المواجهة مع حقيقتنا. وأنا احمد الله كثيرا لأنه أسبغ علي نعمة اليقين. تخيل نفسك بدون يقين في هذا الصقيع !



أول صورة يلتقطها صالح بعد أزمته الصحية خلال حوار مجلة الإقلاع، عندما انتهى من التصوير قال: اشتقت لصوت الكاميرا

عندما أخبروك بضرورة أجراء عملية جراحية لنزع ورم دماغي في الجزء الأيمن من الدماغ من الدرجة الرابعة، وطلبوا منك كتابة وصيتك، فكتبت : (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا). ألم تخف من تلك اللحظة؟

لقد بكيت.. وقد حاولت أن لا أفعل.. لكنني بكيت، وجدت أن في هذا الأمر راحة للنفس.
لم أكن خائفا بصورة ملحوظة. بل تحدثت مع الممرضات وفريق المساعدين عن أشياء كثيرة قبل الدخول في حالة الغياب.. وخرجت بسلام والحمد والمنة لله.

قلت انك آمنت بان (المحنة التي لا تقتلك تقويك)... كيف أصبحت أقوى الآن؟
أصبحت أقوى إن شاء الله بتجربة معاندة هذا المرض لكي أساعد من قد يمروا بنفس التجربة وهذا سلاح لم أكن املكه من قبل. أصبحت أقوى بقائمة رائعة من الأصدقاء هبوا للوقوف معي. وأنا فخور بأصدقائي.

هل اختلف تعاطي التعاطي مع فلسفة الألم والمرض عمليا عنه نظريا؟

هناك دائما مسافة فاصلة بين حدود النظري والتجريبي. والمرض مثل السجن مهما قرأت عنه حتى من تجارب الآخرين لا تستطيع أن تفهم كنهه أبدا. وأنا في جزر الصقيع اقصد غرفة الانتعاش وجدت نفسي أمام تفاصيل جديدة في الحياة. رأيت جوانب الضعف الإنساني وهي تبدو عادية وبسيطة في إطار الحياة العادية. لكنها هي غير ذلك أبدا.
هل تعرف معنى أن لا يكون باستطاعتك الذهاب بنفسك إلى الحمام؟!
إذا جربت هذا الأمر فلابد أن تعرف معنى حقوق المعاقين وحاجتهم إلى مجتمع متحضر
يتفهم حقوقهم واحتياجاتهم النفسية والصحية ضمن إطار أخلاقي وقانوني وإنساني.
تذكرت أخي وشقيقي بندر الذي أمضى فترات طويلة في أحد مستشفيات الرياض ونحن كنا وقتها مشغولين جدا في قضايا بعيدة عن كل شيء!!



لماذا اخترت التصوير الفوتوغرافي وسيلة للتعبير؟
وجدت في وسيلة التصوير القدرة الأكثر على التمتع بجماليات الحياة دون أية ضوضاء في اللحظة. تشابك الصورة مع المجتمع أكثر براءة من تشابك النص المكتوب. الوصاية على الصورة اقل حدة منها على النص. لان الكتابة في ظل عدم وجود قوانين وحدود واضحة يمكن أن تتحول إلى ما يشبه الوشاية يحدث ذلك دون أن تدري.

كيف نشأت علاقة الحب بينك وبين الكاميرا؟

عندما انتهيت من الدراسة الثانوية وبتفوق من ثانوية الخبر، كنت احلم بان أكون مخرجا سينمائيا وليتني فعلت لأنني اكتشفت الآن انه في هذا الإطار يمكن أن اخدم رسالة بلدي وديني أفضل ألف مرة من الكثير من الوسائل المزعومة الآن والمتبعة. لكن لسوء الحظ لم يحدث هذا، لأنني ببساطة في مجتمع لا يؤمن أصلا بالسينما! وهذا أمر لا أستطيع أن افهمه أبدا. ربما لهذا السبب حاولت الاقتراب من الأمنية الأولى حتى اصطدمت بالتصوير الصامت فوجدت فيه ما صادف أحلاما قديمة استيقظت مجددا، وهكذا ففيه تفريجُ همٍ وصحبة ماجدٍ وكسب معيشةٍ.



أراك أبحرت في معان فلسفية للألم والأمل والرجاء والخوف والمرض والصحة والحياة والموت... هل أيقضها المرض فيك؟
تجربة المرض مثل عاصفة ممطرة مرت على صحراء قاحلة. لا بد أن تترك هذه التجربة آثاراً كثيرة لعلها تثمر خيراً أن شاء الله، وهذا ما أسعى إليه.



مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جميل الحجيلان في المعرض الأخير

قمت بتصوير محاولة مجموعة من السيدات السعوديات قيادة السيارة في مطلع التسعينات إبان أزمة الخليج. هل كان الدافع بحثا عن سبق صحافي؟
كنت ولا زلت اعتقد أن المجتمع بحاجة إلى اختصار في الوقت والجهد للتخلص من بعض المظاهر الاجتماعية التي لا سند لها. كنت ولا زلت اعتقد أن هذه صورة من صور التعبيرعن التخلف الحضاري والإنساني، مثلها مثل موقف المجتمع في يوم من الأيام حيال تعليم المرأة. وليس بالضرورة أن يكون هذا الاجتهاد صحيحا مائة في المئة. لكنه يتم بحسن نية. والذي حدث أن الأمر فُسِّر بطريقة ابعد ما تكون عن حسن النية، وذلك بسبب ظاهرة النفاق السياسي والاجتماعي في تلك الفترة المواكبة للظاهرة الأفغانية. وقد وقع للأسف الخيار عليّ لكي ادفع الثمن دون أي حق قانوني أو أخلاقي،
وقد دفعت ثمناً تقشعر له الأبدان لو وضعناه في إطاره الديني والأخلاقي فانه يبدو أكثر خطورة من أن تقود المرأة السيارة، أو لا تقودها.

تركت العمل الصحافي. هل كان عاجزا عن نقل ما تريد قوله؟ أم أنها توالي الخيبات فيه؟



بيعة العمل الصحافي مرهقة جدا بالنسبة لي. وتجربتي على الرغم من جمالها مع الكثير من الزملاء... إلا أنني وجدت أن راحة البال أهم من أي مجد يمكن أن تحققه الصحافة. وراحة البال والصحافة في العالم العربي عموماً لا يلتقيان أبدا.. لذلك اخترت راحة البال. أنا مشغولٌ بالشيهانة والشهلاء وشهد، ليس لدي طموحات أو تطلعات بعيدة عن حياتهم. هم الآن بوصلتي التي أسير على هداها، وأريد دائما أن أتأكد أن هذه البوصلة تشير إلى الاتجاه الصحيح، والله ولي التوفيق.


غلاف المستحيل الأزرق آخر كتب صالح

هناك من الأصدقاء من يعتقد انك جاملت صديقك قاسم حداد في المستحيل الأزرق على حساب خصوصية تجربتك، وبخاصة أن نصوص قاسم قد لا تكون في متناول الفئة نفسها التي قد تعجب بالعمل التصويري في الكتاب.؟



أنا فخورٌ بعلاقتي الشخصية بقاسم حداد وكذلك بان يكون هناك عمل مشتركُ معه.
وقاسم يكتب نصا مبتكرا وهذا النوع من الكتابات تحتاج إلى جهد لا يملكه القارئ الكسول. قاسم يجبر القارئ على بذل المزيد من الجهد العقلي والنمو الفكري وهذا يتطلب وقتاً وخيالاً ونحن في زمن المواعظ السريعة والأفكار المعلبة.
أنا رجل أؤمن بأهمية الخيال من اجل حياة أكثر إبداعا وحيوية.

جميع الحقوق محفوظة لمجلة الإقلاع © 2000-2002
majallah@eqla3.net

المصدر موقع قاسم حداد ( جهة الشعر )

 

[أحمد الحربي]

هذه الصورة منقولة من منتديات سكاكا الجوف - موضوع عن المغفور له بإذن الله صالح العزاز للعضو منقع الطيب

 

[أحمد الحربي]

تعليق صالح العزاز : ثمة حقول للقمح في الارض لأن ثمة حقول للماء في السماء ... ولايدرك هذه المعادلة الصعبة الا ابن الصحراء (ساجر 1992)

قراءة الشاعر قاسم حداد :
نسميك أحلامنا
في قميص من الغيم
يأتي من الزرقة الباكية .
نسميك أخطاءنا
في سرير من القمح
ينتاب أخبارنا الباقية .
نسمي لك الريح
ياطيرنا في الرؤى المستحيلة
في أرضنا النائية .

 

[أحمد الحربي]

تعليق صالح العزاز : دائماً هناك علاقة خاصة بين الابل والانسان ، لكن الحيوان في هذه العلاقة يبدو أكثر إنسانية وألفة وفاء ( الجنادرية 1994)

قراءة الشاعر قاسم حداد :

ما الذي تعرفه عن الحياة ؟
لم تختبر الليل والنهار في الحيوان الابيض .
اما أنا
فقد حملت الشمس من مشرقها حتى مغربها
وضربت في صحراء مزخرفة بالمفازات
تمنحني الطبيعة رائحة القهوة
ومن رأسي ينبعث الجمر .
حولي أشباح تزعم أنها الناس
وتحت يدي أعراف الحيوان .
وأنت تقف هناك
تسال الاسئلة .
ماذا تعرف عن الحياة

 

[أحمد الحربي]

تعليق صالح العزاز : إنه أنت وأنا في لحظة من اللحظات ( الجنادرية 1994)

قراءة الشاعر قاسم حداد :
شجن أليف
مثل تغضنات الحب في ملكوت الله .
من يقرأ الشخص
والجسد الآدمي الشريد
تجاعيد في عتمة المشتهي .
فتنة
في الطريق البعيد .
آه
ما أبعد الوقت
ما أقرب المنتهى .

 

[أحمد الحربي]

تعليق صالح العزاز : طفلة صغيرة يعبر ظلها خطوط الرمل . فلا الظل باق ولا الخطوط باقية الى الابد (الدهناء 1994)

قراءة الشاعر قاسم حداد :
حارس الرمل
يمشي ويكتب
يمشي ويتعب
يمشي وينسى .
حارس الرمل
كالرمل
تجتازه الريح
يقرأنا في كتاب الهواء
فيمحو .. وينسى .