اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إغفاءة حلم
صُبـــحي ...
مذ عهدي بكِ وأنت القابضة على تفاصيل السماء ..
تلك التي لاتقبل بأن يكون مصير مولدها من يد البدايات .. ولا تأتي النهايات .. كحدٍ لها ..
تختزلين الكون .. في كف محبرتك الزرقاء ..
تطوفين بنا .. عتبات الأرض .. وبقعة الأرواح
بخطوة قلمكِ الواسعة التي تتجاوز الـ أنا
لتكونين هم ..
أصابعكِ مفاتيحُ أقفاص صدورهم .. وفضاءاتكِ الرحبة .. إنعتاق طائر قلبهم ..وكل حرفٍ منكِ ..
أجنحة مُشبعة بالهواء ..
كان الضوء يتكاثر بتلك التجاعيد .. ويفردها مساحاتٌ من نور ...
صدقيني ..حتى كلماتهن التي كانت تخطو بعكاز على صراط لسانهن ...
شعرت بها تجري كما البرق .. وتشكرك ...
تُقبل أصابعكِ فتفوح منها رائحة الريحان ..
تلك التي تسمو في مفرق جبينهن...
ثقي تماماً أنكِ حين كُنتِ تُطلين بعدسة حرفك المستقبلية .. على ذاك النور من عُمركِ ..
كُنتِ تُشعلين الصباحات بكفهن ..وتبدلين نبضاتهن بالعصافير ..والأطفال كانوا ينمون بدمائهن ...
صُبحي ...
توقدين شموس حُبكِ في قلبي بلا أُفول
|
نعم ... بلا أفول ..!
أي أفول يارفيقة وأنا أراكِ الآن على مقربةٍ من قلبي تتحسكِ روحي
وكل تلك المهابة التي تعلو جبينكِ ومفرق الريحان المستوي بأناقة ألف شابة أو يزدنّ ...
متشببة على مرّ الزمانات تصلب الأيام عودها على صدرك وتمضي !
وكأني للتو ألمحكِ بين تمركِ وعبق بخوركِ تجهزين المكان لإستقبالي كطائراً يجهز عشه على خيرة الأشجار ، تتركين لي في كل ركنٍ لمسة من ظلكِ وأصالة وصلك !
وتوشوشين العمر أن لا يمرّ سريعاً حتى أصلكِ ..
وكأني أرى نفسي بين يديكِ تهمسين لي " فديتش " حياكِ الله فهذه أحسائي ، نخيلي ، مائي وطيني !
تستقبليني باستقامة الشباب والحياة مائلة للرحيل وألف شطب في جدار العمر النحيل وتضحكين كلما تذكرين الذهن الذي فارقنا والحرف الذي كان يوماً مهارتنا !
وتسألين : أين هي زهرتنا ؟!
أهو الضغط الذي منعها عنّا ؟
أهو دلالها المعتاد في صدرها الذي أخرّها ؟
أهو قضمة العمر في دفترها ؟
أم بعضها الذي لم يعد ينبض في صدرها ؟!
أكاد أراكِ ياصديقتي ..
نفس الروح التي تحملين لم تتغير ، لم تتبدل كحال الكثيرات والكثيرين
سمو بجانب سمو يتصاعد جلياً ولا يكاد يتوقف عند السنين ...
مثل ذلك النخل ، كتلك الينابيع الحارّة ، كالحضارة والتاريخ !
لا حرمتكِ أبداً ...