أنتِ يا عائشه تأخذينني لـ أماكن جميله من الذاكره
أسماء
كانت صديقة مرحله من عمري
ذلك الممر الضيق الذي يفصل بيتنا وبيتهم ..
كنا نلتقي فيه ليلاً .. نهاراً..
و وجه أسماء الاسمر يغيب
في اللحظات الأخيره بعد صلاة المغرب
لكن صوتها يتصاعد ..
حنين
ما زلت اتذكر ملابس أسماء العمانيه التقليديه
وألفاظها كذلك
أتذكرين سيارة جدها
ما زالت للآن تمشي نصف ساعه وتقف نصف يوم
هل تذكرين تلك الوجبات البحريه التي تعدها أمها للغداء والعشاء في نفس الوقت
كانوا يخلطون عجين الخبز بـ الأسماك الصغيره
وكنا نندهش من ذلك الطعام الغريب
ونخشى أن نتذوقه
يااه
ما زلت أتذكر تقاسيم وجه جدها القديم وأطفاله .. وهو يأتي لهم قبل المغيب بدقائق قليله ويجلسون في ذلك الفضاء جميعاً
وأنا معهم
هل تذكرين شقاواتنا وجولاتنا للأجزاء البعيده من الحي الذي نقطن فيه
كلما زارنا مطر
ونحتفل
ونحتفل
ونحتفل
ونتشاجر بعد كل ذلك
لـ تزعل أسماء لـ أيام قليله فقط
ثم تعود
وترضى وحدها
تأتي لـ بيتنا من الصباح الباكر
تتجاوز كل شيء
وتدخل غرفنا بدون استئذان
وتقترب منا
كانت لا تخشى حتى من ردة فعلي عندما يقظني أحدهم في الصباح الباكر
وأنا للآن ما زلت أمارس هذه العاده وأتشاجر مع كل من يُقظني حتى وإن كانت لدي الرغبه في الاستيقاظ مبكراً ..
أسماء التي كانت تقضي أغلب ساعات اليوم في بيتنا
ما زلت أتذكر ذلك الركن الذي تفضل الجلوس فيه
لـ يفصلها عنهم
ما زلت أتذكر الأوقات التي نفضل اللعب فيها
في عز الظهر
والشمس في منتصف السماء ونحن نجتهد في الشقاوه
كم من القطط التي ركضنا خلفها وأرهقناها في مزرعة جدي
حتى ماتت
ما زلت أتذكر تسريحة شعرها العجيبه
كانت تلف كل شعرها من ناحية واحده .. ثم تقسمه في منتصف رأسها .. لـ يتدلى
ولكنها تفشل
كانت لا تهتم بشكلها كثيراً
كم من الأماني التي رسمناها سوياً
وتركناها عند الأرجوحة التي شهدت آخر لحظات طفولتنا
كم من الأرواح التي تعرفنا عليها
والسبب أسماء
ما زلت أتذكر فستانها يوم زفاف أخيها
ورقصها الغجري
على الرغم من أنها كانت سمينة
إلى حد ما
كم من العرائس التي تقاسمناها
لـ نتعلم الأمومه
على يد أسماء
حتى أخوانها كانت تطردهم من بيتنا
لأنها تريد أن تمارس حريتها بالشكل الطبيعي كالعاده
بالأمس وجدت اخوها أسعد وأحمد في الجمعيه القديمه
تقدموا نحوي بـ خطوات واثقه
وصافحوني
ثم ابتسم أحمد
ومضى
أسماء اليوم عندما تراني
تضحك كثيراً
ولكن بصمت
أحب طريقة حياتهم يا عائشه
وأريد أن أقضي يوماً آخر في هذا الوقت بالذات معهم
..
لن أنسى سلمان
الذي كان يسميني "صلصل" كنت أكره كثيراً
كنت ألقبه بـ الفأر
وهو كذلك
ما زال سلمان يا عائشه يحمل أذانِ كبيره
رأيته قبل أيام
في مستشفى منطقتنا
يتسكع
ولم يعرفني