إذا الصُبحِ تنفس...

[صبا الكادي]

إن طال غيابي وافتقدني قلبك فسأل عني:
الليالي السرمدية ووحشة الأرواح..وذاك الألم القابع بين عيني الانتظار
وأسأل الصوت المختنق في حلقي..والمناديل وهي تحتضن دمعي..
أسأل القصائد وهي تكويني
والبرد يعصف في حنايا صدري
أسألهم وإن لم يجيبوك ف سلهُ عني..!
سل قلبك...
هل لمس سماء لا غيم لي فيها..هل وطء ارض لا زهر لي فيها
سلهُ..بل ناشده بالله
من كان السبب وراء ضحكتي المزيفة
ونومي العميق..ومسح الواني..وضياع عناويني..
ذكره..ما تبقى مني..أين ألقاه
فلست اذكر سوى روحي تغفى في أحضان الغياب..تتوسد صدر الانتظار
وصحوت على قصاصة ورق كُتب فيها:
إن طال غيابي وافتقدتِ حضوري فسألي عني: الأموات

 

[صبا الكادي]

كل شيء قديم...عاد بين يدي..
يشهد على البسمة أنها ذات يوم كانت في حياتي ومازالت..
تلك الأوراق الصفراء..وبقايا أثر خط أقسم أن لا يفارقني.
تلك الصور.. وتبدل ملامح الوجوه فيها..وبقاء القلب ينبض لهم شوقاً.
طردت شبح الحزن عني وأنا أقلبها بين يدين ترتجف حنين للأيام الخوالي بـ ضحكة من قلبي
يااه هذا قد كبر..وازداد وسامة
تلك..مازالت شقيه وتحتفظ بذات الابتسامة
وذاك الطفل السمين..حينما تجاوز العشرين..عرف كيف يكسب قلوب الصبايا
بجسم رشيق..ولسان لا يمل من الكلام الجميل
وهذا أنا...روحي خفيفة كـ ريشة لا تعرف الحمل الثقيل
وصاحبة هذا الخط..نست أن تذيل كلماتها بـ اسمها..ولكن بصدق مشاعرها عرفتها
حتى ما مر علي في الصفحات من أسماء لم أتذكر ملامح أصحابها..كانت قريبة من روحي فـ عانقتها.
يااااه ما أجمل الذكريات بهم..
وما أجملني في عين صغيرتي وهي تقلب الذكريات معي ..

""رباه عتقت الأوراق والصور منهم...ولم تعتق ذاكرتي منه""

 

[صبا الكادي]

أتخبط...وفي حال السكون أنا أنا...و أنت أنت
أضيع..والأسلم أضيعني....والتقي بـ جراحي بين عينيك
أغضب أثور..أخاصم
هو ذات الحال حينما أغفو..وألمس طيفك
اضحك..أراقص نغمات الفراغ..لا يختلف الوضع عن مسح دمعي وكتم عباراتي
لا يغرنك في طرف حقيبتي وردة
ما في جعبتي من عتب...يُذْبِل زهر الشوق في صدرك
وحتى أشتهي الحديث عليك بالصبر
فـ صمتك علمني فن الحديث أنه لا يحين إلا عندما أشتم رائحة احتراقك
ويزعجك هدوئي
تهاب سكون أمواجي..
يقلقك غموضي...
اغترابي...اختلافي.. يثير زوبعة في حياتك
لا يهم...
الأهم..أني مستمتعة بـ هذا كله يا مُعلمي

 

[صبا الكادي]

يسعد صباح نكهته خوخ ومشمش

 

[صبا الكادي]

التنقل بين القنوات العربية منهك جداً للأعصاب لذلك عليك بحبة من التبلد ويباح لك مشروب اللاوعي.
وزد الجرعة قليلاً عند الانتقال مابين ذُل وقتل الرجال العرب في القنوات الإخبارية
وبين هز وسط النساء في هيك بنغني وغيره من المهازل الفضائية.
نقله ليس بالسهلة وكأن حالك يا لعربي يصفعك بقوة حتى يلتف رأسك ٣٦٠درجة.
عندما ترى الدموع تختلط بالدماء عليك أن تفرق بينها وبين العيون الدامعة
من شدة الضحك عندما تمايلت تلك الموديل في حضن ذلك الزنديق.
عليك أن تفرق بين آثار التعذيب على أجسادهم وبين آثار التان على بشرة تلك المذيعة.
اعلم بأنه أمر صعب عليكم ولكن مجرد أن تضعوا أنفسكم وبصدق في دائرة أنا عربي حتماً ستتقبل التحولات والفروق ببساطة.
في الآونة الخيرة أعزم على شراء شاشة جديدة ولكن محتارة هل يتم تعليقها على الحائط بحيث تكون مقابلة للجلسة
أو العكس واكتفي بمشاهدة الشاشة من الخلف وبذلك اضمن عدم الغثيان والدوار
مع كل صفعة أتلقاها من تناقضات الشارع العربي مابين نزف الدماء وحرقة القلب وبين مهزلة بعض البرامج.

 

[صبا الكادي]

كأن الأرض انتفضت وأخرجته من أحشائها
شبيه بـ ملامحها لونه أغبر..حافي القدمين..
تائه النظرات..مثقله أطراف أكمامه بدمعه..
تحنو عليه السماء تلقمه صدر الغيوم مطر إن جف حلقه..
تسأله الريح وهي تعبث بـ وريقات روحه من أنت؟
وتحمل صوته لـ ذاك الأفق البعيد حيث أصوات المناجين تعلوا
أجابها: محمد..!!
حقاً أبي مات وأمي رحلت وهي تستودع في طرف أذني صرختها يا محمد لا تخف
ولكن كان الحرمان عنهما بديل..
كفلني..علمني..
كيف أقسو..كيف أحمل همي ولو كنت صغير..
كيف أخفي دمعي ولا أنظر لـ قمر
ماذا تعني كلمة بشر..
أي نهايتهم مثل أبي حفرة واسمها قبر...
قالت وهي بين حنايا صدره تستكين:
يا صغيري أنت يتيم..!!
قال:يقولون عني هذا وما علموا:
لستُ باليتيم
أنا محمد بن الحرمان و وريثه الوحيد

 

[صبا الكادي]

جئت يا صبح..وهل جئت بما أوصيتك به

بـ ريح أمي من الجنوب

بـ دفء قلوب...اشتقتها

بـ أصوات الغائبين

بـ وجه أبي من حُلمي

بـ زهر الأمنيات

بـ بلسمٍ لـ ألمي

جئت يا صبح

وأيقظت فيّ

الحنين

الحنين

الحنين

وما أنا فاعلة به...؟

وكًل ما حولي أنا..والصبح الحزين

 

[صبا الكادي]

وأنا فدا صوتك الهفتان يا يمه
كل آه منك تسل الروح مني والله
يارب اشف الوالدة من كل سوء..وردها لي بالسلامة