~~ رحلات الصيف وثقافة الفصول الأربعة ..! ~~

[عبدالله بن زنان]

.
.

.


مخرج دخول


اقناع الآخرين صعب جدا في ظل محاولة الإلتفاف حول الحقيقة الغائبة



.
.





ازدحمت المطارات وبدأت حمَى الحجوزات والواسطات في الظهور على السطح
كعادة الخليجيين الوارفين وغير الوارفين كل صيف ..

ذهبت في رحلة داخلية مررت بها في مطار الرياض ومطار جدة ( ما أحفظ أسامي المطارات والجامعات لأنها كلها أسماء أصحاب سموَ متشابهة ) ..

و أثناء انتظاري أكثر من سبع ساعات لتأكيد حجزي والحصول على مقعد لأعود لمدينتي الصغيرة ( طبعا ماعندي واسطة ولا ماأنتظرت ) ساقتني الصدف والقهوة الأمريكية التي تخلو من مذاق القهوة إلى النظر إلى سيدات وسادة .. السيدات يمشون أولا والسادة خلفهم حسب البروتوكول المتطور .. سألت نفسي : ( هم ليه مايمشون بجوار بعض ) ..

(ماعلينا المهم ) .. تتبعت النظر ووجدت العبايات تذهب في مهب المطار .. والمكياج على طراز فريد وكأن الأخت ( رايحة عرس بنتها ولاجارتها ) .. حاولت أفسر بعض المناظر القبيحة جدا التي رأيتها ولم أجد تفسير منطقي.. سألت نفسي مرة أخرى ( لابد من وجود إجابة !! )..

لم أجد سوى أن المباديء تعاني من شرخ وسيع بحجم الكروش التي رأيتها .. فهذه السيدة أو ذاك السيد تجدهم داخل الوطن وكأنهم الأوصياء على الإلتزام بالثقافة الإسلامية .. وفي نهاية السنة الدراسية ( يبيعونها ببلااااش ) .. وتصبح ثقافة بالية لاتجاري التطور .. أصبت بخيبة متراكمة ( منذو مبطي ) .. مع خيبات أخرى سابقة وتعالت في داخلي أصوات الكم والكيف لهؤلاء الأفراد و ( الفردات ) ..

ولم يقطع صياحي الداخلي سوى رجل متوسط العمر .. ملابسه تعبت من كثر الغسيل.. يجلس القرفصاء ( أبسوي مثقف مشوووها يعني جالس متخدد ركبه ) وينظر للمارة السواح الداخلين إلى صالات الإقلاع الأجنبي .. بنظرة تعجب ودهشة ..

تحاورت معه عن بعد عن طريق العيون فقط .. وقلت له : لاتتعجب مماتراه فهولاء لايشعرون بقيمة الصيف ولايشعرون أن الصيف حاار وممل جدا .. هم يعلمون أنه فصل من الفصول يعني السفر منذ صغرهم ولكنهم لايعلمون ثقافة الفصول من خلال شتائية الغربة وربيع العصافير المكسورة الجناح ولا يعلمون عن خريف العمر في حلقة مفرغة إسمها الوطن .. ولا يفهمون المعنى الحقيقي للصيف وأنه يصنع من الرجال جمال قادرة على تحمل الأكثر صعوبة .. ويجعل من النساء نياق مجاهيم على مستوى عالي الجودة .. نظرا لإرتفاع درجة الحرارة واستنشاق الغبار وملامسة الجلد للـ ( عج ) بكل أريحية لم يعتادها مريدوا السفر .. فهم في حالة استرخاء تام ورطوبة جلدية فائقة الصنع بجميع أنواع الكريمات الفرنسية .. ولا يعلمون عن ثقافة الفصول الأربعة وكيفية تسلسها في حساب الإنسان البسيط العادي ..

وهذا لن يجعلهم في مستقبل الأيام يشعرون بماهية التغييرات الجغرافية المحتملة فالجزيرة العربية ستكون أنهارا وجنة الله في أرضه وحينها لن نسمح لهؤلاء بالبقاء لمعرفة تلك التغييرات وسنطلب منهم اللجوء إلى أقرب صالة مطار وسنؤكد حجوزاتهم وندعهم يرحلون إلى بلاد العم سام وبلاد ( الفطس )الشرقية والبلاد العربية الراقصة .. ولن نتركهم يستنشقون روعة الصيف القادم البعيد في أحلام مواطن بسيط مثلك ومثلي أيها الرجل العادي .

قلت له ماسبق بعين رحيمة يملؤها الإعتزاز بالثقة ومحاولة تمرير مالايمكن تمريره لمضيعة الوقت حتى يأتي موعد الرحلة ونعود إلى الصيف بطاقة جديدة وقدرة على التحمل لايعرفها أصحاب التذاكر والأوجه الملونة .


.
.


مدخل خروج


( الصيف صيف افكار وجيوب هشه
وش حيلة اللي صيفوا داخل العج

قم ياسعد عطني من الجيب فرشه
ودي أمد الحلم واحتال واحتج ..! )



.
.

.


الســـيل

 

[قايـد الحربي]

عبدالله بن زنان
ـــــــــــــــ
* * *



أرحب بك كثيراً .

:


مصيبةٌ هذه .. !

حتّى عندما أريدُ أنْ أحصل على ثقافة الفصول الأربعة
يلزمني المال الوفير أو أنْ أكون ثريّاً !!

أخافُ من ذلك الزمن الذي تقتصر الثقافة فيه على الأثرياء فقط
مع يقيني بأنّ طلائع ذلك الزمن بدأت تظهر في كل مجالات الثقافة .

:

عبدالله

يا صديقي
تشتكي الصيف وأنت المتمتع بأجواء الطائف
ما قولنا نحن أصحاب الـ 50 درجة مئوية !!

:

شكراً بحب .

 

[أسمى]

يا سيدي لنقتنع نحن أولاً..
ــ حيثُ الحقيقة لم تستطع الصمود فــــ لا تثريب على من لم يقنَع.
مؤخراً أنا سلّمت بخلاف ماكنت أدعو إليه .

أعطني خيارات أفضل وأعود إلى عهدي الأول.
بصراحة ..أنا سأشجع أولئك اللذين لا يعرفون ثقافة الفصول الأربعة على المغادرة متى مالاحت بوارق الصيف.
لأنه هُنا يتوجب على صاحب مبدأ أن يقتنع به.
ونحن لم نجد ما يدعونا لأن نقتنع بما يقول المنادون بالبقاء.
ياسيدي هم لم يطبقوا ما يدعون إليه.
لذلك وبناءاً عليه..
من لديه أدنى استطاعة للهروب من ثقافة الصيف الصانِعة برأيك ..
فـــليفعل وبلا تردد.
...
أما أولئك أصحاب المبادئ الهشة ..أتمنى لو سُحبت منهم تصاريح الخروج حينها سيكون كل شيء أفضل.
إبتداءاً من النظرة السيئة التي يتسببون فيها من خلال تصرفاتهم .وانتهاءاً بــ كل خلل جراء تعاملهم والتعامل معهم.
حيث يعبثون بمُسمى الحريةالذي يعتقدونه ،
والذي يخولهم كمايرون بأن يفعلوا كل مايريدون
ضاربين آنذاك بعقيدتهم وانتمائهم الحائط طولاً وعرضا..!

..
مقال لطيف جداً ..
و عميق المغزى.

 

[د. منال عبدالرحمن]

الأستاذ عبد الله بن زنان :


ثقافةُ الفصولِ الأربعةِ الّتي تحدّثتَ عنها في مقالكَ هذا , الشّعور بتتالي رغباتِ السّنةِ في أرواحنا , الاستمتاع باصفرارِ الخريف ِو بردِ الشّتاءِ و زقزقةِ الرّبيع و حتّى احتراقِ الصّيف , كلُّ هذا لا أخالفكَ فيهِ , حتّى نقطة قد لا تكونُ أخيرة :

ربّما نحنُ بحاجةٍ لاعادةِ صياغةِ ثقافتنا الوطنيّة و لنفهم كيفَ يحافظُ الواحدُ منّا على وطنهِ حتّى حينَ يتركهُ هارباً .

و لكي نفعلَ ذلكَ , نحنُ بحاجةٍ لاحتضانِ الوطنِ لنا , لمحاولتِه السّكنى فينا بحيثُ لا يغادرنا , حتّى لو غادرناه , و لا ينفكُّ عنّا حتّى لو حاولنا انتزاعهُ مع ملابسِ شعورنا بالبردِ فيه [في عزّ الصّيف ] !

:

شُكراً لهذا المقالِ الثّريّ .

تقديري !

 

[حمد الرحيمي]

عبد الله بن زنان ...




أهلاً بك أخي الكريم ...



استطعت بهذه الكلمات السهلة الممتعة أن تمرر احتجاجاً و تصبه بقالب السخرية ..




لكني أتمنى أن تستمتع بوقتك .. فأخشى أن تنتظر تحولها لجناتٍ و أنهارا ... فيحولك نفوذهم / واسطاتهم لمسمىً آخر غير ( مواطن ) ...




مودتي ...

 

[عبدالله بن زنان]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قايـد الحربي

عبدالله بن زنان
ـــــــــــــــ
* * *



أرحب بك كثيراً .

:


مصيبةٌ هذه .. !

حتّى عندما أريدُ أنْ أحصل على ثقافة الفصول الأربعة
يلزمني المال الوفير أو أنْ أكون ثريّاً !!

أخافُ من ذلك الزمن الذي تقتصر الثقافة فيه على الأثرياء فقط
مع يقيني بأنّ طلائع ذلك الزمن بدأت تظهر في كل مجالات الثقافة .

:

عبدالله

يا صديقي
تشتكي الصيف وأنت المتمتع بأجواء الطائف
ما قولنا نحن أصحاب الـ 50 درجة مئوية !!

:

شكراً بحب .

صديقي العزيز قايد ..

أتفق معك تماما بأن الثقافة قريبا جدا ستقتصر على أصحاب الجيوب الممتلئة .. ولا أخفيك سراً حاولت أن أطبع ديوان مقروء قبل فترة فوجدت أن تكلفة الديوان تصل لمئة وخمسون ألف ريال سعودي .. ( ولزمت الأرض ) ..

الطبقة الفارهة يا صديقي لاتبحث عن الثقافة كإيمان منها بأهميتها ولكنها تبحث عنها كبرستيج أمام الآخرين .. وهذا مايجعلنا في خصام ثقافي متجدد مع مرور السنين ..


الطائف ياقايد لاتعتبر بالنسبة لي مصيف فهي مولدي وحياتي وغربتي وكل ماأملكه هو تفاصيل أرصفتها وشوارعها المكسرة ..والله يعينكم على الـ 50 درجة ( تعالوا في ذا وابشروا أسوحكم سياحة محصلتش ههه )


محبتي لروحك أيها القائد ..