كيف لا تبكيني الحروف
وأحزاني صارت جثةََََ
فوق دفاتري المبعثرة
كيف لا تبكيني وقد بلغت الآلامُ حداً
مغموراً من أقدامي
حتى الحنجرة
كيف لا تبكيني الحروف وأنا في بلدٍ
اضحى بين البلاد
مقبرة
إيه يا قلب....لو أن القلوب حست مواجعك
لبكت على حزنك مجبرة
لو أن القلوب بها ألمٌ
كالذي تنبض به أنت
لانهمر منها الدمع
ولفقدت على جفونها السيطرة
إيه يا قلب
تسربل هذا الزمن بالمفاجع دماً
غطوا ربوع الأرض طغيانا
ومنكرا
أين شبابي بالله عليك يا قلب إن سألتك؟
أين الأحلام التي سفهوها
جعلوها عاهرة قذرة
اين الآمال التي بنيناها في الصبى ؟
أسروها
جعلوها ليالِ ظلام مقفرة
أو تبكِ الحب بعد هذا يا قلب ؟
أي شوقٍ بقي لتشتاقه
والأشواق في قلبك
متحجرة
بما أنت حالم يا جمال بما ؟
بالأمل!
لا أرى سوى بضع كلمات معطّرة
للحلم يا قلب ملامح
للحلم شكل ولون
يا جمال...!!
حاول أن ترى الصورة مكبرة
الصورة المرفقة بكل الحقائق
عندها تعرف يا قلبُ
وأن أحلامك تعرضت
لمجزرة
أكتم يا قلبي همومك ...إكتم
أصمت فقد بات الصمت مفخرة
أصمت فإن العقول غابت
بالتهميش محاصرة
أكتم فلم يبقى من حياتك الكثير
أيام والموت أمامك محضرة
جمال الجزائري
سنة 1997