نصيحة في المطعم الإيطالي ..!

[خالد شجاع]

قلت: لصديقي فارس ونحن ننتظر قدوم النادل
عليك أن تكون ذاتك هي منافسك ومقياسك لنجاحك
قال: مشكلتي يا خالد عوّدتني البيئة والمجتمع على طريقة المقارنة والمنافسة في التفكير .
حسناً ... فقد إتفق الكثير من علماء النفس على أن الشخصية هي :
كل ما يوجد لدى الفرد من قدرات ، وإستعدادات ، وميول ، وآراء ، واتجاهات ، ودوافع ، وخصائص جسمية ، وعقلية ، ونفسية ، وأخلاقية ، وروحية ، وفكرية ، وعقائدية ، ومهنية .
وهي أيضاً مجموعة الصفات الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية التي تظهر في العلاقات الاجتماعية لفرد بعينه وتميزه عن غيره .
من جهةٍ أخرى وفي نفس السياق أقترب لكم بهذا المثال ، هناك شاب أمامه لوحة بيضاء جميلة تزهو بنظافة وجهها وكأنها تقول له لتدنو منّي فتقتحم بياضي بألوان ريشتك ، هو في غرفةٍ مغلقةٍ لا صوت فيها ، لا إنسان هناك غيره ، ينظر إلى تلك الريشة التي لم يتغيّر لونها ، يحدّق في الجهة الأخرى بتلك الألوان التي لم تتبعثر من حوله فهي في مكانها بانتظام ، يعيد النظر تارة أخرى إلى تلك اللوحة وكأنّه يقول أعتقد أني لا أملك ما يدعوني للبدء ، فجأة يأتي صوت أقدام من بعيد يقترب ذلك الصوت ، يزيد من إنتباه أُذُنًيّ هذا الشاب ، صوت تحريك المفتاح في الباب يحفّز الشوق لدى الشاب ، ينفتح الباب وتأتي تلك النظرة المسرعة مصحوبة بابتسامة ، دون ما حديث أخذ القادم الريشة والألوان وبدأ يرسم خطاً هنا وآخر هناك وإذا بقادمٍ آخر يأتي نظر إليه وهو يرسم فقال جميل رائع أنت رسّام محترف ، إلتفت إلى صاحبنا الشاب فقال ما الذي أتى بك هنا أ أنت مهتمّ بالرسم ..؟ أتى الجواب وبصرخة الغاضب نعم أنا رسّام وهذه لوحتي وتلك ألواني وريشتي ، سأله الرجل هل تستطيع أن ترسم لنا الآن ..؟ نعم أعطني هذه الريشة وقرّب لي لوحتي وبدأ يرسم وبدأت تتالى الأفكار حتى أن أكمل لوحةً بديعة لا تقارن بما فعله ذلك الآخر ..!
جيّد ... صاحبنا هذا عندما كان وحيداً بلا منافسات توقّف عقله عن التفكير ولم يصل إلى نقطة الاشتعال داخله ، وعندما أتى من يحرّكه بدأ العقل ببثّ رسائل سريعة إلى الحواس لتحفيزه وبدء العمل .
من وجهة نظري أنّ الإنغلاق - بوعي بما يحيط حولك - على الذات هو من اسباب النجاح حيث أنّ الإنغلاق سوف يولّد بالضرورة الخصوصية ، والخصوصية سوف تولّد بالضرورة التحديد والدقّة والتميّز ، و أولائك سينتج عنهم النجاح .
المنافسة والمقارنة ومتابعة الآخرين بما يقولون و يفعلون ، هو بالتالي سوف ينتج عقولاً متشابهة ، وسيكون فقط صدى لصوتٍ قد يكون هزيل .
نردد كثير ما يقال " إذا كان الجميع يفكّرون بنفس الاسلوب فلا أحد يفكّر " ، حقيقةً فإن كلّفوا واحداً يفكّر بدلاً منهم لكان أفضل وأكثر هدوءً ، أعود وأقول إنْ كان الحافز الوحيد للعمل الآخرين فهو ليس إلاّ دوّامة خطيرة تحاصر الفرد ، فهو بالتالي سينتظر طويلاً أفعال الآخرين ، وهي هدر لوقته حيث أن من المفترض أن لكل إنسان مجاله الذي ينطلق من خلاله فكيف لي أن أنافس مثلاً مغنٍّ مع العلم أن لا أملك من جمال الصوت ما يقرّبني للغناء ، وكيف لي أن أنافس رسّاماً مع علمي أنني لم أمسك بريشة يوماً من حياتي .
وعليه السؤال : لماذا هناك البعض ينتظر من حوله يفعلون لكي يبدأ ومن خلاله للمحاكاة أو المضادة ..؟
برهه :
يعتقد البعض أن ما هو عليه الآن جيّد وموافق لما يدور من حوله ومطابق لقدراته وإمكاناته وهو لم يرى ما حوله ولم يفتّش عن إمكاناته ، والبعض الآخر يظن أنه سيء ولم يستغل معظم قدراته وإمكاناته ، ولكنه يعزو ذلك دائماً إلى القدر والحظ وأشياء خفيّة أخرى لا أحد يعلمها والمشكلة أنه حتى هو لا يعلمها لأنها بالحقيقة وهم لا وجود له .
خالد ...
شتائي السابع والعشرون 2008

 

[عبدالله الراشد]

سعدت بالمرور هنا
تحياتي

 

[خالد شجاع]

عبدالله الراشد
الحق أنا أسعد بتشريفك
أهلاً بك في مكانك

 

[حمد الرحيمي]

خالد شجاع ...



أهلاً بك و صباحك خير ...




لا أدري هل أنت مع أم ضد وجود المنافس [ المحفز ] ؟؟!!

لأني قرأت في ثنايا كلامك أن [ التنافس ] يولد التفكير بنفس الأسلوب و التكرار و العقول المتشابهة ...



و لحين ردك و [ بعده ] لك ...






مودتي ..

 

[بلياديز]

اتفق معك في بعض ما ذهبت إليه، خالد


جملتك الانغلاق -مع الوعي بما يحيطك-
اعتقد أنها تتعارض [ قليلا ] مع الاحتكاك مع الآخرين بأفكارهم
لإنك إن كنت على وعي بما يدور حولك فإن ذلك سيؤثر على أفكارك الخاصة شئت أم أبيت .
فعند معارضتك لفكرة آتية من الطرف الآخر ( فإن المعارضة تعتبر ردة فعل نتجت من [ الوعي بما يحيط بك ] وان كان [وعيٌ] محصور بين شَرْطَتَيْنْ !) ،

وإن قبلتها فإنها ستضاف لمجموع أفكارك أو أنها ستختصر عليك مسافة ما
أو ستنير لك مساحة أخرى من شيء ما ... الخ

لأن الأفكار وحدها التي إن جمعت فإنها تتنامى
لتصبح شيء فعالاً ومؤثراً – سلبا كان ام ايجابا- .

كل ما كتبته جميل لكن لنكون أكثر منطقية يجب أن نوازن بين الاختلاء بالنفس وبين الانفتاح على الآخرين
مع العلم أننا سنختلي بأعمال ( لفنانين ومفكرين ) لهم أفكارهم والتي ستحدد أيضا نتاج أفكارنا

اعتقد انك كتبت مقالتك [ لنلتفت ] لجانب الاختلاء الذي هجره بعضنا – وما أبرئ نفسي-

خالد استمتعت بالقراءة، سأكتفي بـ سيزر

 

[خالد شجاع]

حمد الرحيمي
أهلاً بك بقدر أسئلتك التي حقاً تفتح آفاق لي وأعتقد للآخرين
الحقيقة أنا ضد التنافس ...
ولكن حقيقةً قد ارتكبت خطأً أنني لم أبيّن ما كنه التنافس الذي أنا ضده ، فمن الواجب تبيان ذلك .
حسناً ... أقصد بالتنافس هنا هو مثلاً عندما يفعل شخص أمر يأتي آخر ويفعل ذلك الأمر ويحاول أن يَبرز من خلال ذلك أو أن يفعل مشابه لذلك الأمر ، وبالعكس إن لم يفعل أحد تجده يجلس ويعتبر نفسه في حالة راحة ، حسناً قد تقول هو تقليد ..! ، تعلم يا حمد هو قد يكون تقليد ، ولكن ما أقصد هنا مختلف ، فالتقليد فقط أفعل ما يفعل الآخرين دون الدخول في مزايدة معهم ، ولكن الأمر الذي قصدت أنا هنا ، هو تجاوز للتقليد إلى حد محاولة إبراز الذات من خلال أفكار الآخرين ، فهي مرحلة جزئية تخلط بين التنافس والمقارنة والتقليد .
أمّا المنافسة مع الهدف والمنافسة مع الذات سوف لن تكون إلا محفّزاً وهو ما أردت الوصول إليه ، لأنه سوف لن يكون هناك توقف عن التنافس مع الذات ومع الأهداف ، ولكن بشرط أن يكون هناك ذات واضحة لدى صاحبها ، وهناك أهداف محددة و دقيقة و واضحة لدى الشخص .
شكراً جزيلاً يا حمد يفرحني ويسعدني كثيراً التواصل معك

 

[خالد شجاع]

بلياديز
أهلاً بكِ جميل حضوركِ بقدر غرابة اسمكِ
هذه العبارة أعجبتني كثيراً كثيراً :
" اتفق معك في بعض ما ذهبت إليه "
لأني دائماً أفضّل تبيان مدى الإتفاق من عدمه وذكر الأسباب لكي يصل الحوار إلى نقطة ليس هكذا كيف ما اتفق .. منذ البدء أنتِ جميلة .
حسناً ...
النقطة البسيطة التي أريد إيضاحها يا بلياديز هي أنني مع الإنغلاق بمعناه الحقيقي والأهم ، بمعنى أنني أقصد أن يكون العقل عاملاً طول الوقت حين إتيان المعلومات من الخارج ، وعليه سوف لن تستقر في خزانة المخ إلا أن قد أوسِعت طرحاً وتحليل ، ماذا سيحدث حينها السؤال هذا جيّد منكِ يا بلياديز سيحدث أنّ أيّ فكرة سوف تستقر في العقل لن تكون إلا بلياديز ، مع العلم أن جذرها قد يكون من الخارج ، لم أقصد الإنغلاق بمعناه الحرفي أي قفل الشيء أو عدم قدوم شيء آخر جديد إلى شيءٍ موجود أصلاً .
وقد مررتي بموضوع مهمّ وهو مطلوب " الإختلاء والتأمّل " ومفيد جداً للمرء لكن لم يكن ما أقصد ، ما قصده هو ما أوضحته آنفاً أتمنى أن يكون واضح لأنه حقيقةً يُفْعَل أكثر مما يقال .
وطريقة تحليلكِ للفكرة كان دقيق وجميل
موفّقة يا بلياديز وقد استمتعت بعقلكِ
سؤال أخير ما له علاقه بالموضوع ماذا يعني "بلياديز" وهل هو اسم ..؟

 

[بلياديز]

" اتفق معك في بعض ما ذهبت اليه" ممتنة هذه العبارة لك ولإعجابك ( الكثير الكثير ) بها
ذكري لها يا خالد يعني أنني لا أعارض إلا ما سيأتي بعدها وهو تعليقي على ( ما فهمته أنا )
من الانغلاق الذي تقصده ... منذ البدء وأنت واعٍ .

أدرك الآن مدى انحرافي عن خط سير فكرة ( الانغلاق ). اعذرني فبعض مصطلحات علم النفس والاجتماع
يستعصِ علي استيعابها أحيانا، لا بأس علي الآن وقد وضحت لي فكرتك.
معنى ما تقصد: أن المولد والحافز الأساسي لأهداف الإنسان وأعماله يجب أن تنبع من ذاته هو
لا من ذوات غيره وترفض أن يكون الأساس هو الغير حيث أن الغير لا يتوجب عليه إلا أن يكون طرفا ثانويا
في معادلة رسم خط سير الحياة – أو لا يكون -
كيف لي أن لا اتفق معك في هذا ؟! اتفق وبقوة

أما بما يخص السؤال الذي [ ما له ]علاقة بالموضوع
(فقد أتى "بلياديز" نتيجة محاكاة الآخرين مع فوارق اضافية تخصني ) .. و نعم، هو اسم

كن بخير