وبشرط أن يكون الناقد مؤمنا بضرورة الاستفادة من المناهج النقدية المختلفة في نقد عمل أدبي معين، لأن الاكتفاء بمنهج واحد لن يفضي بالناقد إلى الغاية المنشودة، ولا شك أن منطلق النقد الأدبي العلمي هو محاولة إنجاز قراءة دقيقة، يطرح الناقد في مختلف أطوارها أسئلة جد مركزة، بقصد أن يصل إلى إجابات وافية محددة، وبهدف أن يفتح بها آفاقا جديدة وفضاءات مغمورة في أجواء العمل الأدبي المنقود، مستعينا في سبيل ذلك بخلاصة ما انتهى إليه من قراءات منهجية.
فالمنهج النقدي مثل الأدب، يرتكز بدوره على خبرات مكتسبة، وقد تحدث عدد من النقاد والباحثين كثيرا عن المنهج التكاملي، ونذكر من بينهم على سبيل المثال: سيد قطب، وأحمد كمال زكي، وشكري فيصل، وشوقي ضيف، وعبد المنعم خفاجي، وجورج طرابيشي، ويوسف الشاروني، وعمر محمد الطالب، ولا شك أن المنهج التكاملي، يمثل أداة تستقي قوتها من ممارسة نقدية مركبة، تجمع بين المعطيات الفنية والتاريخية، والأبعاد النفسية، والاجتماعية، والدينية وغيرها، أما الشرط الوحيد في بناء هذا المنهج النقدي، فهو الارتكاز على رؤية شمولية واحدة، والأخذ بكل أداة منهجية صغرى تستجيب لهذه الرؤية، وهذا الخيار سيسمح للناقد بممارسة وتوظيف قراءة نقدية عميقة، دون إغفال، أو إقصاء، أو تجاهل للمكونات التالية:
- أولا: الذات الكاتبة والذاكرة المكتوبة.
- ثانيا: القيم التعبيرية والشعورية (الخطاب).
- ثالثا: الظرف التاريخي.
- رابعا: الآثار البيئية، والوراثية، والدينية، والسياسية، والاجتماعية، والنفسية وغيرها ...
- خامسا: الذات القارئة المتلقية.
بالفعل يجب على الناقد أن يستفيد من جميع المناهج النقدية التي تساعده في دراسة النص الأدبي أيا كان جنسه ونوعه والإحاطة بجميع عناصر النص ودراستها دراسة واعية ..
كما يجب ألا يكون هناك حساسية زائدة من الدراسات النقدية الغربية إذ يجب أن نأخذ ما يتماشى مع دراسة الحالة وينطبق على رؤاها وأهدافها .
الأديب الأريب ... د.عبد الفتاح أفكوح
أجدد ترحيبي بك وبحضورك الذي يعشوشب بالحبور ..
دمت مشرقا مغدقا ..
تقديري .