[ ثَوْرَة غِوَاْيَاتِيْ ] !!
مـَا نِيّبْ عَلَى الشَّوْق مَجَبُوْرَة
ولاَ كَانْ فِيْ طَوْع اِخْتِيّارِيْ
أَرْكَضْ مَثْل طَفَلَة مَعْذُوْرَة
وشَظَايَا الرَّجْل بـَحرْ جَارِيْ
يَا حُلْمَ مَلاكَ مذْ كَانتْ خَوْاطِرِيْ بَيْنَ الْهَوَى وَالْرُّؤَى
عَزَّاً عَليَّ غَيَّرَ مَفْقُوْدَة
دَعنِيْ أُنَاجِيكَ
مَا كُنْتُ يَوْماً غَرِيَّبَة عَنْكَ
أَحِبُّكَ عِشْق طَفْلَة تَبْكِيْ وَتَفْرح
وَمِنْكَ تَرْتَوِيْ دَعَابَة تَقْسُوْ ثُمَّ تَأَتَلقْ
اِقْبَلِيْنِيْ فَقدْ اصْطَكَّتْ الْرَّوْح وَالْأَلْحَاظ وَالْحَدقْ
وَاِمْنَحِيْنِيْ الْفُؤْادَ مَنْ تَسْهِيَّد الْشَّوْقَ
أُرَاْقِبْ الْبَحرَ كَالْظَمْآنة الْمُتَكِئَة !
أَلوْذ فِيْ مَؤْتَلَقِ الصَّبرَ كَمَا يَلُوْذَ الْذِيْ ضَاقتْ به مَدَارَاتَ الْطّْرق
سَأَمْضِيْ إِليْكَ وَفِيْ جَنَبَيَّ أَلفَ اِرْتِعَاشَة
ضَمَّنِيْ فِيْ وَيَّحَ قَلْبُكَ
فَ هَلْ تَنْبَجسُ مِيَّاهُ قَلْبُكَ فَتُضَاهِيْ الْبَحرَ فِيْ الَوْجُوْد .!؟
سَيَّدِيْ مَا ذَنْبِيْ ..؟
أنَّنِيْ أنـَا الْتِيْ تَحَمِلُ خَفَقَاتَ عَاشِقَة مُنْدَفِعَة
تَسْكرُنِيْ ذَكَراكَ يَا رَجُل وقَدْ يَطُوْلَ السَّكْرُ حَتَّى الْمَشِيّبْ
أيَّ ذَنْباً لكَ يُغْتَفَر ..؟
أَرْخَيْتُ جَدَاْئِلِيْ !
نَضَّتُ مَلابِسِيْ !
فَ ضَمَّنِيْ الْدِّفِء ضَمْ الْعَقْدِ لِلْجِيَّدِ
فَ لَمْ أَزَّل مُسْتَذْكِرَة
شَفَتَاكَ تَرشِفُ مَنْ عَيْنِيَّ رِيِّ نَهْرِيْ
فَ لَمْ أَزَّل مُسْتَذْكِرَة
فَ أَخَافُ أَرْجُوْحَة كُلَّ ثَانِيَة
كَما ..
يَخَاف الليَّل مَنْ رَاكِبْ الْخَطر
فَ أَخَاف تَترك الْوَجْه بُدُوْن أَثّر
أَشْعلْتُ فِيْ عِيدَكَ شَمْعَتان مُحْمَّرَتَان مِنْ وَجْنَتِيْ
أَبْصَرتْها عَيُوْنِكَ عَلَى خَطِ مَلْذَّاتِ حَدِيَّثُ المُقْلَتِين
عَشْقتَكَ كَالْأَرْضَ فِيْ عشَّقِها لِلْماءَ
اَسْأَلُكَ يَـا لِيَّلَة الْعُمْرَ !
وَ يَـا سَكْرَة الصَّاحِيْ !
هَلْ طَابتْ النَّجَوىَ وَطَابَ الْحَنِيَّنَ ..؟
يَـا رَجُل ..
طَبعْ الْفَجرَ خَجُوْل ، وَطَبعْ دَرَبِيْ غَرامِيْ !
فَكمْ نَظْرَة كُنتُ أَحْيا بِها ، وَكَمْ نَظْرَة أَقَلْقَتْ أَدْمُعِيْ !
مَسْتبْشِر الْقَلْب قَطْرَة تَرْسِيْ نِظامهْ
أَعْوَلت فِيْ سَمْعِيْ آهاتُهـا
قَطْرَة قَالتْ : هِيَّ تَرتَوِيْ بِتْرنِيَّمة الْشَّعر هِيَّامِيْ !
أوْ تَعْلمِ يَا قطَرَة
رِيحهُ تَأتِيْ مَنْ الشَّمَال
شَفْنِيْ شَرات الَوْرَد ذَبْلانه نَشَايفْ !
المَاء فِيْ عَيْنِيْ وَأنـا وَجِفاك ولاَيفْ !
أَبحث عِنْ الْهَوَا بِلا حـَدْ وَ صَايِفْ !
وَ وَقَفْ عَلَى بَاب الشَّمْس
وَدَمُوْعِيْ ذَرايفْ !
مَا قْوَى فَراْقكْ
دَخِيْلك مَا قْوَى
يَا جارَة الشَّوْق ردِيْ بَعْضَ أَوردِتِيْ
تَرى القَلْب أَصْبح لا مَــاء وَلا وَرق ..!
أَلُوْذ بِالصَّبر وأَسْتجْدِيْ عَواطفِيْ
وَ أَسْتَجْدِيْ جَفْنِيْ عَلَى الأمَاق ينْطبق ..!
أَسْتَمْطِريْ !
أَسْتَمْطِريْ !
لِتَرقص الْقَطَرات ، وتَهْمُس الْرَّيَاحُ أَغْنِيَّة
تَضَمَّها الْرُّوْحَ فَيَتِيهُ فِيْ مُقْلَتِيَّ الْسَّمعُ وَالْبَصرُ
فَيَرقَصُ الْطَّيْر
ويَطْربُ الآكَام
وَيَضْحَكُ الْشَّجر
رَوْحِيْ تُوشْوشَّنِيْ ، وفِيْ أَطْرافُ فُسْتَانِيْ الأَبْيض يَتْسَاقَطُ الْمَطر !
أَنْتَظر ، نَعمْ ، أَنْتَ
أَنْتَظر !
أَيُّها الْمُصوَّر الْفُوْتُوْغَرافِيْ !
لَوْلاك مَا قُلْتُ قَافِيَّة
لَوْلاك مَا قُلْتُ أَبْجَدِيَّة
كَلا .. لَوْلاكَ .. مَـا اِنْثَالتْ ثَوْرَة غِوَاْيَاتِيْ ..!
دَعْنِيْ أَرْقصُ كَعرُوْس الْبَحرَ الْبَارِعَـة
وَتَلْتَقطْ لِيْ كُل تَفَاصِيَّل جَسدِيْ
فَ أَنـَا تَحتَ الْمَطر الآن !
أَنْتَ قِيثَارَتِيْ
والصَّوْر غَمْغَمتِيْ
وَشَاطِى الْقَلْبَ ثَوْرَة غِوَاْيَاتِيْ
ثَوْرَ غِوَاْيَاْتِيْ تَدْخِلَ حُدُوْدِكَ الْرَّاقِصَة وتَدْخِلَ جَسَدِيْ أوْتَارَك
كُنَ أنْفَاسِيْ
كُنَ عَاطِفِيْ
حَتَّىْ أثْمَل عَلَى إيْقَاعِ صَمْتِكَ وَ تَثْمَل بِحَمَاقَاتِيْ
هَلِّ قُلْتَ أُحِبُّكِ ؟
أُحِبُّكِ أُحِبُّكِ !
بِتَبَسَّمَة سَاذِجَة وبِيْنَ أكْوَامِ اِنْتِظَارِي هَوَىً / ولم يِهَوَىً الْحُبِّ !
أنْتَ رَجُل يَصْنَعُ مَنْكَ الْبُؤْس !
اِطْلقِيْنِيْ
اِتْرِكِيْنِيْ
اِسْتِفِيقِي مِنْ غَيْبُوْبَةِ حُبِّكِ ..!!
عُذْرَاً عُذْرَاً
قَرَرْتُ الْرَّحِيْل
رُبَّمَا دُوْنَ عَوْدة
..
أسْتَنشقتُ رَحِيْلـهُ فِيْ مَسْمَعِي
وَغَنَّى الْصَّمْتُ مَسْمَعِي
لِيغْفُوْ فِيْ دَائِرَةِ خَجَلِي
..
وَ قَبْلَ بِزُوْغِ الْشَّمْس
حِبْرٌ وَ مَحِبْرَة
عَلَى سِيَاجِ الْوَرَق
أَسِيْرةَ الْحُرُوْف
سَجِينْةَ الْكَلِمَة
وَرَقَةٌ بِيْضَاءٌ مُهْتَرِئَة
كَيْفَ لكَ يَـا رَجُل ..؟
مُتَكَبِر كُلَّ مَسَّاءً وَ صَبَاح
أوَتَعْلَم ذَلِكَ ؟!
جِفنِ مَا غَفَـا
حِزْنِ مَا وَعَـى
[ صَمْتِكَ يَا رَجُل ] يُضَمِينِي
وَ رَحِيْلكَ يَا لَذَّتِي [ يُشَتِتنِي ] وَ لاّ يرْوِيْنِيْ
أوَلاّ تَعْلَم ذَلِكَ ؟!
أوْتَارَاَ جَسَدِيْ / أشْعَارِكَ
اِمْنَحَنِيْ غِوَاْيَاْتِيْ
فَبَعْضَاً مِنْ دِفءُ الْعِنَاقِ يَصْنَعُ الْنَّشْوَةَ
يَا رَجُل يَا رَجُل !!
فَ لتَسْمَح لِيْ
أُعَرِيْكَ مِنْ [ قَسْوَتَك ] ..
وَ تُعَرِيْنِيْ مِنْ رَمَقِ [ جَوْعِي ] ..
يَا رَجُل
بـِ اِقْتِرابِّ الْصَبَاح
أتَلَفَّظ أُحِبُّكِ .. !!