الحجر الأخير - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 785 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75152 - )           »          نفثات مقدسة من أنحاء اخرى .. (الكاتـب : محمد الجهني - مشاركات : 0 - )           »          فَــوَاق ! (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 14 - )           »          وصب ! (الكاتـب : تركي المعيني - مشاركات : 155 - )           »          هــايــكــو (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : تركي المعيني - مشاركات : 299 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 509 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 325 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1682 - )           »          [ #مَعْرِضٌ وَ تَعْلِيْقٌ ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : ماجد العيد - مشاركات : 8214 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الشعر الفصيح

أبعاد الشعر الفصيح بِلِسانٍ عَرَبيّ مُبِيْنْ .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-08-2010, 12:08 AM   #1
د. طاهر عبد المجيد
( شاعر )

الصورة الرمزية د. طاهر عبد المجيد

 






 

 مواضيع العضو
 
0 نداء عاجل
0 حب برسم الموت
0 رسالة اعتذار
0 هذا أنا

معدل تقييم المستوى: 15

د. طاهر عبد المجيد غير متواجد حاليا

افتراضي الحجر الأخير


كتبت هذه القصيدة أثناء الانتفاضة الأولى التي اندلعت بتاريخ 8/12/1987م ولم أتمكن من نشرها إلا بعد عدة سنوات من انتهائها.


الحجر الأخير


د. طاهر عبد المجيد




صبراً تقول وكيف لــي أن أصبرا
لا بدَّ للمكبــوت أن يتفجَّــــــــــــرا




لم يبق للقلب المحاصر فرصـــــة
ووسيلة أخـــرى لكـــي يتحــــرَّرا




ويعيد للأطفــــال ما حلمــــوا بـــه
يوماً وما من عمرهـــم قد صودرا




طفــــل هناك علــــى التراب ممدد
ويد أمام الشمس تمسح خنجــــرا




وتسلُّ من شفتيـــه آخــــر قبلــــة
ولدت وماتت وهو يحتضنُ الثرى




والجالسون علــى ضفاف جراحنا
يتســـامرون كأن شيئاً ما جـــرى




وكأنهـــــم لــم يعلمـــــوا أن الذي
بالأمس قــــد خذلـــوه لن يتقهقرا




أو ينحنـي للريـــح مهمـــا حاولت
بجنـــونها وعنادهـــا أن تعبـــــرا




لمـا أصيـــب تدفَّقـــت أنفاســـــــه
وتســــارعت خطواتــــــه فتعثَّــرا




وأتـــى إلى الحجـــر الأخير أمامه
وانقضَّ كالأســـد الجريح مكبِّـــرا




ورمـــى بـــه والنور يخبو حولــه
والعمـــر بين جراحـــه قـــد بُعثرا




ثــم ارتمـــى فــوق التراب كأنَّـــه
منذ الولادة لـــم يذق طعم الكــرى




وقبيل أن يهوي إلى الأرض التي
كانت تخاف عليــــه أن يتهــــورا




وثبت تعانقـــــه بكـــل حنانهـــــــا
خــوفاً علـــى الأضلاع أن تتكسَّرا




وتشــد أطراف الجـــراح علـى دمٍ
تأبـــى لـــه الأشــواق أن يتخثــرا




وكأنمــــا هـــي أدركـــت لما رأت
فــي الصــدر جرحاً غائراً ومعفَّرا




أن الأخيــر مــن الحجارة لـم يكنْ
حجــــراً ولكـــن كان شيئاً آخـــرا




فاستسلمـت لمـــراده ولدمعهــــــا
تبكــي وتُوْسِعُ صدرها كــي يُقبرا




رسم الرصاص على بياض جبينه
وســـــواد غرَّتـــه شريطاً أحمــرا




وهوى فشكل فوق خضرة أرضـه
علمــــاً تتــوقُ إليـــه آلاف الذُّرى




علــــمٌ لدولتـــه التي أرســـى لها
حجر الأساس وغاب عنها مُجبَرا




هــــل كـــان يختار الحياة بموتــه
أم كـــان حــب الأرض منها أكبرا




ومــــن الذي يختـــار منـــا حبَّـــه
وحبيبـــه حتـــى وإن هـــــو خُيِّرا




ولقــد تــوغل فــي الغرام فلم يجد
كالمـــوت عن صدق الغرام مُعبِّرا




وبموتــــه هــــذا أعــــاد لأرضــه
فــــرح الرَّبيع بهـــا وكان مهجَّرا




حتى صخور الأرض رغم حدادها
لبست مــن الأعشاب ثوباً أخضرا




وأتـــى النَّسيـم إلـــى بقايا روحـه
فأذابهـــــا فـــي كفِّــــه وتعطَّــــرا




ومضـــى يُحــدِّثُ بالحكايــة نفسه
متجـــولاً بيـــن المدائـــن والقرى




ووراءه الأيــــام تنظـــــر حولهــا
وكأنمـــــا هــي لا تصدِّق ما ترى




وقـــد استبدَّ بهــا الذُّهول وراعها
طفــــلٌ يواجــــه حتفــه مستبشرا




ويمر من بين الرصاص رصاصةً
لا شيء يشغلـــه ســوى أن يثأرا




طفــــل كمـــا الأطفــــال إلا أنــــه
ســلك الطريق إلى الرُّجولة مُبْكِرا




ومضى بما حمل الفؤاد من الهوى
واختار من بين الدروب الأقصــرا




لا زاد يحملــــــه ســوى أشواقــه
تلك التــــي أنستــــــه أن يتذكّــَرا




فهناك خلـف الليل بيـــن ظنونهــا
أمٌّ تُغالــــبُ دمعهــــــا المتحــــدِّرا




وتســــائل الأشبــاح عن طفلٍ لها
مـــا اعتاد قبـل اليـــوم أن يتأخَّرا




تركتــــهُ يلعــبُ بالحجــارة حينما
ذهبت تُضمِّـــدُ جرحهــا المتفجِّرا




وتُعـــدُ مقلاعـــــاً لــــه جدلته من
شَعْــــرٍ لهــا بالأمس كان مُضفَّرا




لا تحزنــــي أمَّاه طفلك لــــم يمت
أبـــداً وإن كـــان الممــــات مقدَّرا




ولتطمئنـــي فهــــو بيـــن رفاقــه
حـــيٌّ يُـــرى بثيابهـــــم متنكِّــــرا




ما مــات مـــن ترك الحياة وراءه
تسعــــى إليــــه تحــــرراً وتطوُّرا




ودعي السُّؤال فقد يجيء بنفســه
من شرفــــة الأحلام يوماً مخبــرا




ولسوف يبقى حيث فاضت روحه
متشبِّثاً بالحلـــــم حتــــى يُزهـــرا




وسيدخـــلُ التَّاريخ مــــن أبوابــه
متبختراً مـــا شــــاء أن يتبختــرا




وسينهض الشُّهــــداء لاستقبالــه
بطــــلاً فريداً قــــلَّ أن يتكــــــرّرا




فهــــو الكبيــــر بحبِّــــه وبفعلـــه
فيهـــم وإن بالعمــر كان الأصغرا




ولتهنئـــي يــا أرض بالجيلِ الذي
لـــم ينتظـــر زمناً إلـــى أن يكبرا




جيـــــل مـــن الأطفال يعــرف أنه
فيما تُريــدُ الأرض ليس مخيَّــــرا




جيـــــل إذا الطغيان لـــم يترك لـه
أمــــلاً يلــــوذ بــــه طغى وتجبَّرا




وأراق مــــن دمـــه الذي يحيا به
ليكون دون الأرض خطاً أحمـــرا




وغــداً سينصفه الزمان وإن بغى
وسيشهـد التاريخ مهمــــــا زوِّرا




وإذا الحقيقة أسفرت عـن وجهها
فمن الذي في وسعـه أن ينكـــــرا






د. طاهر عبد المجيد

 

د. طاهر عبد المجيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-08-2010, 12:39 AM   #2
ماجد العيد
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية ماجد العيد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 24840

ماجد العيد لديها سمعة وراء السمعةماجد العيد لديها سمعة وراء السمعةماجد العيد لديها سمعة وراء السمعةماجد العيد لديها سمعة وراء السمعةماجد العيد لديها سمعة وراء السمعةماجد العيد لديها سمعة وراء السمعةماجد العيد لديها سمعة وراء السمعةماجد العيد لديها سمعة وراء السمعةماجد العيد لديها سمعة وراء السمعةماجد العيد لديها سمعة وراء السمعةماجد العيد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



هذا الحرف مستمرٌ بهم ..
أبيضُ كذلك ..
شكراً د.طاهر عبدالمجيد

 

ماجد العيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-08-2010, 06:56 AM   #3
نوف سعود
( كاتبة )

الصورة الرمزية نوف سعود

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 6188

نوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعةنوف سعود لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


الله .. لله دركـ ...
الفصيح له وقع خاص وتذوق منفرد ...
كلماتك الفاتنة برونقها آسرتنااا ...
الشاعر الدكتور / طاهر عبدالمجيد ...
شكراً على هذه الدرّة الثمينة على منضدة حريرية ...
تقديري وتحية ...

 

التوقيع

،
،
،
"﴿‏سبْحَانَ اللَّه، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّه أَكْبَرُ﴾"

نوف سعود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-08-2010, 05:57 PM   #4
ابتسام آل سليمان
( شاعرة )

الصورة الرمزية ابتسام آل سليمان

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

ابتسام آل سليمان غير متواجد حاليا

افتراضي



إنهم أبطال الحجارة .. وحسبهم
وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)
فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170)
يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)
الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ
د. طاهر :
لك حزنٌ عظيمٌ , و شعرك كذاك

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ابتسام آل سليمان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-09-2010, 06:47 PM   #5
أكرم التلاوي
( شاعر وكاتب )

افتراضي


دكتور طاهر

كل هذا الطُهر في نصّك العالي يبين أنك أخذت كل النصيب من اسمك
هؤلاء الأطفال الرجال بيدهم ستنهض ثورة ذات يوم لتدك أعناق أعدائهم وتعيد الأرض نقية طاهرة من دنسهم
نصّ رائع ومعبر يا دكتور ويعرف طريقهُ إلى القلب

مساؤك رفعه

 

التوقيع

وشلون لا نمتي على صدر مغليك
وخاف ايتنفس يوقظك من منامك

ما بذَّر انفاسه لجل ما يصحيك
وشلون خفتي لا يبذِّر غرامك !

أكرم التلاوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-14-2010, 07:56 PM   #6
مريم الخالد
( شاعرة وكاتبة )

الصورة الرمزية مريم الخالد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 475

مريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


هذه ليست قصيدة
بل ملحمة وطنية
لا بل حجرة قذفتها بوجه صهيوني يختال بأرض لم ولن يذق طعم عشق الوطن الطاهر




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع

لم نعد نعرف كيف نرجع من لهيب أمنياتنا سالمين!
رسائلي
Twitter: @maryamalkhaled

رابط قناني على التليجرام:
https://t.me/maryam_alkhaled

لك الله يا سوريا!

مريم الخالد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-20-2010, 09:54 AM   #7
صهيب نبهان
( شاعر )

الصورة الرمزية صهيب نبهان

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 19

صهيب نبهان غير متواجد حاليا

افتراضي


..

ما مــات مـــن ترك الحياة وراءه

تسعــــى إليــــه !

لا فض فوك أيها السيلُ المدرار

أحيـيك من كل قلبي

..

 

صهيب نبهان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-25-2010, 01:28 AM   #8
د. طاهر عبد المجيد
( شاعر )

الصورة الرمزية د. طاهر عبد المجيد

 






 

 مواضيع العضو
 
0 أم تَرثي نفسها
0 بلادي
0 أمنية
0 قل لي أحبك

معدل تقييم المستوى: 15

د. طاهر عبد المجيد غير متواجد حاليا

افتراضي


أخي العزيز ماجد العيد:
أشكرك على مرورك بالقصيدة وإعجابك بها.
دمت بألف خير

 

د. طاهر عبد المجيد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:42 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.