ملوك وطرائد - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
[ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75158 - )           »          النهر الجاري مسودة خاصة .؟!! (الكاتـب : عبدالله العتيبي - مشاركات : 45 - )           »          خذتي من وصوف القمر (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 0 - )           »          غياب القناديل (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 12 - )           »          أُغنيات على ضفاف الليل (الكاتـب : علي الامين - مشاركات : 1209 - )           »          ستقول لي: _ تعالي بما تبقى منك إليْ.. (الكاتـب : جنوبية - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 10 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 785 - )           »          نفثات مقدسة من أنحاء اخرى .. (الكاتـب : محمد الجهني - مشاركات : 0 - )           »          فَــوَاق ! (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 14 - )           »          وصب ! (الكاتـب : تركي المعيني - مشاركات : 155 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-16-2006, 10:11 AM   #1
سلوان يوسف
( كاتب )

الصورة الرمزية سلوان يوسف

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

سلوان يوسف غير متواجد حاليا

افتراضي ملوك وطرائد


طابت أيامكم
شكرا للأصدقاء الذين وجهوا الدعوة لأكون بينكم
ستجدون هنا مقاطع من الفصل الأول لرحلتي الى لندن قبل نحو شهرين
كونوا بمحبة كاملة

(1)


في الطريق إلى المتحف البريطاني، توقفنا لنقلّ عادل معنا. قال أنور: إنه في النفق الآن.
أتصل عادل، وما أن قال : صباح الخير، حتى بادره أنور:
ـ أخرج من النفق ولا تنسَ أن ترفع رأسك من أجلي هذه المرة. ستجدنا بانتظارك.
بعد لحظات خرج عادل من نفق المشاة بخطواته التي تحتاج إلى عدائين ليتمكنوا من اللحاق به.
لا أعرف كيف عرف أنور بوجود عادل في النفق. لم يكن في صوته الذي وصلني واضحا ما يدلّ على وجوده فيه.
ولكي لا أعبث بفراسة أنور، أخذت أتطلّع من النافذة إلى الجهة الأخرى من الهايد بارك، وهذا تماما ما جعل أنور يتلفّت ناحيتي بانتظار أن أربّت على ظهر فراسته: لا شيء يخفى على رجل هنديّ من برج الدلو.

قبل أن ندخل المتحف اكتشفتُ مكتبة واسعة للكتاب المستعمل تقع في الجهة التي تواجه بوابته الرئيسة. دخل عادل في مقهى مجاور وغاب عن نفسه، دخلت المكتبة، كانت أرضيتها تصرّ تحت قدميّ اللتين بدتا ثقيلتين على الخشب الذي صقلته الأقدام منذ عام 1911. اتّخذ صريره هيئة نحيب لا يمكن تفسيره. لم يكن فيها أحد سواي، وبتعبير آخر (ليس سواي معي).

كنتُ مهجوسًا برفوفها التي تمتدّ وتجعلني أصعد بعنقي حتى تتاخم حافاتها السقف بمقرنصاته الجصية الرطبة. وبغتة وجدتُ سلّمًا يقود إلى دور أرضيّ، وهبطتُ. كان أكثر ثراء وسعة . صرت أتلوّى في ممراته التي تستدير على نفسها حتى قادتني إلى سلّم خشبي .وفي غمرة ما أنا فيه صعدته، وكان السلّم ذاته يتسلّق نفسه، دفعت بابًا في نهايته. فوجدتني في الشارع. وكان أنور أمامي بابتسامته التي تشبه رجلا هنديا قرّر أن يطلق فراسات برج الدلو كلها في الساعة 8:17 من صباح الأربعاء .



فصوص وطرائد

ـ رجلٌ يرفع يديه عاليًا ويصف الطريق لسائحة عمياء.

ـ امرأة تتحدّث مع رفيقتها بصخب عن السكون وهي تأكل شطيرة تخفي نصفها في كيس لامع.

ـ رجلٌ يضع حول معصمه ساعة نسائية ويلبس كنزة سوداء، يضيّق فتحتي عينيه من خلف نظّرته وكأنه يتهيأ للانقضاض على طرائده.

ـ رجل طلب إلي تصويره مع أسد عاطل.

ـ فوج سياحي آسيوي كان جميع من فيه يبتسمون في وقت واحد، ثم يقطبون معا. أنهم متماثلون كما لو خرجوا من الحرب بعاهة واحدة.


ـ كان المدخل يزخر بأفواج كثيرة من الزوار. يتقاطرون تباعا وكأن الجميع على موعد واحد مع أسلافهم.


ـ لم أمسك بلحية سرجون وحسب، لقد كانت قبيلة من الأجداد الذين حفروا الفراغ حتى سال في مسالك الروح وغياباتها.


ـ امرأة تغار من عشتار، ستعرف كم أن الكاف يحنّ إلى نقطته.


ـ في المكتبة، امرأة ترقص وهي متعلقة بكتفي صديقها، كانت تبدو في كل مرة تترك كتفيه وكأنها ستهطل على الأرض.



(2)


دخلنا المتحف، كان أبو جاسم قد خرج لتوّه من رواق دائري حاملا مجموعة من الكتب وقال بصوت خفيض أراده أن يكون عميقًا وواضحًا:
ـ خرجت بصيد ثمين.
كان بعضها عن تاريخ الأديان وآخر عن (جلال الدين الرومي) وكتابين عن الحضارة المصرية.

في الحقيقة، شعرتُ وأنا أواجه الأعمدة الرخامية الهائلة للمتحف بحاجة إلى أن أجعل عادل يتحوّل إلى عداء ليكون في مقدوره اللحاق بي.

في باحته الأمامية يرتفع نصب للفنان العراقي ضياء العزاوي، لم يكن من أفضل أعماله، مازال يراهن على ثيماته التي بدأها منذ أن عمل في جماعة الرؤية الجديدة، الحجم يخلق في المتلقي سطوة لا يمكنه مواجهتها، ورغم حجم النصب الهائل إلا أن سطوته كانت تبدو وكأنها إحدى فراسات أنور الضالة.

لك عندي هدية ستذهلك عن نفسك، قال أبو جاسم وهو يتقدمنا ويشير إلى مكتبة بدت تظهر على بعد نحو عشرين مترا. وقبل أمتار قليلة باغتني نصب آشوري، أظنه نصب لآشور ناصربال الذي عُرف عنه ولعه بالعمائر والحفائر.
ـ أنه جدّي، قلتُ وأنا أدخل المكتبة.
كان وسيمًا ولامعا مثل خاتم في مغارة.

ذهب أبو جاسم إلى زاوية وتركني أتفرس في مصادر وادي الرافدين ومصر، وبعد قليل عاد وهو يضع كتابا في كيس ويقول بلهجة طقوسية: أنه الكتاب.
أخرجته على عجل وأخذت أتصفّحه مأخوذًا. كان الكتاب مخصصا للآثار العراقية التي تعرّضت للنهب أثناء دخول قوات الاحتلال.
كم كان موجعا، وفي الحقيقة شعرت لبرهة بحاجة إلى البكاء.
صورة الرجل الذي يقتعد أرض المتحف المنهوب وهو يضع يديه على رأسه جعلتني أشعر بفداحة ما حدث مرة أخرى وأخرى.

قبل سنتين قلت لأحد الأصدقاء: إن ما حدث يشبه أن يقف أحدنا أمام فصيل إعدام معصوبي الأعين، وعندما يكون علينا أن نخرج أحياء من هذه المحنة، ستكون قد استقرت بضع رصاصات غير مميتة في أماكن متفرقة وربما سنفقد ساقا أو يدًا. ولكن أيضا ستكون حياتنا كما لو أنها لم تحدث.






فصّ

أكتب الآن من مقهى انترنت وعن يميني فتى يحدّث صديقه الذي يجلس عن شمالي كما لو أنه في الطرف الآخر من لندن..
يمدان عنقيهما ويتهامسان تحت ذقني.

 

سلوان يوسف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-16-2006, 01:24 PM   #2
قايـد الحربي

مؤسس

عضو مجلس الإدارة

افتراضي


سلوان يوسف
ــــــــــــ
* * *

كل [ أهلاً ] لكِ
والبقيّة من الغيم [ سهلاً ] تمطركِ .

( ملوك وطرائد )

حرفٌ فائق القراءة
وكل " قراءةٍ " له كأنّها تصَّعَّدُ إلى السماء .

أكثر من الشكر : عطرٌ به .

 

قايـد الحربي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-16-2006, 04:36 PM   #3
يوسف الحربي
( ابن المدينة)

افتراضي


ملوك وطرائد
وكلام الملوك ملوك الكلام
الجذب المغناطيسي في حرفك أقوى من محاولة مقاومة
جميل ما لامس العين والعقل
كل الشكر والتقدير

 

يوسف الحربي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-18-2006, 11:57 AM   #4
م.عبدالله الملحم
( مهندس )

افتراضي





:
:


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

سلون يوسف


أهلا بك في أبعاد
و شكرا لمن احضر النجوم

حرفك
كلمتك
سطرك
و حضوركــ

كان كباقة ورد


و لكــ على امتاعنا يهذا الرقي
باقة ورد بيضاء بحجم فكركــ

تقديري

:
:

 

التوقيع

@ALMiLHM
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

م.عبدالله الملحم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-18-2006, 03:08 PM   #5
بعد الليل
( كاتبة )

افتراضي



سَرد انْسيَابي دَافئ الحُرُوف
أعْجبَني

سلوان يوسف
أهلاً ومرحباً بكِ في أبْعَاد أدَبية
وفِي انْتظَار المَزيد مِنْ حُروفِك الجَميلة

تحياتي

 

التوقيع



سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

بعد الليل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-19-2006, 02:07 PM   #6
مليـ نبض القلوب ـسا
( كاتبة )

افتراضي


سلوان يوسف
************
كم هو رائع مابين السطور

اجدك اتقنت الوصف والاحساس.

ماننحرم

مليسا

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

مليـ نبض القلوب ـسا غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-19-2006, 07:46 PM   #7
محمد الناصر
( كاتب )

الصورة الرمزية محمد الناصر

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

محمد الناصر سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفايةمحمد الناصر سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية

افتراضي


سلوان يوسف :

مرحبا بك تعادل المسافة من هنا إلى لندن

كما تعادل أيضاً ذرات الضباب المتكاثفة هناك


مزيدا نتمناه من هذا الهطول

دمت بكل خير وسعادة

 

التوقيع

m_naser_1@hotmail.com

محمد الناصر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-19-2006, 08:18 PM   #8
سلطان ربيع

كاتب

مؤسس

الصورة الرمزية سلطان ربيع

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 24

سلطان ربيع غير متواجد حاليا

افتراضي


سلوان يوسف
أطلالة تاريخ من أرض وحضارة
حروفك أجبرت العقل على متابعتها
من البداية إلى البداية
مرحبا بك
وأهلاً وسهلاً بتواجدك
ودمت بخير

 

التوقيع

[OVERLINE]"عمر الرجل كما يشعر، وعمر المرأة كما تبدو "

مثل فرنسي
[/OVERLINE]

سلطان ربيع غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
آسفت لأنك ِ لست معي ( تصميم ) ظافر الهرمسي الهاجري أبعاد اللون 2 06-18-2008 08:07 PM
الحـيـاة أربـعــة ألـوان ... لأجلك وطن ... صالح مصلح الحربي أبعاد الشعر الشعبي 14 03-03-2008 10:12 AM
المعتمد بن عبّاد.. من المُلك إلى المنفى محمد الدلماني أبعاد المكشف 2 10-29-2006 07:34 PM


الساعة الآن 02:18 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.