حوار الأسبوع/ هل الشرف في غشاء البكارة ؟

[محمد الناصر]

ترددت كثيراً قبل كتابة هذا الموضوع الغير جديد، خوف سوء فهم أو تحميله ما لا يحتمل، ولكن آثرت إظهاره ومناقشته، فالكثير من الأمور لا تناقش إلا في مجال ضيق، لذلك حين تحل بمكان ما نكتفي بصفق يد بأخرى، ومن ثم كعادتنا النسيان وانتظار خيبات أخرى.
لا أريد الإطالة بالتقديم، ولكن سأبدأ من قصة جرت في إحدى دور المحاكم، وهي أن أخاً متهما بقتل أخته بداعي الشرف، في ليلة زفافها. وبعد فحص الجثة من الطب الشرعي تبين أنها ما تزال بكراً .
لماذا دفعت الثمن حياتها؟ باختصار فقط لأنها أنثى.
بالرغم من التقدم في المجال العلمي والوعي الاجتماعي، وتوافر كل ما يحتاجه الكبير والصغير من أدنى المعلومات، إلا اننا لا نزال حبيسي أفكار موغلة في الظلم والتخلف، نعم أقول أنها موغلة في الظلم والتخلف، لأننا ببساطة نقيّم هذا الأمر أو ذاك على أساس عادة او تقليد، ولا نحتكم لحكمنا الأول والأخير وهو الشرع، وكلنا يعلم أن الشرع في حال ارتكاب معصية فقد عاقب كلا الجنسين بنفس العقاب، وفي مثل هذه الحالات تكون العقوبة الجلد سواء كان مرتكبها ذكراً أم انثى، ولا تكون العقوبة الموت للانثى، وتفاخر الذكر بفعلته والتباهي بها دون أدنى رادع من نفس المجتمع الذي عاقب الأنثى. بل وقد تصبح مجالا يتندر بها بين أقرانه.
كلنا يعلم أن الأنثى معرضة لفقد هذا الغشاء نتيجة امور كثيرة كبعض الرياضات، أو حادث من نوع ما، أو سقوط مفاجئ
وفي كل هذه الحالات لا يرحمها أحد إلا الله العالم بالخفايا.
ولكونها في أغلب الحالات غير مصدقة، قد تلجأ لما شاع من أساليب الترقيع والبكارة الصناعية، ثم تمر الخدعة تلك على الكثيرين، وهذا ما دفع الكثيرات من غير أولات الحوادث للجوء إلى تلك الخدعة، فأيهما أفضل الخديعة مدى الحياة أم الصراحة ومناقشة الحالة ثم قبولها أو رفضها بحسب المبرر لذلك. ؟
وعلى اعتبار الأنثى لها مشاعرها وأحاسيسها وغريزتها، فهي ليست معصومة عن الوقوع في الخطأ، وفي حال حصول ذلك فقد تم نبذها من المجتمع، مما ينعكس سلبا على حياتها ولكل حالة خصوصيتها، فمن الإنطواء والشعور بالنقص، إلى الدخول في عالم الرذيلة، والسبب في ذلك ردة الفعل العنيفة على حكم المجتمع الظالم في أغلبه
أسئلة كثيرة تطرح نفسها هنا: أيهما أشرف فتاة اخطأت لمرة فنعتت بعد الشرف أم قاض مرتشٍ؟ تلك الفتاة أم إمام كاذب؟ تلك الفتاة أم آكل حقوق الناس بالباطل؟
هل حكمنا هو الشرع الإسلامي أم العادات والتقاليد؟ هل نحاكم أي فعل مرتكب من قبل الشرع أم من قبل العادات
بمعنى آخر هكذا وجدنا آباءنا !!

انتظر حواركم

 

[عبدالإله المالك]

موضوع حساس وحيوي
وما من أسوأ من قاضٍ مرتشٍ ..

واعتقد أن غشاء البكارة هو هدية الله للأنثى لكي تقدمها لفارس أحلامها زوجها بلا شك.
والسؤال الذي يتمثل لنا هو من الذي دفع ذلك الشاب لقتل أخته؟ هو المجتمع المحيط به بكل تأكيد.

ويبقى الحوار مفتوحًا ..
وأتمنى من الأعضاء الإدلاء بدلائهم في هذا الموضوع.

تقبل التحية أخي محمد

 

[رشا عرابي]

رغم حساسية الموضوع كان لا بد لي من إبداء رأيي نحن كمجتمعات عربية تحكمنا سياسة العيب وليس الشرع للأسف..وذلك الشاب لم يكن سوى ضحية لجاهلية لم يكن إنتسابه للإسلام كفيلا بوأدها فهو لا يملك باسم الرجولة سوى ما تمليه عليه جاهليته وإلا فسيحمله المجتمع الوزر إنتقاصا من رجولته وحميته..وبرأيي في وقتنا هذا لم تعد البكارة مقياسا للطهر والرذيلة..
وبالنهاية كلاهما ضحية جهل..‏
شكرا للطرح أستاذ محمد‎ ‎

 

[سارة النمس]

السلام عليك و رحمة الله و بركاته سيد ناصر . .
غشاء البكارة ليس أبدًا معيارًا صحيحًا لقياس الشرف !
كم من صبية أعرفها حافظت على غشاء بكارتها . . خوفًا من سخط المجتمع
و من خسارة " الفيزا " التأشيرة إلى بيت الرجل الشرقي .
كم من صبية عفيفة الجسد ، تعيش بأخلاق ذميمة ، نفس حقودة و قلب متعفن و عقل متخلف !
لذلك أعتبر أن مفهوم الشرف لا يتعلق بجسد فحسب ، بل بمنظومة عقلية كاملة تجيد توظيف الجسد فيما ينفع صاحبه
لكن يا سيدي مع ذلك ، العفاف هو صفة يجب أن يتحلى بها المسلم و المسلمة معًا
و بالمناسبة . . خطيئة الزنا محرمة في كل الأديان السماوية و في كل المجتمعات ، عربية ، أوروبية ، آسيوية ، تركية و هندية
كل أب يفضل أن يحظى بحفيد شرعي ، ثمرة علاقة " حلالية "
و إن تخلى الكثيرون عن مفهوم العفاف
و إن لم يقدسوا طهارة الجسد فلا يجب أن نقتدي بهم ماداموا لا يعيشون بمبادئ صحيحة
و رغم كل هذا ، الإنسان " خطّاء " بطبيعته ، و رحمة الله واسعة
كما ذكرت يا صديقي ردة فعل المجتمع دائمًا مبالغ فيها !
و يغفر الله لعباده و لا يغفر الناس لبعضهم البعض . . !
بدل أن يمدوا يد العون أو النصيحة المجدية فهم يحكمون على الخاطئة " بالذات و أؤكد على تاء التأنيث "
بالإعدام فقط لأنها فقدت هذا الغشاء بدل أن يتقبلوا توبتها يرمون بها في جحيم دنيوي
لا تنجو منه إلاّ بالهرب منه أو تزييف غشاء آخر ! فتصحح غلطة بغلطة أخرى
بالنسبة لي . . أفضل الصدق و الصراحة في أسوأ الظروف
أنا كامرأة تعيش في مجتمع شرقي ، مررت بتجارب مختلفة ، و من خلال تجربتي أقول لك :
الصدق رغم مرارته في كثير من الحالات غير أنه لم يقابل سوى ب " الإحترام "
لأنني صادقة مع نفسي أولا ثم مع الناس الذين أحبهم .
موضوع استفزني و لذلك أطلت فاعذر إطالتي و تحيتي لفكرك السليم أستاذ محمد .

صديقتك الجزائرية . . . سارة النمس .

 

[مجتبى الجلواح]

السلام عليكم .. .. ..


أخي الكريم " محمد الناصر "

بالفعل موضوع حساس

ما هو غشاء البكارة ..

وما هي الحياة الزوجية ..

وما هو الحب ...

وما هي العادات والتقاليد ..

وما هو الشرع ..

كل هذه الأسئلة في ظاهرها قد تكون معقدة ولكن ما إن ننظر لها بعين الفكر ستتحلل وستصبح مفهومة حتى للطفل

فالشرع موجود وواضح فيه كل شيء والعادات والتقاليد أنكرت حدودا شرعية كثيرة وعظَّمة حدودًا أخرى وأيضًا هي نفسها جعلت الحب حرامًا مع أنه أساس من أساسات الحياة الزوجية وشوهت صورته الجميلة وجعلتنا نحكم من خلال غشاء على عفاف المرأة وكانه أهم من من الأدب والاخلاق

بل تجد البعض ينسى جمال المرأة وأخلاقها ونور فكرها ويدأب بالبحث عن غشاء البكارة

هناك مقولة جميلة " إذا أردت إمرأةً بعفاف السيدة مريم بنت عمران عليها السلام فكن أنت كيوسف عليه السلام "

كم هي مظلومة هي المرأة في مجتمعنا العربي

ننسى الحلول وننسى أن نأخذ الأمر بروية

وحتى لو أن المرأة أذنبت وزنت فالله قد ستر عليها حين كانت تعمل تلك الفاحشة لماذا نحن من يفضحها بل من يفضحها من الأقارب وهم أولى بالستر عليها وكأنه لا يعلم أنه قد فضح نفسه وأيضًا نحن وكأننا لا نعلم أن من ستر على مؤمن ستر الله عليه يوم القيامة

وفي (صحيح مسلم) و(مسند أحمد)، و(سنن أبي داود) و(الترمذي) و(النسائي)، و(ابن ماجه)، و(صحيحي الحاكم وابن حبان) من حديث أبي هريرة مرفوعاً، ((من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة. ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)) مختصر.



موضوع لا ينتهي ولو جلست الليل بطوله سوف أستمر إسهابًا فيه

أكتفي بهذا القدر وأعتذر عن الإطالة


أرجو لك التوفيق
أخوك / مجتبى الجلواح