،،

ولأنكَ مُتّ
كان من فوضى التوجس أن تتواجد ،
أن يرسمَ الخيال من غيابك هيئة تتداعى ،
أن تقيمَ بذوبان في ملامح الأشياء اكتساءً سائلاً ،
ثم ينبشك الحزن من صندوق ذكرياتي شالاً أحمراً ،
تَحرر له الإنطلاق بكل عطره الذي يتبلور له دمعٌ على خد اشتياق ، على سالف عشق و أبقى .
النظرة إلى ساحتها أيها الميت تدرك أن من تلاشيك تتوالد الأصداء !
تكبر بكل ضوضاءها في فوضى صمت .
لماذا لم يُحسن التوضيب لمّ بقاياك كي تذهب بكلك نسيانا !؟
لماذا ؟!
-دفترك ، آلة العزف التي تَضربُ على وترها فتتغنى عيناي بسطور الشِعر الذي أوزانه نظرة ، و أبحار ، فغرق .
-أُذُنك التي كانت بانحناءها تنصت للكون الذي يتحدث بصوتي أنا وحدي فيحنو الاستماع و تشيخ نبضة متكلّمة في سكناك .
-متكؤك المتقد و قهوتك الداكنة و أجواؤها الماطرة في حنجرة القصيد ، هل تشتهيها بعد ؟ أم للموت أيضا يداً طائلة تلتقطها و في فم قبر تقذفها !!؟
أسأل الحب ذاك الذي على سفحه ثبتتْ قدماي و خلدتْ من شعورك ثاني إثنين إنصهر في القرب عشقهما ، جرب الصوت من عنق ذكرى تنتشي و أَفق ..
أفق كي يأتي الصباح و يألف السؤال نور إجابة تُضيئ ب ال ( نعم ) .
وتنسى بل تمت ...
أحببتك بقدر الانتشال الذي رفعتَ به الحلم إلى الحقيقة
الأمنية إلى قَدر يتنفس
السراب إلى واحة طفى بها الحق و كانت .
مصابة يا روحي بفراق
و جناحي الود رغم صفقها الحرّ في حضن الريح تذرف
تنزف ، توازي حزنها بتواري ربما يداوي ، ينجي ، يجفف
اشتقت ، و سلام قُبلتك أتجه للبعيد للسماء للغياب
و خلّف خراب اليقين في عودة تجبر
أنت مُت و أنا على قيد حياة تودّع حياتها
أنت مت و أنا تحت انقاذ أثقله جثمانك
المقابر يا أنيس موتي تلفظ الأرواح المعلّقة
و أُذُني دحرج إنصاته هناك بين نبرة صمت و رفيف مغادرة !
مازالتْ المرآه تضحك كثيرا يا أنا
تقهقه بقدر بؤسي أمامها و خلو مكانك
تغني قصيدة الروح للروح لأرواح قد تسربت
ذابت في مشاغبة الهواء بالانفاس
عيناي ذاهبة في البحث عنك و بكل هول الفراغ هي إلى بياض
و رفيف قلبي على ظرف اللاعودة في نحيبه ما زال ينبض في فراغ
الفراغ كبير كبير نظم الكلام بأوزان مختلفة مُكسرة في كل شقّ لي هناك قلب صغير لُوّن بالحسرة هوته .
-----------------------
قال أنه مات
و كان يعلم أني سمكة نبضه
فكان موتي حقا على الحياة .
-------
لحظية
30/6/2015